‏واقدساه.. غضب الشعراء/ أدي آدب‏

ثلاثاء, 12/12/2017 - 00:12

في ظل أزمة القدس الحالية، ينفتح جرح الأمة النازف أكثر، ويزيد من ألمه، واتساع مداه، تفاقم التخاذل والهوان في زعامات الدول العربية، بشكل أسوأ من أي وقت مضي، فمنذ زمن بعيد أريد لـ «زهرة المدائن» أن تذوي في الوجدان الجمعي، حيث اختفي من ساحات مظاهرات الشوارع العربية، صوت أغنية «وين الملاين.. والدم العربي وين»؟ وذاب السؤال على الشفاه الهاتفة؛ ... لأن خرائط وجعنا العالمي، الملونة بالدم العربي الإسلامي المستباح، النزيف فوق طلالس الجغرافيا.. أجابت بنفسها عن مصير ذلك الدم، وتلك الملايين، ومن هنا سنحت الفرصة- حين استلم المجانين مقود العالم، لتتحول القدس من «مدينة السلام»، إلى مدينة حرب كونية؛ باعتبارها شأنا عالميا، أو هكذا ينبغي أن يكون. 
وهنا.. حين خنعت القصور في أغلب دول المشرق العربي، وتمالأت قنوات الإعلام هناك، وأخرست حتى مآذن ومنابر المساجد، وسخرت حناجر خطبائها لجزرة الترغيب، وعصا الترهيب، وخرجت بعض أفاعي النخب العربية المتصهينة من جحورها.. مجاهرة بالتطبيع مع إسرائيل.. في هذا المنعطف.. حافظ بعض شعراء العرب.. هنا.. وهناك.. على بقية أخلاق وشيء من الحرية والنبل.. في زمن عولمة السقوط هذه..
ففي موريتانيا أقصى نقطة من العالم العربي غربا، حين كنت أنا -قبل يومين- أتحدث، في برنامج «الجزيرة هذا الصباح»، عن دور موريتانيا السياسي والشعري، في دعم فلسطين عموما، تاريخا وراهنا، سكت فجأة -في اليوم الموالي- قلب صديقي شاعر شنقيط، أمير الشعراء النبيل، الشيخ ولد بلعمش، حزنا وكمدا على الوهن الدولي في التصدي للأزمة، فكان سقوطه شهيدا للقدس، بعيدا على ضفاف الأطلسي، أجمل قصيدة يكتبها في حياته، وأحسن خاتمة وشهادة له ولموريتانيا، ليكون في ذلك خير مصداق لما قلته يومها من أن موريتانيا بعيدة جدا عن فلسطين مكانيا، ولكنها قريبة منها وجدانيا.

 

المصدر: الوطن (القطرية)