إعلان

مدير بيت شعر نواكشوط يهنئ بذكرى استقلال موريتانيا ويشيد بدور الشعراء عبر العالم في مؤازرة الأسرة الإنسانية لمواجهة وباء كورونا

خميس, 11/19/2020 - 21:30

نظم بيت الشعر - نواكشوط مساء اليوم الخميس ندوة علمية لتخليد الذكرى الستين لعيد استقلال موريتانيا، وذلك وسط حضور معتبر للمثقفين والشعراء.
وقدم الأستاذ الدكتور عبد الله السيد بهذه المناسبة تهانئه للشعب الموريتاني وقيادته، كما هنأ الشعراء والأدباء الموريتانيين الفائزين بجوائز أدبية هذا العام.
وقال ولد السيد إنه يوجه تحية خاصة إلى كافة الشعراء والمثقفين في العالم بعد الدور الإنساني النبيل الذي قاموا به من أجل رفع معنويات البشرية التي واجهت هذا العام 2020، داء "كورونا" غير المسبوق في طبيعته تأثيره، مضيفا أن قصائد الشعراء وعزف الفنانين شكل رافد إحساس قوي لأسرتنا الإنسانية ودعما معنويا للعلماء والأطباء الذين يتصدون لمواجهة هذا الوباء. 
وقدم ولد السيد لمحة إطارية عامة عن الظروف التي واكبت استقلال موريتانيا في الثامن والعشرين من نوفمبر عام 1960، مضيفا أن الشعراء الموريتانيين واكبوا هذا الحدث على مر الأعوام بقصائدهم المحفزة من جهة على تثمين هذا الحدث التاريخي، والداعية من جهة أخرى إلى مواكبة قاطرة تنمية البلد ونشر الوعي الثقافي والمدني.
بعد ذلك استمع الحضور إلى المحاضرة الأولى في هذه الندوة، والتي جاءت تحت عنوان "موريتانيا السير نحو الاستقلال"، وألقاها الدكتور محمد عبد الله عمار الأمين العام لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط العصرية، والذي استعرض في بداية حديثه الظرف العالمي الذي هيأ لاستقلال المستعمرات في العالم عقب الحرب العالمية الثانية؛ مبرزا  مراحل استقلال موريتانيا بدء بما عرف ب"دستور 1946م"، الذي قال إنه شكل "نقلة نوعية" في طريق استقلال المستعمرات الفرنسية، التي "أصبحت تشهد وعيا سياسيا، تمثل في تشكيل بعض الاتجاهات السياسية التي تدافع عن حقوق المستعمرات وتطالب بالتمثيل والمساواة مع سكان الدولة الأصل.
وأضاف أن موريتانيا عرفت"مثل غيرها من المستعمرات بروز حركة سياسية تدافع عن حقوق الشعب الموريتاني، وكانت انتخابات 1946م ثمار تلك الرغبة وذلك الطموح رغم قلة الوعي السياسي في تلك الفترة".
وعدد المحاضر مراحل الاستقلال التالية في "القانون الإطاري " الذي استمر العمل به خلال المدة من 1956م إلى 1958م، والذي حقق الاستقلال الذاتي في حدود الشؤون المحلية للإقليم، ليكون مرحلة حاسمة في طريق الاستقلال الكامل.
أما الدكتور أبوه بلبلاه، مدير الدروس بالمدرسة الوطنية للإدارة، فقد جاءت محاضرته تحت عنوان "ذكرى الاستقلال: بيت القصيد"، وفيها ركز على وعي الشعراء الموريتانيين بحدث الاستقلال وقضايا الوحدة الوطنية، وإصرار هؤلاء الشعراء على نيل بلدهم الاستقلال الكامل، بالتخلص من أي تبعية ثقافية أو لغوية للاستعمار.
وأكد أن "الشعر في موريتانيا واكب حدث الاستقلال الوطني والإرهاصات التي سبقته، والتي كانت تمهيدا له".
وقال إن الشعراء من النخبة المثقفة المنتظمة في الأطر السياسية القائمة آنذاك، انبروا موظفين الإبداع الشعري، شعبيه وفصيحه، تبيانا لكل شيء، تعبئة للاستقلال، بمعانيه، بتجلياته، بالدولة، بالوطن، بأهله، بحدوده وبحوزته الترابية، بعلمه، بشعاره وبنشيده الوطني يؤمنون".
وتطرق المحاضر لسياق الإبداع الشعري قبيل الاستقلال، وانحياز الشعراء لمؤازرة النخبة الوطنية في مراحل التحضير للاستقلال، كما قدم المحاضر عرضا باتجاهات ومواقف الشعراء من الإشكاليات التي طرحت إبان الاستقلال وتعلقت خصوصا بموضوع الهوية والانتماء إلى العالمين العربي والإفريقي.