إعلان

مستويات الاشتغال على التعبير القرآني في التجربة الشعرية للشاعر الموريتاني أدي ولد آدب

ثلاثاء, 08/03/2021 - 01:48

ذ- المصطفى المعطاوي

المملكة المغربية

[email protected]

 

عرف الشعر العربي منذ صدر الإسلام تضمين تعابير من القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف، في ما اصطلح عليه بيانيا بالاقتباس، وقد أجاز البلاغيون تغييرا  في الأثر المقتبس، سواء كان قرآنا أو حديثا. ونحن حين نتناول في هذا المقال جمالية توظيف التعبير القرآني في التجربة الشعرية للشاعر الموريتاني لأدي ولد آدب، فلا نقف عند حدود ظاهرة الاقتباس، وإنما نتناول التعبير القرآني في مستويات تتجاوز الظاهرة؛ بحيث نشتغل على اللفظ والتركيب، محوَّرا كان أو غيرَ محوّر، مقررا أو موحى به، محاولين بذلك طرق عالم أكثر رحابة. إننا في هذه الرؤية نقف على بعض السياقات الشعرية التي ورد فيها التعبير القرآني، مبرزين شكل التوظيف، لنخلص إلى ما أضافه هذا التوظيف من جمالية على التجربة الشعرية عامة. واشتغالنا على التعبير القرآني تحديدا في هذا المقال، جاء استكمالا لرؤيتنا التي طرحناها في كتاب كيمياء الشعر من جهة، وتفاديا لأي تقاطع مع ما تناولناه بخصوص المصطلح الديني في إطاره العام، وهو إطار التجربة الصوفية. وقد بدا لنا خلال البحث الأولي أن الاشتغال على هذا الموضوع قد لا يسعه مقال قصير؛ لذا ارتأينا إجرائيا أن نقسم العمل إلى مقالين، يشتغل الأول على ديواني "رحلة الحاء والباء"[1] و"تأبط أوراقا"، والثاني على ديوان "بصمة روحي"[2]، على أن يتضمن المقال الأخير تركيبا عاما لما يمكن اعتباره نتيجة الاشتغال على الموضوع في التجربة الشعرية كاملة.

وقد قسمنا هذا المقال إلى محورين رئيسين:

- الأول: مستوى الاستدعاء، وفيه نتناول اللفظ والتركيب.

- الثاني: مستوى اللعب الفني، ويشمل البنية الصرفية والتعبير.

 

أولا: مستوى الاستدعاء

1- استدعاء اللفظ

كثيرة جدا هي الألفاظ القرآنية التي استدعاها الشاعر أدي ولد آدب في أعماله الشعرية الأولى، أفعالا وأسماء. فبخصوص الفعل نجد مثلا قول الشاعر متحدثا عن الحب[3]:

بين حرفيه يسجد العقل

  تعنو  للجنون المقدس العقلاء
 

وكثيرة هي المواطن التي ذكر فيها هذه الفعل في الذكر الحكيم، مثل قوله تعالى:﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ﴾[4].

ومثل فعل يسجد نجد فعل يسبح في قول الشاعر واصفا قلب الشاعر[5]:

يسبح للجمال وجيبه...

متوضئا بالحب

يطفح رحمة

لا قلب نهاب

ولا سفاح

وفي القرآن الكريم نجد هذا الفعل متبوعا بالجار والمجرور – على غرار ما ورد في البيت أعلاه- ومثال ذلك قوله تعالى: ﴿ يسبح لله ما في ما السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم﴾[6]. وقد يكون الفعل المستدعى فعل أمر كما هي الحال في هذا البيت[7]:

آه يا رب إن حرفيك "حب"  
 

 

مثل "كن" فاعل بها ما تشاء
 

 

وفي هذا البيت أيضا[8]:

ونافخ الناي..

يحكي صوت "كن"

أزلا

كلٌّ.. على توقه للأصل

مفطور

وقد ورد فعل الأمر "كن: كثيرا في الذكر الحكيم، من قبيل قوله تعالى[9]: ﴿وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾. ومثال فعل "كن" فعل "اغفر" في قول الشاعر[10]:

فاغفر أيا وطني الحبيب خديعتي 
 

 

يا أرض ها عرقي وهذي أذرعي
 

 

وصورة هذا الفعل في القرآن الكريم نجدها مثلا في قوله تعالى: ﴿ الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا ﴾[11].

وأما استدعاء الاسم فهو كثير أيضا في التجربة التي بين أيدينا، ويأتي اسم الجلالة "الله" على عرشها، وقد ورد في الديوان على كل الحالات الإعرابية كما هو الشأن في القرآن الكريم

  1. مجرورا بالإضافة[12]:

عيناك عندي معبدان.. إذا
 

 

أرتا جمال الله لم أفق
 

 

وفي القرآن الكريم:﴿ تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق﴾[13].

  1. مجرورا بحرف الجر الباء[14]:

ألا فاكتمي نفسي بغابات عطره
 

 

وإن أختنق بالله لا تنقذيني
 

 

وفي القرآن الكريم:﴿فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي﴾[15]

  1. مجرورا باللام حيث يقول عن قلوب الشعراء[16]:

إن يحمْ جرح عليها

تنزف الحبر الجميل معتقا

لله جرح نازف بالراح

وفي القرآن الكريم: ﴿لله ما في السموات وما في الأرض﴾[17].

  1. في حالة الرفع[18]:

فليحفظ الله الرحيم

قلوب أهل الشعر

نابضة بدفق السحر...

سابحة – مديد العمر –

في فلَكٍ...

بعيد عن يد الجرّاح

وفي القرآن الكريم: ﴿والله يعصمك من الناس﴾[19]. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الديوان استفرد بجر اسم الجلالة بحرفي القسم الواو والباء، وهو ما لم يرد على الإطلاق في القرآن الكريم. فجره بالواو القسمية نجده في قول الشاعر[20]:

قلت والله قد تمليت حسنا  
 

 

ليتني في عينيك يا ألف ليتا
 

 

وجره بالباء القسمية نجده في قوله[21]:

بالله ربك.. هل تؤجر حنجرهْ  
 

 

أوتارها مشحوذة للثرثرهْ
 

 

نبراتها بيديك تحكم صوتها
 

 

هي متجري.. كل يروج منجرهْ
 

أما الأسماء الدالة على العلمية فيأتي آدم عليه السلام في قمتها، والأمثلة من الديوانين كثيرة جدا، إلى درجة يمكن اعتبار هذا العلم مكونا مركزيا من مكونات المخيال الشعري الذي يسيطر على الشاعر أدي ولد آدب في لحظات الإبداع. يقول في قصيدة "نجوى الغرام الأولى"[22]:

حواء يا رمز الأنوثة والخفر
 

 

حواء يا سر السعاد للبشر
 

حواء يا دنيا الفتون.. ومرفأ
 

 

الأحلام: يا سر الحياة لدى الذكر
 

أنا آدم من قبل خلقك لم أزل
 

 

أهفو إليك على جنان من سقر
 

ويقول فيه أيضا[23]:

حواء يا معنى وجودي.. آدم 
 

 

لولاك لم يُخلقْ ولو خُلقَ انتحر
 

ويقول كذلك في القصيدة نفسها، بحيث ترد عليه حواء[24]:

أواه آدم أي نجوى حلوة
 

 

هذي! فكم تغري النسا حتى الخدر
 

 

لقد ورد العلم "آدم" هو الآخر في مواطن كثيرة من القرآن المبين، ومثال ذلك قوله عز وجل: ﴿ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي﴾[25]. إضافة إلى العلم آدم نجد العلمين "هاروت وماروت"، وذلك في قول الشاعر، مشبها سحر حوار بسحر الملكين[26]:

وطني يضيع وليس لي سكن
 

 

فلتسكنيني جنتي حدق
 

 

هاروت.. ماروت.. هنا وهنا
 

 

سيسامراني عن دنا الألق
 

معلوم أن العلمين قد وردا في سياق السحر في القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: ﴿يعلمون الناس السحر  وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت﴾[27]. ونجد من الأعلام أيضا الأعلام "هامان وقارون وفرعون" في قول الشاعر[28]:

تتبطن بالشوك.. والجمر..

إن يستطبها – مدى العمر – فرعون

مداه في الغي:

هامان.. قارون.. تبا

ولات نبي!

وقد وردت في القرآن المبين مجتمعة بالترتيب نفسه، وفي السياق نفسه؛ سياق الظلم والبطش والاستبداد، من ذلك قوله تعالى:﴿إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب﴾[29]. كما استدعى الشاعر العلمين يأجوج ومأجوج[30]:

أترى هولاكو عاد يتبعه التترْ؟

أم أن يأجوجا ومأجوجَ انتشرْ

هل ذلك السد انكسرْ

أترى السماء قد انفطرْ

الجو ينذر بالخطرْ

وقد ورد العلمان في القرآن الكريم – كما في البيت الشعري - اسمين للناسخ الحرفي مع اختلاف في همزة الناسخ؛ وذلك في قوله تعالى: (قلنا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض)[31]. أما سياقيا، فواضح جدا أن المقطع الشعري يستلهم دلالته من قوله تعالى﴿ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ﴾[32]. كما تم استدعاء العلمين عاد وثمود[33]:

فإذا به راعي البقرْ

في جيشه

عادٌ

ثمودُ.. وكل شرْ

وإذا الإله لنا أمرْ

نفخ القدرْ

في الصور.. فانهمر الشررْ

وهمى الحجرْ

مطرٌ.. مطرْ

وقد ورد العلمان بتركيب العطف في سور عدة من القرآن الكريم، وفي سياق الدلالة على رموز الشر في التاريخ البشري، وهو السياق نفسه الوارد في المقطع الشعري، وقد ماثل الشاعر بينهما وبين الشر الأمريكي المرموز له بعبارة "راعي البقر". تركيبيا فحالة الرفع التي ورد عليها العلمان في المقطع الشعري أعلاه نجدها في قوله تعالى: ﴿وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح، وعاد وثمود﴾[34]. كما نجد من الأعلام "القرآنية" نوحا عليه السلام، وذلك في قول الشاعر، يصور غرق سفينة الوطن المكنى عنه بالحبيبة[35]:

حبيبتي تنظر الطوفان يغمرها
 

 

تريد نوحا لشاطي الأمن ربانا
 

وقد ورد في القرآن الكريم ذكر النبي نوح عليه السلام في سياقين مختلفين، سياق الدعوة إلى الله وما رافق ذلك من تكذيب قومه له، وسياق قيادة المؤمنين إلى شط الأمان، حيث "الجودي" الذي رست عليه سفينته، يقول تعالى:﴿ و َنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ﴾[36]. بالإضافة إلى الأعلام الدالة على الأشخاص نجد الأعلام الدالة على المكان، منها "الجودي" الذي ذكرناه سابقا، وقد ورد أكثر من مرة في تجربة أدي ولد آدب الشعرية، ومنها أيضا "بابل"، وذلك في قول الشاعر[37]:

وطني يضيع وليس لي سكن
 

 

فلتسكنيني جنتي حدق
 

 

هاروت.. ماروت.. هنا وهنا
 

 

سيسامراني عن دنا الألق
 

عن بابل في مقلتيك وعن
 

 

شهداء سحر فاتن ونقي
 

وقد ورد العلم "بابل" في القرآن الكريم مرتبطا بالعلمين "هاروت وماروت".

هذا من حيث الدلالة أما من حيث البنية الصرفية، فقد استدعى الشاعر الأسماء المعرفة والنكرات، والأسماء المثناة، والجموع والصفات... ونسوق هنا أمثلة على ذلك:

  1. المعرف بال التعريف[38]:

ظللت أتابع رحلة بحثي
 

 

كأن "كلمبس" حل خلالي
 

وكنت أقول غدا سأراها
 

 

وراء الغيوب سيبدو هلالي
 

وقد وردت لفظة" الغيوب" بالصورة نفسها في القرآن الكريم، ومثال ذلك قوله تعالى:﴿ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب﴾[39]

  1. الصفة الدالة على الجمع[40]:

كم عبدناه.. جعلناه.. سعيدا

لرؤاه ركعا نجثو عبيدا

في هواه.. من يمت كان شهيدا

وفي القرآن الكريم: ﴿ تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا﴾[41]

  1. المعرف المفرد، وهو أكثر الأسماء توظيفا، مثل قول الشاعر[42]:

الآن أدركت الحياة وسرها
 

 

الآن يا حواء طاب المستقر
 

 

وقدد وردت عبارة "المستقر" في قوله تعالى:﴿إلى ربك يومئذ المستقر﴾[43]

- ومنه أيضا[44]:

الريح.. والروح:

-في معناهما- نفس

والناي.. كالجسم..

بالأنفاس.. معمور

الناي.. أتفه عود..

دون نافخه..

إن ينفخ الروح فيه

إنه الصور

والاسم "الصور" ورد في مقامات مختلفة من الذكر الحكيم، مثال ذلك قوله تعالى: ﴿يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا﴾[45].

- ومنه أيضا[46]:

والحمق يعبث بالعقول مقهقها
 

 

والجهل يحثو فوق رأس العالم
 

لا تعجبوا أني أصلي واقفا
 

 

تلك الصلاة على ضمير العالم
 

 

ولفظة "الصلاة" ذكرت في كثير من آيات الذكر الحكيم، ومثالها: ﴿الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة﴾[47].

- ومثل ذلك أيضا[48]:

من يطفئ الحلم البهيج براءة
 

 

في أعين الأطفال؟ غول.. حوت!
 

من يذبح البسمات فوق شفاهم
 

 

جوعا وموتا إنه الطاغوت
 

 

وقد وردت عبارة "الطاغوت" مرات عدة في الكتاب المبين، من ذلك قوله تعالى: ﴿والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت﴾[49].

أما الأسماء النكرات التي تم استدعاؤها من الذكر الحكيم فهي كثيرة أيضا، ونسوق هنا بعضها على سبيل المثال لا الحصر:

يقول أدي ولد آدب في قصيدة بين وطنين، متحدثا عن الوطن[50]:

ألقاه فردوسا.. بأحلامي..
 

 

ولكن.. إن صحوت جهنما ألقاه
 

 

وطني الذي ذبحوه قربانا.. على
 

 

نصب السياسة شاربين دماه
 

وقد وردت عبارة "جهنم" أيضا نكرة منصوبة في القرآن الكريم، مثال ذلك قوله تعالى: ﴿لمن تبعك لأملأن جهنم منكم أجمعين﴾[51]

- ومثلها أيضا[52]:

حواء يا دنيا الفتون.. ومرفأ
 

 

الأحلام: يا سر الحياة لدى الذكر
 

 

أنا آدم من قبل خلقك لم أزل
 

 

أهفو إليك.. على جنان من سقر
 

وفي الكتاب الحكيم:﴿كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين، في جنات يتساءلون عن المجرمين، ما سلككم في سقر﴾[53].

ومثال ذلك أيضا ما ورد في بيتين سابقين:[54]

وطني الذي ذبحوه قربانا.. على
 

 

نصب السياسة شاربين دماه
 

وكلمة "قربان" وردت بالصيغة نفسها نكرة منصوبة في قوله تعالى: ﴿واتل عليهم نبأ آدم بالحق إذ قربا قربانا﴾[55].

ومن الصفات النكرات التي تم استدعاؤها من القرآن الكريم نجد قول الشاعر متحدثا عن حناجر الوطن المأجورة من طرف الساسة الفاسدين[56]:

الجوع.. يا للجوع! كيف أذلها؟!
 

 

أجر بفلس تافه لن تكفره
 

لكنها بالعلم كافرة.. وقد
 

 

تركت حطام مبادئ متبعثره
 

 

ونقرأ في القرآن المبين قوله تعالى: ﴿فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة﴾[57]، بحيث استدعى الشاعر عبارة "كافرة" لتمنح دلالة مميَّزة في السياق الجديد.

- ومثالها أيضا[58]:

قد كنت أشعر أن نصفي ضائع
 

 

أيعيش نصف؟ لا يعيش من انشطر
 

لم يسلني مرأى الملائك سجدا
 

 

حولي عن ذاك الحبيب المنتظر
 

 

وقد وردت صفة "سجدا" بالصورة نفسها في القرآن الكريم، كما هي الحال في قوله تعالى: ﴿قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا﴾[59]. ومن الأسماء المثناة المستدعاة من القرآن الكريم نجد قول الشاعر، مخاطبا أرضه موريتان[60]:

وأفديك بالنفس من كل جان  
 

 

وقل فداء لك الثقلان
 

 

 

وقد وردت عبارة "الثقلان" في قوله تعالى: ﴿سنفرغ لكمم أيها الثقلان﴾[61]. ومن الأسماء الدالة على الجمع السالم للمؤنث نقرأ قول الشاعر، واصفا قلم خطاط[62]:

في أصبعيك

      السحر..

           والآيات..

                 والشعر

                      والإيقاع

                             واللوحات

وقد وردت كلمة "الآيات" في مواطن كثيرة من القرآن العظيم، ومثال ذلك في حالة الرفع - على غرار ما وردت في المقطع الشعري- قوله تعالى: ﴿قل إنما الآيات عند الله﴾[63]. ومن التي تدل على الجمع السالم للمذكر قول الشاعر، داعيا الصهاينة إلى إزالة جدار العار من على الفلسطينيين[64]:

أزيحوا الجدار..

فلستم بني الله –جل- ولا شعبه المصطفين !

أأنتم نضار..

وكل الشعوب – سواكم – تراب وغبار

وفي الكتاب المبين نقرأ قوله تعالى من سورة ص: ﴿وإنه عندنا لمن المصطفين الأخيار﴾[65].

كانت تلك بعض أشكال الاستدعاء في الأعمال الشعرية الأولى لأدي ولد آدب، والتي همت التعبير القرآني على مستوى اللفظ، وقد اختلفت درجة توظيفها حسب ما تفرضه الدلالة والسياق الفني العام، أما استدعاء التعبير فتتطرق إليه الفقرة الثانية.

 

2-  استدعاء التعبير

نقصد بالتعبير هنا التراكيب كالجمل الخبرية والأساليب الإنشائية، والعلاقات كعلاقة الإضافة والعطف مثلا، فمن الأساليب المستدعاة مثلا نجد أسلوب النداء، يقول الشاعر[66]:

ربنا الكون للمحبة ظام 
 

 

عات فيه تباغض وعداء
 

 

فاغمرنه ما بين "حاء وباء"
 

 

ينتفي الحقد يستتب الصفاء
 

وتركيب " ربنا" هو نداء حذفت أداته، ومثله كثير في القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: ﴿ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم﴾[67]. كما نجد أيضا المنادى محذوف الآخر، يقول في قصيدة رحلة التوق[68]:

وصرت أهمهم يا رب أنى
 

 

يعانق جسمي بيض الرمال
 

 

وقد وردت صورة المنادى هذا في مواطن كثيرة من الكتاب الحكيم، من قبيل قوله تعالى: ﴿وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا﴾[69]. أما تركيب الإنشاء من خلال الجملة الفعلية فنجده مثلا في قول أدي ولد آدب، واصفا أجواء السمر الليلي في واحات شنقيط[70]:

خذ زيك الشعبي

تأبط مدفعا

وخذ الكتاب بقوة ..

للشاي.. خذ أبهى العدد

وقد ورد هذا تعبير(خذ كتابك بقوة) في الذكر الحكيم مرات عدة، وسياقه واحد هو مخاطبة الأنبياء عليهم السلام بأن يأخذوا الرسالة الملقاة على عاتقهم على محمل الجد، ومثال ذلك قوله تعالى:﴿يا يحيى خذ الكتاب بقوة﴾[71]. ومن أشكال التركيب الخبري بالجملة الفعلية نجد قول الشاعر مثلا[72]:

فيا ليت.. موسى تعود عصاه..!

تحقق لي ما أريد

تلقف ما يأفكون

فلم يصل الغرب حد طموحي..

ولا هو يصنع ما فيه إصلاح حالي

وقد ورد تركيب" تلقف ما يأفكون" بالصورة نفسها في قوله تعالى: ﴿فإذا هي تلقف ما يأفكون﴾[73]. ومن ذلك أيضا التركيب بصيغة الجملة الاسمية، نجد مثاله في قول الشاعر[74]:

أزيحوا الجدار..

فهذا الجدار.. ضرار

قد أسس للعزل والعنصريه

ألا "لا مساس".. شعار قديم

تبنته -في عهد موسى - ونادت به السامريهْ!

فـ"لا مساس" جملة اسمية مكونة من لا النافية للجنس واسمها وخبرها المحذوف، وقد ورد هذا التركيب في القرآن الكريم في قوله تعالى:﴿فاذهب فإنك لك في الحياة أن تقول لا مساس﴾[75].

هذا من حيث التركيب، أما من حيث العلاقات، فنجد مثلا علاقة الإضافة، وهي نوعان:

  • إضافة إلى الضمير مثل قول الشاعر[76]:

ركعت

     سجدت

              وسبحت ربي

                       ونجمت

                            رتلت لوحي

                                          استخرت

- وفي قوله[77]:

هذي الحروف أجلها ربي بها
 

 

سر الحياة بدونها تبقى سدى
 

 

وقد وردت مثل هذه العلاقة الإضافية في كثير من آي الذكر الحكيم، مثال ذلك قوله تعالى: ﴿إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت﴾[78].

  • إضافة إلى الاسم، ومثالها قول أدي ولد آدب[79]:

فكم ذا أهينم: أين أراها؟
 

 

وفوق الشفاه يموت سؤالي
 

سألت النجيمات عنها فأومأت
 

 

إلى ما ورا أفقها المتعالي
 

ركبت براق المنى فانتهى بي 
 

 

إلى سدرة المنتهى في الأعالي
 

 

وكنا قد فصلنا في رمزية سدرة المنتهى في كتابنا كيمياء الشعر[80]. وقد ورد هذا التركيب الإضافي في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى﴾[81]. ومثل هذا النوع من الإضافة قول الشاعر في قصيدة أنشودة ملحمة الرافدين[82]:

إنا قد ألهمنا القدرْ..

أن سوف نبقى للحضارة مستقرْ

نهب الحياة لقلبها

ونمدها في حبها

ونضح رَوْحَ الله في رُوح البشر

وقد وردت علاقة الإضافة (رَوْح الله) في موطن واحد في القرآن الكريم معمولة للجار، وذلك في قوله تعالى: ﴿إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون﴾[83]. ومن مثل هذه العلاقة التي لم ترد إلا مرة واحدة في القرآن الكريم قول الشاعر[84]:

أريد زنازين..

تعرف أوجه كل مساق إليها

فتحكم إعلاق أبوابها

دون وجه البري..

وتلتقط الساجنيه..

ولو هربوا

مفتحة كل باب

به يتراقص.. سوط عذاب

ليصفع – مهما تفلت-

وجه الخؤون الشقي

لم ترد علاقة الإضافة (سوط عذاب) إلا في سورة واحدة هي سورة الفجر، وذلك في قوله تعالى: ﴿فصب عليهم ربك سوط عذاب﴾[85].

أما علاقات العطف، فقد استدعى الشاعر منها الكثير، ومثال ذلك قوله واصفا رحابة الوطن[86]:

رحبا على طول المشارق والمغا
 

 

رب.. لا يُرى وهمٌ.. يحد مداه
 

وقد ورد عطف (المشارق والمغارب) بالصورة نفسها في قوله تعالى: ﴿(فلا أقسم برب المشارق والمغارب﴾[87].

هذا فيما يتعلق بعملية الاستدعاء سواء كان المستدعى لفظا أو تركيبا، أما اشتغال الشاعر أدي ولد آدب على التعبير القرآني بالزيادة أو الحذف أو تغيير البناء، فهو ما يتناوله المحور الثاني.

 

ثانيا: مستوى اللعب الفني

1- تغيير البنية الصرفية

ونقصد بذلك تغييرا في البناء الصرفي للكلمة بالزيادة فيها أو النقصان منها أو تغيير في وزنها، ومن بين تلك الأشكال نجد قول الشاعر[88]:

أنا ظامئ.. أنا جائع
 

 

أنا معدم.. فتبسمي
 

رضوان يفتح باب جنة
 

 

 

ـخلده إن تبسمي
 

فقد حول الشاعر البنية الصرفية في "جنة خلده" من تعريف ب(ال) إلى تعريف بالإضافة، ولم ترد "الخلد" مضافة إلى الضمير إطلاقا، مثال ذلك قوله تعالى: ﴿قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون﴾[89]. وقد يتم التغيير بالنقل من البناء الفعلي إلى البناء الاسمي، مثال ذلك قول الشاعر[90]:

وتكلمي فالنفخ في
 

 

 

روحي بفيك.. تكلمي
 

ولتمسي تزهو العنا
 

 

قد والقصائد تنهمي
 

فالنفخ في القرآن الكريم لم يرد اسما على الإطلاق، بما في ذلك عملية النفخ في الروح، والأمثلة على ذلك في القرآن الكريم متعددة، نسوق منها قوله تعالى في سورة الحجر:﴿فإذا سويته ونفخت فيه من روحي﴾[91]، وقوله عز وجل في سورة الأنبياء: ﴿والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا﴾[92]. كما ورد النفخ فعلا مقترنا بالروح في سور: النمل[93]، وص[94]، والتحريم[95]. ومن بين أشكال التغيير في البنية الصرفية للكلمة قول الشاعر[96]:

الشعر.. مفتاح الفتوة.. في المحافل..

سحرها

إن القوافي للغواني- نافثات

في العقد

لقد احتفظ أدي ولد آدب  بالدلالة الفاعلية في تعبير "نافثات في العقد"، لكن نقلها من صيغة المبالغة إلى اسم الفاعل، إذ ورد في سورة الفلق قوله تعالى: ﴿ومن شر النفاثات في العقد﴾[97]. ويدخل ضمن أشكال التغيير في البنية الصرفية للكلمة نقل المعرف إلى نكرة، ومثال ذلك قول الشاعر في قصيدة "فارس الأحلام"[98]:

كم تراءينا على مرآة بالي
 

 

نمتطي سرج البراق المتلالي
 

نقطف الأنجم.. عنقود الدوالي
 

 

نسبح الأنوار.. في قدس الجمالي
 

تزدهينا زفة الحور الغوالي
 

 

في معاريج.. إلى أفق الكمال
 

لقد عرف الشاعر لفظة "حور" في البيت التالي، ومعلوم أن هذه  اللفظة لم ترد في القرآن الكريم إلا نكرة، وذلك في مواطن كثيرة من قبيل قوله تعالى: ﴿حور مقصورات في الخيام﴾[99]. ومثل ذلك أيضا قول الشاعر[100]:

البطن يصرخ: هاك صوتي.. هات قوتي
 

 

شرعنا.. الرفض يعني المقبرهْ
 

أجر بخبز يابس.. أجر بوعد
 

 

كاذب.. وخذ النفاق.. المسخرهْ
 

فكلمة "النفاق" لم ترد معرفة بالمفرد في القرآن الكريم، وإنما وردت في هذه الحال نكرة، وذلك في قوله تعالى في سورة التوبة: ﴿فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم القيامة﴾[101]. وقد يشمل التغيير نقل النكرة إلى معرفة، ومثال ذلك قول الشاعر[102]:

أريد عصا شرطي

إذا كلفت قمع حر..

تعود على الشرطي

فتقمعه.. وتصيح:

أنا ما خلقت لغير جبين الغويّ.

لم ترد عبارة "الغوي" على صيغة المفرد إلا نكرة في القرآن الكريم، ومثال ذلك قوله تعالى: ﴿قال له موسى إنك لغوي مبين﴾[103]، هذا مع الإشارة إلى أن اللفظة وردت معرفة بال في دلالة الجمع في قوله تعالى: ﴿والشعراء يتبعهم الغاوون﴾[104].

هناك شكل آخر من أشكال التغيير في البنية الصرفية للكلمة، يتمثل في تغيير العائد باعتباره عبارة مُحيلة على المرسَل إليه، مثال ذلك قول الشاعر، واصفا الأطلس[105]:

هنا يتنازعني الخوف..

طورا لدى المنحنى.. في شفا جرف

ما له من قرار

من المعلوم أن تركيب "ما له من قرار" ورد في القرآن الكريم مشارا إلى المؤنث لا إلى المذكر، وفي موطن واحد هو قوله تعالى:﴿ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار﴾[106]. وقد يتم التغيير بإضافة عبارة عائدية إلى بنية الكلمة، ومن ذلك قول أدي ولد آدب[107]:

أريد خزائن

إن لامستها يدا سارق..

يصرخ المال: -يا للفضائح-

تبت يداك.. أبا لهب

فيصعق بالشلل الأبدي.

هنا نلاحظ إضافة كاف الخطاب إلى "يدا"، بحيث وردت الكلمة في القرآن الكريم دون الكاف في قوله تعالى: ﴿تبت يدا أبي لهب﴾[108]. ومثل هذا التغيير نجده في قول الشاعر، متحدثا عن فاجعة احتراق طائرة موريتانية في المطار أثناء هبوطها:[109]

شهداء المطار ليست "تكانت"
 

 

وحدها مَن بكاؤها سيطول
 

شهداء المطار من ظل حيا 
 

 

 

يوم متم.. فذاك صبر جميل
 

فعبارة "صبر جميل" وردت في القرآن الكريم بالصيغة نفسها، لكن غير مقترنة بإشارة، وذلك في قوله تعالى: ﴿فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون﴾[110]. وقد يحدث التغيير في شكل الكلمة مع الاحتفاظ بنوعها، وذلك من أجل إكسابها دلالة جديدة، مثال ذلك قول الشاعر[111]:

سبحان من بي أسرى والبراق رؤى
 

 

لسدرة المنتهى بين الإمارات
 

من ملجإ الضاد.. أرض الشعر.. معدنه
 

 

شنقيط.. كعبة ألوان الثقافات
 

فقد شمل التغيير هنا استبدال الموصول الخاص "الذي" بالموصول المشترك "من"، إذ لم يرد اسم المصدر سبحان مقترنا بالموصول "من" في القرآن المبين، وإنما ورد مقترنا فقط بالموصول "الذي"، وذلك في أربعة مواطن، منها قوله تعالى: ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله﴾[112].  وقد يشمل التغيير علاقة من العلاقات اللغوية المعروفة، وذلك باستبدال كلمة مكان أخرى دونما إخلال بالدلالة، ومثال ذلك قول الشاعر:

إن عشق الجمال ليس سفاها
 

 

 

وهي سبحان بارئ قد براها[113]
 

يا عيوني تشربي الحسن منها
 

 

واسكبيه هوى به الجفن فاها
 

إن اسم المصدر "سبحان" ورد في كثير من آيات الذكر الحكيم مضافا إلى اسم الجلالة الله: ﴿سبحان الله عما يصفون﴾)[114]، أو إلى صفة الربوبية: ﴿سبحان ربك رب العزة عما يصفون﴾،[115] أو مضافا إلى الاسم الموصول الخاص: ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله﴾[116]، أو مضافا إلى الضمير في قوله عز وجل: ﴿قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا﴾[117]...الخ.  ولم يرد مطلقا مضافا إلى صفته تعالى "البارئ"، لكن رغم هذا التحوير فدلالة التعظيم لم تبرح التركيب، وإنما أضافت إليه دلالة جمالية، مما سنجمع القول فيه نهاية هذا المقال. ومثال ذلك أيضا قول الشاعر[118]:

ما يبتغي الجرّاح

في قلب القصيدة؟

إنه الوطن الذي نحميه..

ما بين الفواصل..

إنه ملكوت رب العشق..

رب الشعر..

وقوله[119]:

أنا طائر يهفو جناحي للمدى
 

 

للحسن في ملكوت ربي مرتهن
 

لكنني مهما أدوم في الفضا
 

 

يستهوني روح السكينة في الوكن
 

لم ترد كلمة "ملكوت" في القرآن الكريم مضافة إلى صفة الربوبية، ولا إلى اسم الجلالة، لا تلميحا لا تصريحا، وإنما وردت مضافا إلى خلقه، إما إلى السماوات والأرض، من قبيل قوله تعالى: ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين﴾[120]، أو مضافة إلى الأشياء على سبيل الإطلاق، وذلك من قبيل قوله عز وجل: ﴿قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه﴾[121].

 

2- تغيير البنية التركيبية

يأخذ هذا التغيير في الأعمال الشعرية الأولى لأدي ولد آدب أشكالا متعددة أيضا، نسوق بعض نماذجها على سبيل المثال لا الحصر:

  • من ذلك حذف مكون لغوي من مكونات التعبير القرآني مع الاحتفاظ بالبنية الأسلوبية، مثال ذلك قول الشاعر[122]:

"ياسين.. والقرآن.. إنك "آية الكرسي"

حلق في السما.. حر القدمْ

لا لست مشلولا..

ولم تك مقعدا..

فالمقعد المشلول.. فينا من حكمْ

فقد حور الشاعر الصورة الصوتية للتعبير القرآني يس، وجسدها رسمًا، كي تدل على الشيخ المعروف في تاريخ المقاومة الفلسطينية، ثم حذف الوصف "الحكيم" الوارد في القرآن، ومن أجل إبقاء السامع مرتبطا ذهنه بالصيغة القرآنية أتى بالناسخ واسمه المتصل به "إنك"، ثم خرج إلى الدلالة التي يريدها، والمتمثلة في اعتبار الشيخ علامة ساطعة (آية) على التحدي والمقاومة رغم أنه على كرسي متحرك، أما الصيغة القرآنية التي تم الاشتغال عليها فهي قوله تعالى:(﴿يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين﴾[123].

  • وقد يشمل التغيير في التركيب نقل الإنشاء إلى الخبر، ومثال ذلك قول الشاعر[124]:

أريد صحائف..

ترفض حبر النفاق

يلوث طهر البياض بماء الحياء المراق

تقسم بالنون.. والقلم الحر حبرا..

وما يسطرون.

لسوف.. تعفف.. أن يتلمسها..

قلم الصحفي.. الدعي

فقد عمد الشاعر إلى أسلوب القسم في القرآن الكريم، وهو إنشائي، فحوله إلى أسلوب خبري، انسجاما مع الدلالة الجديدة، والآية الكريمة التي تم الاشتغال عليها هي قوله عز وجل: ﴿ن، والقلم وما يسطرون﴾[125].

  • وقد يستلهم الشاعر تركيبا قرآنيا يصوغ منه تركيبا جديدا لا يختلف عنه في الدلالة، ومثال ذلك قوله في قصيدة "هذيان مسفر" [126]:

هم أحرقوا الله أكبر في فمي
 

  •  

 

هم طاردوا في الحلق همس توجعي
 

أنا لا أصدق هل نجوت حقيقة؟
 

 

لأخافه أضغاث حلم مرجعي!!
 

فلم يرد التركيب الاسمي "الله أكبر" في القرآن الكريم على الإطلاق، وإنما ورد في صيغته الفعلية مثل قوله تعالى: ﴿ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون﴾[127]. لقد استلهم الشاعر الدلالة وغير التركيب من الفعلي المكون من الفعل وفاعله ومفعوله، إلى الاسمي المكون من مبتدإ وخبر.

  • وقد يكون التغيير جذريا في التركيب، وتنقل الدلالة إلى الإيحاء لا التصريح، ومثال ذلك قول الشاعر[128]:

يا نافخ الناي..

إسرافيل.. والصور..

أراهما.. فيكما..

إذ صحصح النور..

ما كنت أفهم

فعل الناي.. في خلدي

حتى تجلى لروحي

الملهم.. الطور

لقد تم تحوير تعبير بأكمله في قول الشاعر: "يا نافخ الناي إسرافيل والصور"، وتم هذا التحوير بالتغيير والزيادة؛ بالتغيير في صفة النفخ من الفعل إلى الاسم، وهو ما تحدثنا عنه سابقا، وبالزيادة بذكر إسرافيل - المسؤول حسب الثقافة الإسلامية- عن فعل النفخ، والذي لم يرد ذكره في القرآن الكريم، وتم الاحتفاظ بآلة النفخ التي وردت في مواطن عدة من القرآن الكريم، تطرقنا إلى بعضها سابقا.

  • ومثل ذلك قول الشاعر في قصيدة "سورة السجيل"[129]:

سيظل صوتي.. أو دمي.. ملء المدى
 

 

والناظرون.. الساكتون.. عبيد
 

إني أنا حجري كما حجري أنا
 

 

 

سجيل والطير الأبابيل عودوا
 

لقد التقط الشاعر أدي ولد آدب من سورة "الفيل" العبارات المحورية الدالة على رمي طيور الأبابيل جيش أبرهة، وهذه العبارات هي (سجيل والطير الأبابيل)، ووظف هذه العبارات للتعبير عن الدلالة نفسها، وهي رمي الأطفال الفلسطينيين جيوش الاحتلال بالحجارة، لكن اشتغل على تلك العبارات وفق ما يقتضيه إيقاع القصيدة، والآية الكريمة التي كانت محور الاشتغال هي قوله تعالى:﴿ وأرسلنا عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل﴾[130]

  • ومنه قول الشاعر[131]:

أزيحوا الجدار..

كفرنا بشرق جديد كبير!

به أمريكا ستبعث غربانها رسلا

يعكفون على العجل ربا

وتوحي إليهم مزامير إبليس.. حزبا فحزبا

لقد ورد في القرآن الكريم عكوف قوم موسى على عجلهم، لكن بصيغ مختلفة تماما عن الصيغة التي وردت في المقطع الشعري، فقد ورد مع فعل اتخذ في سورة البقرة والنساء والأعراف وطه، ومع فعل أخرج في سورة طه، ولم يرد إطلاقا مع فعل عكف، أما الدلالة – وهو ما يهمنا هنا - فلم تبرح عبادة القوم للعجل الذي صنعوه  بأديهم.

  • شكل آخر من أشكال التغيير في تركيب الكلام، يتمثل في تفريق المجتمع من آية كريمة، مع الاحتفاظ بالدلالة العامة، بحيث يعمد الشاعر إلى سورة واحدة منتخبا منها مجموعة من الألفاظ على صورتها، لكن يوظفها متفرقة، بحيث يمنح لكل واحدة منها دلالة خاصة غير مرتبطة بدلالة الأخرى، مع زيادة عبارة  يتم تحويرها من سورة أخرى، نجد ذلك مثلا في قوله[132]:

ما كنت أفهم

فعل الناي.. في خلدي

حتى تجلى لروحي

الملهم.. الطور

روحي.. وروحك..

روح الناي.. ملحمة

زبورها.. بنشيج الناي..

مسطور

فواضح جليا أن الشاعر استلهم لفظتي "الطور" و"مسطور" من سورة واحدة، وقد وردتا متقاربتين في سياق دلالي واحد في قوله تعالى: ﴿والطور وكتاب مسطور﴾[133]، ثم أضاف إلى العبارتين عبارة أخرى وردت في سور أخرى، وفي سياق آخر غير سياق سورة الطور، والكلمة هي "زبورها"، وقد جعلها مكملة للدلالة الجديدة، ذلك أن هذه العبارة -عكس العبارتين السابقتين- لم ترد بهذه الصورة مضافة إلى الضمير، إذ وردت إما جمعا في سور آل عمران، والنحل، والمؤمنون، والشعراء، وفاطر، والقمر؛ أو وردت مفردة في سور النساء، والإسراء، والكهف.

  • شكل آخر من أشكال التغيير في البنية التركيبية، وهو ما أطلقنا عليه نسبة المعلوم إلى المعلوم، ومثال ذلك قول الشاعر[134]:

بالله ربك.. هل تؤجر حنجرهْ
 

 

أوتارها مشحوذة للثرثرهْ
 

 

****

 

ما بين وتريها عصا موسى تريك
 

 

 

الوهم دنيا كالجنان مؤسطره
 

فموسى عليه السلام معلوم بصفته نبيا، وعصاه معلوم أنه أوتيها، وقد ذكرا في القرآن الكريم منفردين ومجتمعين، لكن دون نسبة أحدهما إلى الآخر صراحة، وإنما وردت هذه النسبة إشارة من قبيل عصاه، وعصاك، وعصاي في سور الأعراف والشعراء والبقرة وطه والنمل.

  • آخر شكل من أشكال الاستدعاء التركيبي الذي يطبع الأعمال الشعرية الأولى لأدي ولد آدب يتمثل في اقتباس اسم من أسماء السور القرآنية الكريمة، وإخضاع ذلك الاسم إلى سياق دلالي جديد، مثال ذلك قول الشاعر[135]

ارحم لسانك..

قد سئمنا الجلجلهْ

فافرأ علينا..

واكتبن:

الزلزلهْ

الزلزلهْ

الزلزلهْ

 

ثالثا: القيم الدلالية والجمالية لتوظيف التعبير الديني

قبل هذه الكلمة الختامية، نود أن نلح على أمر مهم، وهو أن ما قمنا به ليس إحصاءً، ولو اعتمدنا هذا المنهج، لتحول هذا المقال إلى كتاب. لقد تعمدنا في خطابنا هذا أن نردد عبارة "مثال" ومشتقاتها، لنعلم القارئ أمرين اثنين لا ثالث لهما:

- أولا: أن عبارة "مثال" دليل على التعدد، يمكن أن يشكل في حد ذاته دراسة مستقلة. فلينظر الناظر إلى هذه القائمة من الألفاظ القرآنية التي تم استدعاؤها وتوظيفها بطرق مختلفة: (الروح، البيعة، المعبد، الكعبة، الحج، الكوثر، الجودي، الطوفان، الرحمة، الطين، المسيح، المقام، المأوى، دثريني، البيت، العنكبوت، الوحي، الحساب، الإسراء، الجلال، الخلد، إبليس، فلستم بني الله، ضرار، الصحائف، أضغاث أحلام، الطور..)، ولن يجد الناظر تعبيرا واحدا من هذه التعابير لا يحيل على مصدره في القرآن الكريم، بمعنى ذلك أنها مستدعاة من آياته وسوره، وليست مجرد تعابير لغوية في اللسان العربي. ولا تقف المسألة عند حد الاستدعاء وإنما تتخطاها إلى مستوى اللعب الفني، وكثيرا ما يخضع تعبير واحد منها إلى مستويات عدة من الاشتغال، مما يعني –حتما- أنها تخزن أسرارا أعمق، وما بيناه سابقا لن يغدو سوى نافذة تطل على ذلك العمق.

ثانيا: أن عبارة "التعدد" لا تفيد الكم وإنما تدل على الكيف، وفي ذلك إشارة إلى خصوبة المنتوج؛ تلك الخصوبة التي تفتح شهية أي قلم مبدع، لينتج ما يمكن أن يذكره به تاريخ الأدب في الوطن العربي عامة، وفي القطر الموريتاني على وجه الخصوص، ما دامت التجربة الشعرية التي بين أيدينا عربية التعبير، وعروبية الانتماء.

أما أولى الملاحظات التي يمكن تسجيلها في ختام هذا الاستقراء العام، فهي أن القرآن الكريم مثل مرجعية رئيسة في التجربة الشعرية للشاعر أدي ولد آدب. فقد بدا جليا أنه تشرب بشكل كبير القرآن الكريم؛ دلالة وأسلوبا ونظما، يظهر ذلك في أمرين اثنين هما:

1- التقاط ما ندر من التعبير القرآني، أي ذلك التعبير الذي لم يرد إلا مرة واحدة في الكتاب المبين، وقد أشرنا إلى ذلك في حينه،

2- أشكال الاشتغال التي كشفنا عنها سابقا، والتي شملت البنى الصرفية والتركيبية والدلالية على حد سواء.

إن التقاط تعبير قرآني وتوظيفه فنيا؛ إما بالاستدعاء المباشر أو من خلال اللعب الفني؛ لا يعني فقط امتلاك الشاعر ناصية النص القرآني؛ تعبيرا من خلال نظمه، وفهما من خلال دلالات عباراته، وإنما إدراكا عميقا له عبر قياس حدود ذلك التوظيف؛ وطالما كان الشعر تعبيرا في حدود تفرضها ماهيته، والتجارب التي قفزت على هذه المسلمة أثبت التاريخ ضياعها في هوة اللاشعرية السحيقة.

لقد أوضحنا كيف أن توظيف التعبير القرآني تم على مستويين: صرفي وتركيبي؛ ونحن نؤكد هنا أن الأمر قد تم حسب ما يمليه السياق، أو ما تفرضه الدلالة، أو ما تتطلبه الصورة الشعرية والإيقاع والرمز. إن الاشتغال على ذلك التعبير لم تفرضه ضرورة من ضرورات الشعر المعروفة، وإنما أملته غاية التدقيق في الدلالة؛ إما بإزالة احتمالية أو كشف غموض، أو تعميق صورة.

بهذا لم يكن توظيف التعبير القرآني في الأعمال الأولى لأدي ولد آدب ترفا فنيا أو جماليا في التجربة، وإنما شكل مع العناصر الأخرى بنية مغلقة، تتماسك كل أجزائها من أجل تعبير، يلعب فيه المصطلح القرآني دور الإيحاء بدلالات إنسانية أو اجتماعية أو تاريخية أو سياسية. يظهر ذلك جليا في التعبير الرمزي (آدم، يأجوج ومأجوج، هاروت وماروت، هامان وقارون، سدرة المنتهى...الخ)؛ إذ لا يبدو التعبير وكأنه إسقاط من الخارج، وإنما يَظهر مركزَ الدلالة، بحيث أن تجاوزه أو إغفاله ينسفها من أصلها.

ولا يسعنا هنا إلا أن نسجل ملاحظة في غاية الأهمية، وهي أن التعبير القرآني في هذه الأعمال لم يخرج إطلاقا عن كونية القرآن الكريم، إذ لم يتخذ أبعادا صوفية أو فلسفية أو إيديولجية أو مذهبية، كما هو حال كثير من التجارب الشعرية التراثية والحداثية، لقد بقي مخلصا للدلالة؛ تفسيرا معقولا لا تأويلا متطرفا.

صحيح أننا لم نفصل في الأمر تحليلا واستبيانا حتى يكون لدعوانا هذه مغزى، لكنها كلمة سبقت بداية هذه الورقة؛ أننا سنرجئ هذا المستوى من الاشتغال إلى حين تناول العمل الثاني من تجربة الشاعر، وهو "ديوان بصمة روحي".

قبل الختام، يمكن القول إن ما أضفاه استدعاء التعبير القرآني من جمالية على المنتج الشعري في هذه الأعمال، يفصح عن حقيقة لا يجوز إغفالها، وهي أن للتعبير القرآني جمالية فريدة حين يتم توظيفه شعريا؛ والشرط الوحيد لتحقيق تلك الجمالية هو أن يمتلك الشاعر أدواته الفنية، والتي يمكن إجمالها في عبارة واحدة هي "الأدوات البيانية"، فهي وحدها قادرة على الخروج بالتعبير القرآني من ضبابية التوظيف إلى وضوح الرؤية، إلى جمالية ومتعة التلقي. لقد لمسنا هذه الضبابية في كثير من النصوص الشعرية التي غدا فيها التعبير القرآني إما نشازا أو مساهما في الغموض المفضي إلى اللادلالة، أما في هذه الأعمال، ولأن الشاعر أدي ولد آدب يمتلك أدوات البيان، فقد غدا التعبير القرآني تعبيرا جماليا. ونحن نرى أن أساس الأدوات البيانية هو اللغة العربية؛ معجما وصرفا وتركيبا ومجازا؛ ذلك أن التعبير القرآني هو قبل كل شيء تعبير لغوي، جاء بلسان عربي مبين، لذلك فقدسيته إنما هي داخل الكتاب المبين وليست خارجه، مما يعني أن الخروج بذلك التعبير إلى مجال الإبداع إنما يعتمد على الفهم العميق لدلالته اللغوية، وهو الفهم الذي يجعل المبدع قادرا على توظيفه فنيا مهما تعددت السياقات.

هذا من جهة، من جهة أخرى، يمكن اعتبار نجاح أدي ولد آدب في توظيف التعبير القرآني جماليا ردا على الأصوات التي ترى فيه تعبيرا منغلقا، تعبيرا لا يمكن أن يبرح مجال الدين دلالة وتعبيرا، معتبرة – عجزا منها عن استلهام البيان العربي- أن أية استعارة له تغدو غير ذات معنى. والحقيقة الثاوية خلف هذه الدعوى في اعتقادنا هي أن نقل التعبير القرآني إلى تعبير جمالي ليس بالأمر الهين، فالتعامل هنا يكون مع أرقى مستويات البيان في اللسان العربي، وما يتطلب ذلك من دقة ونباهة حتى تنجح عملية الاستدعاء، ويستكين التعبير في السياق الجديد، وقد تآخى مع عناصر البنية الشعرية من صور وإيقاعات وغيرها.

ختاما، وبالنظر إلى الأشكال الإبداعية المتعددة في توظيف التعبير القرآني في هذه الأعمال، فإننا نعتقد على سبيل اليقين أنه لا يمكن أن تنجح قراءة نقدية ما لتجربة الشاعر أدي ولد آدب إلا من خلال التناول البياني، أي من داخل البيان العربي معجما ولغة وأسلوبا، فلا حاجة إلى منهج خارج عن هذا النظام، وإذا تم ذلك فلن يغدو الأمر إلا إسقاطا مجحفا، يقتل النص في مقابل استعراض المنهج، وذاك هو الفشل النقدي الذريع في أبهى صوره القبيحة!

 

 

[1]  - أدي ولد آدب. الأعمال الشعرية الأولى . رحلة الحاء والباء، متبوع بتأبط أوراقا. منشورات وزارة الثقافة الجزائرية. 2009

[2]  - أدي ولد آدب. بصمة روحي. منشورات آفاق للدراسات والنشر والاتصال. مراكش. المغرب. 2018.

[3]  رحلة الحاء والباء ص: 15

[4]  سورة الرعد الآية: 15

[5]  رحلة الحاء والباء. ص:81

[6]  سورة الجمعة. الآية: 01

[7]  رحلة الحاء والباء. ص: 16

[8]  رحلة الحاء والباء. ص: 77

[9]  سورة البقرة. الآية: 117

[10]  تأبط أوراقا. ص: 108

[11]  آل عمران. الآية: 16

[12]  رحلة الحاء والباء. ص: 38

[13]  سورة الجاثية. الآية: 06

[14]  رحلة الحاء والباء. ص: 41

[15]  سورة  الأعراف. الآية: 158

[16]  رحلة الحاء والباء. ص: 79

[17]  سورة البقرة. الآية: 284

[18]  رحلة الحاء والباء. ص: 81

[19]  سورة المائدة. الآية: 67

[20]  رحلة الحاء والباء. ص: 44

[21]  تأبط أوراقا. ص: 103

[22]  رحلة الحاء والباء. ص: 31

[23]  رحلة الحاء والباء. ص: 33

[24]  رحلة الحاء والباء. ص: 34

[25]  سورة طه. الآية: 115

[26]  رحلة الحاء والباء. ص: 39

[27]  سورة البقرة. الآية: 102

[28]  تأبط أوراقا. ص: 122

[29]  سورة غافر. الآية: 27

[30]  تأبط أوراقا. ص: 184

[31]  سورة الكهف. الآية: 86

[32]  سورة الأنبياء. الآية: 96

[33]  تأبط أوراقا. ص: 190

[34]  سورة الحج. الآية: 42

[35]  تأبط أوراقا. ص: 110

[36]  سورة هود. الآية: 45

[37]  رحلة الحاء والباء. ص: 39

[38]  رحلة الحاء والباء. ص:27

[39]سورة التوبة. الآية: 78

[40]  تأبط أوراقا. ص: 139. والحديث هنا عن جسد المرأة.

[41]  سورة الفتح. الآية: 29

[42]  رحلة الحاء والباء. ص: 32

[43]  سورة القيامة. الآية: 12

[44]  رحلة الحاء والباء. ص: 75

[45]  سورة النبأ. الآية: 18

[46]  تأبط أوراقا. ص: 106. والمقصود بالصلاة هنا صلاة الجنازة كناية على موت الضمير الإنساني في زمن اليوم. وعنوان القصيدة يوحي بذلك: (صلاة على ضمير العالم)

[47]  سورة البقرة. الآية: 3

[48]  تأبط أوراقا. ص: 181. والمقصود بالأطفال هنا أطفال العراق، والطاغوت الاحتلال الأمريكي

[49]  سورة البقرة. الآية: 257

[50]  تأبط أوراقا. ص: 112

[51]  سورة الأعراف. الآية: 180

[52]  رحلة الحاء والباء. ص: 31

[53]  سورة المدثر. الآية: 42

[54]  تأبط أوراقا. ص: 112

[55]  سورة المائدة. الآية: 27

[56]  تأبط أوراقا. ص: 104

[57]  سورة آل عمران. الآية: 13

[58]  رحلة الحاء والباء. ص: 31

[59]  سورة الإسراء. الآية: 107

[60]  تأبط أوراقا. ص: 115

[61]  سورة الرحمان. الآية: 31

[62]  تأبط أوراقا. ص: 193

[63]  سورة الأنعام. الآية: 109

[64]  تأبط أوراقا. ص: 155

[65]  سورة ص. الآية: 47

[66]  رحلة الحاء والباء. ص: 17

[67]  سورة البقرة. الآية: 127

[68]  رحلة الحاء والباء. ص: 28

[69]  سورة الفرقان. الآية: 30

[70]  رحلة الحاء والباء. ص: 53

[71]  سورة مريم. الآية: 12

[72]   تأبط أوراقا. ص. ص: 123-124

[73]  سورة الأعراف. الآية: 117

[74]  تأبط أوراقا. ص: 155

[75]  سورة طه. الآية: 97

[76]  رحلة الحاء والباء. ص: 19

[77]  رحلة الحاء والباء. ص: 21

[78]  سورة البقرة. الآية: 258

[79]  رحلة الحاء والباء. ص: 25

[80]  المصطفى المعطاوي. كيمياء الشعر من البصمة والرؤية إلى الجذور والأصول. قراءة في تجربة الشاعر الموريتاني أدي ولد آدب. دار أزمنة. الأردن. 2021

[81]  سورة النجم. الآية: 13

[82]  تأبط أوراقا. ص: 185

[83]  سورة يوسف. الآية: 87

[84]  تأبط أوراقا. ص: 119

[85]  الآية: 13

[86]  تأبط أوراقا. ص: 112

[87]  سورة الرحمان. الآية: 40

[88]  رحلة الحاء والباء. ص: 36

[89]  سورة الفرقان. الآية: 15

[90]  رحلة الحاء والباء. ص: 36

[91]  الآية: 29

[92]  الآية: 91

[93]  الآية: 87

[94]  الآية: 72

[95]  الآية: 12

[96]  رحلة الحاء والباء. ص: 54

[97]  الآية: 04

[98]  رحلة الحاء والباء. ص: 60

[99]  سورة الرحمان. الآية: 72

[100]  تأبط أوراقا. ص: 104

[101]  سورة التوبة. الآية: 77

[102]  تأبط أوراقا. ص: 117

[103]  سورة القصص. الآية: 18

[104]  سورة الشعراء. الآية: 224

[105]  رحلة الحاء والباء. ص: 69

[106]  سورة إبراهيم. الآية: 96

[107]  تأبط أوراقا. ص: 118

[108]  سورة المسد. الآية: 01

[109]  تأبط أوراقا. ص: 130

[110]  سورة يوسف. الآية: 18

[111]  تأبط أوراقا. ص: 208

[112]  سورة الإسراء. الآية: 01

[113]  رحلة الحاء والباء. ص: 42

[114]  سورة الصافات. الآية: 159

[115]  سورة الإسراء. الآية: 01

[116]  سورة الإسراء. الآية: 01

[117]  سورة البقرة. الآية: 32

[118]  رحلة الحاء والباء. ص: 82. وعنوان القصيدة "مرثية لقلوب الشعراء". استهلها الشاعر ب: درويش – بعد الموت أوصاني بأن قلوب أهل الشعر – لطفا- لا تطيق مباضع الجرّاح...

[119]  تأبط أوراقا. ص: 97

[120]  سورة الأنعام. الآية: 175

[121]  سورة المؤمنون. الآية: 88

[122]  تأبط أوراقا. ص: 147

[123]  سوره يس. الآية: 01

[124]  تأبط أوراقا. ص: 120

[125]  سورة القلم. الآية: 01

[126]  تأبط أوراقا. ص: 108

[127]  سورة البقرة. الآية: 158

[128]  رحلة الحاء والباء. ص: 73

[129]  تأبط أوراقا. ص: 135

[130]   سورة الفيل. الآية: 03

[131]  تأبط أوراقا. ص: 154

[132]  رحلة الحاء والباء. ص: 73

[133]  سورة الطور. الآية: 01

[134]  تأبط أوراقا. ص: 103

[135]  تأبط أوراقا. ص: 144