رثاء في الوالدِ محمد الشيخ ولد الديده تغمَّده الله بواسِع الرَحمات

خميس, 01/20/2022 - 00:56

محمد المامون محمد

 

 

عَزاءًا لهذا القَلبِ أنْ كنتَ نبضَهُ

وأنْ كنتَ تُصفيهِ من الحبِّ محضَهُ.

فأنَّى يُرجِّي بعدَ فقدكِ مُؤنسًا

وقد كُنتَ سلواهُ إذا الدهرُ عضَّهُ..

رحلتَ وخلَّفتَ الفؤادَ بحسرةٍ

يُغالبُ في تَصديقِ رُزءكَ رفضَهُ.

علَى أنَّه يرضَى بما اللهُ كاتبٌ

عليهِ...ومهمَا يفعلِ الله يرضَهُ

وقالُوا: "محمد الشيخ" شدَّ رحاله

فقلتُ: لقَد أبقَى على الدهرِ ومضَه.

تَذكرتُ قلبًا نيِّراتٍ خِصالُه

كأنْ سَلَّ - إلاَّ للدُنى - منهُ بُغضَهُ..

ووجهًا بَشوشًا يَملأُ الكونَ بَهجةً

ويغمُرُ بالبُشرى سَماهُ وأرضَهُ..

ويُمنَى على الإحسانِ عادتُها النَدى

لهَا ذمَّ هتَّانُ الشَآبيبِ فيضَه

وطَرفًا إلى العليَاءِ يرنُو تَعلُّقًا

وعنْ درنِ الدنيَا تعودَّ غضَّهُ..

هُما تَوأمَاكَ البذلُ والنبلُ دائبًا

فأيَّكمُ نبكِي بذا اليوم قبضَه؟

رفعتَ لنَا المجَد الأثيلَ على المَدى

فأنَّى ينالُ الشأوَ من رامَ خفضَه؟

وقد كنتَ وصَّالاً لقُربَى تصونُها

فكم من خِلافٍ حِلمُ رأيكَ فضَّهُ...

سيبكِيكَ مِحرابٌ وتبكِي محاظرٌ

حفظتَ لها ندبَ العطاءِ وفرضَهُ

مَقامُك في الفردوسِ زلفَى محمَّدٍ

ولُقِّيتَ من أصفَى المواردِ حوضَه..

وقصرًا مشيدًا في النعيمِ مُخلدًّا

تَكونُ السَما والأرضُ بالنورِ عرضَهُ.