رحلة الشمال... المونولوج الأول - المتابة (مدينة آزوكي)، مهد حضارة (المرابطون)

ثلاثاء, 09/06/2022 - 02:49

عبد الرحمن أحمد سالم

 

يرابط اليوم سكان آزوكي، نيابة عنا وعن أجدادنا المرابطين، في تلك القصبة/القلعة التي كانت يوما ما من القرن الخامس الهجري، حسب مانقل لنا "البكري" و"ابن سعيد القلقشندي" و"ابن خلدون"، تضم عشرين ألف نخلة وعشرين ألف فكرة .. وسريا من رجال العلم والقضاء والحرب، وديار للقضاء والحكم ومسجدا دفن غير بعيد منه قاضي المدينة والمرجعية الأبرز الإمام الحضرمي.

آزوكي، أو مدينة (التوبة)، مدينة ومدفن عالم المعقول والمنقول، قاضي الصحراء، الإمام أبو بكر المُرادي الحضرمي الشنقيطي.

آزوكي عاصمة حضارة المرابطين التي امتدت الى الاندلس مروراً بالمغرب

آزوكي التي صنفتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» كتراث إسلامي.

آزوكي التي أزاحت الحفريات فيها عن كنوز من قطع الفخار والأواني وقطع الدينار المرابطي، العملة النقدية الاولى المستخدمة في موريتانيا.

آزوكي هذه، زرتها مشبعا بتاريخها ومجدها وامتدادها وعمقها.. دخلت من ما كان يعرف بباب السور ، وفي لحظة حاولت استنشاق عبقها والصمت لسماع ضجيجها.

كان الصدى، للأسف، ممر مهجور وباب مفتوح على مصراعيه، وفضاء متروك للحيوانات السائبة وقطع القمامة، و - أكرمكم الله - تبرز الأطفال.

ودعت المكان وأنا اتمتم بمونولوج من الاعتذار لرجال قرروا يوما أن يأسسوا حضارة في أرض السيبة، ونجحوا وتمددت حضارتهم من المجابات الكبرى إلى ماوراء البحر الابيض المتوسط.

أتمتم بمونولوج من الاعتذار لكل من تسمى بذلك الإسم، من فرق رياضية، وقصور، وفنادق، وصحف، وقنوات تلفزيونية، وجمعيات، ومحلات... وغيرها

أتمتم بمونولوج من الاعتذار لبناتي اللائي تعلمن في كتاب التاريخ حكاية حضارة (المرابطون).. وحملهم الشوق واللهفة للوقوف على جزاء أبناء المرابطين لأجدادهم المرابطين.

ليعذرني الجميع.. فكل هذا مونولوج

الصورة المرفقة: من الجانب الأكثر تأدبا في طلل القلعة