إعلان

عتاب لصديق "فيسي"

خميس, 03/21/2019 - 02:14

الدهماء ريم

.......

في هذا القفر الأزرق، رغم ازدحام مَمَرَّاته، قيَّضتْ لنا الأقدار -كهواة- فرصة ذهبيَّة للكتابة،.. وما كُنَّا لنُحظى بها لولا تَرجُّل التكنولوجيا من برجها المُتمنِّع لمستوى العامة والبسطاء،.. فلا نحن كُتَّاب مُحترفون، ولا أسماء ذات شأن أدبي أو علمي أو صحفي، تُغري بالقراءة لها،.. نحن مُجرّد دراويش يتسكَّعون على حواف موائد الكتابة، ويجُرُّون معهم حمل بعير من الأخطاء والكلمات المُتطابقة الملامح، في ضعف سبك وحدَّة فتك.

لو كانت الكتابة الورقية ماتزال حية، لما عُلِم لنا ذِكْر، فمن سينشر هُزالنا؟،.. من سيَقْبَل بإفراغ صفائح قُماماتنا على ورقه الأبيض النبيل؟.. لا أحد حتما!...

الكتابة ودَّعت نعيمها، منذ اندثر الورق، وأكَلَت الومضات أحبابه بتلذّذ، ومنذ جوَّعها الجراد الأزرق بأفواه فُتحت في وقت واحد على آخرها،.. فلا تكاد اليوم تستر عورتها من المُتوفّر،.. أُبيدَ الحرف، وسُبِيَت الكلمة، وقُهِرت الجملة.

نَنْخدع أحيانا -كهواة - حين يُجاملنا خَلوقٌ بكلمة إطراء،.. رفعة منه، لا تميُّزا منَّا،.. وننخدع أكثر حين نعيش ذلك الشعور المُخدِّر ونتصور أنه من قيمة ما نكتبُ، فيدفعنا الخيلاء الإلكتروني إلى الغرور، فنتوهَّمُنا كُتَّابًا ومُحررين وأصحاب رأي... تقريبا نسْتمطِر ذهنيا ما نتمنَّاه لأقلامنا الكسيحة، ونحن في سُكر الوهم أو سَكرات الذّهان العصبي.

صديقي الذي تخيَّل أن الحرف بايعه، توقَّفَ منذ برهة عن التعليق على منشوراتي بشكل مباشر، وليس في الأمر سوء،.. لكن، كلّما نشرتُ ما لا يتقاطع ورأيه، يُلصق على جداره تعليقا غير دبلوماسي بخلفية حمراء أو سوداء، وبحرف بارز، من صنف "الخَطْ ابْلِمْداكَ".. رغم أنِّي تعلمتُ القراءة والكتابة وهو لَـمَّا يزل مشروع روح مُقدَّرة في رَحم الغيب.

أحيانا تندفع بنا ردود الأفعال بسرعة مفرطة، ولا شيء يهزمها سوى انعدام خبرتها في السّير "بِكْياسَهْ"،.. وبإصرارها على البقاء في نطاق دائري، مغلق ، تُعجز به صاحبها عن فرْملة ما بداخله،..

طبعا علاقتنا "بأصدقائنا" تستحق منطقيا الصَّبر على بعض الوخز، لكني أحسَسْتُ هذه المرة بثقل تولُّد الدَّهشة، وقد تطوَّر وخز مربَّعات صديقي المُلوَّنة لتحوي كلمة غير لائقة.. وهذا يُباين المعقول ويُخالف الأصول.

صديقي!،.. ابن مَنْ شئتَ انتَ،.. تَداركْ واتّخذ أدبًا، وتَقاصَرْ!، فلن يزيد التَّطاول من مقاس عنقك،.. لا تسْحَب النِّيات الطيبة نحو المُربَّعات السَّائبة، لتُلوِّن جنباتها بعواهن الكلام، ولا تَتْركْ لبعض الأشياء حريَّة التّمدّد داخل جسدك لتقهر خُلقك، فتغوص حثيثا في تهلكة الصّدام.

لستَ مُحتاجا لتنويع الخلفيات وتلوينها بحروف نيِّئة لتُقرأ رسائلك، عَلِّق مُباشرة على صفحتي، وأكْتب ما شئتَ.. فالبيت بيتك...ودادي