الإنسانية ... درستويفسكي / إبراهيم الأندلسي

اثنين, 07/15/2019 - 03:14

فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي;  هو روائي وكاتب قصص قصيرة وصحفي وفيلسوف روسي. 
وهو واحدٌ من أشهر الكُتاب والمؤلفين حول العالم. 
رواياته تحوي فهماً عميقاً للنفس البشرية كما تقدم تحليلاً ثاقباً للحالة السياسية والاجتماعية والروحية لروسيا في القرن التاسع عشر، وتتعامل مع مجموعة متنوعة من المواضيع الفلسفية والدينية. 
الوفاة: 9 فبراير 1881

 يقول الفيلسوف 
دوستويفسكي :

"ماذا لو كان العنكبوت الذي قَتلتَه في غرفتكَ  يظنّ طوال حياته أنكَ رفيقه في السكن ؟ "

تختصِر هذه المَقولة  فِكرة  التعايش ، و فكرة  الجِوار، و فكرة تقاسم المُحيط، ... و هي أفكار غاية في العقلانية فهل توجد في الواقع الفِعلي المَعِيش ؟
و هل يُعْتَبَر الإنسان الوصِي مسؤولا عن الحفاظ على محيطه لأن المِلكية ليست بالشكل الفَجِّ  الذي يتصوَّوه، و كذلك الحرية و القوة ؟
و هل يعلم كم مرَّ من المُلاكِ على نفس المكان عبر العصور الغابرة؟
و هو أمر في طريقة للاستمرار و بشكل دائم.
اعتبر كثير من المفكرين أن الحياة وَديعة و عُهدة وصلت إلينا بشكلها الحالي و أن علينا تسليمها بشكلها الأصلي دون إحداث تغييرات تُخِل بنظامها و طبيعتها، لأننا مجرد ضيوف عابرين عند محطة قطار سريع، لا يعرِف التوقف بل يرمِي الركاب  ليكون ذلك آخر عهده بهم.

غريزة التّملُّك و رفض المشاركة من الغرائز الصِّدامية  المُتأصِّلة في سُكان هذا الكوكب الكبير الواسع، فهل مصدرها الخوف؟
أم أن مصدرها تأمين الحياة؟
أم تأمين المستقبل؟
أم هي بدافع القوة و الحجم و استصغار الآخر بسبب ضعفه و حجمه؟
اهتمت الشرائع و القوانين بالجوار و المُحيط ، لكن ذلك الاهتمام  يختلف باختلاف المشرفين على تطبيقه ، و باختلاف النظرة و التفسير و الفهم و العوامل المُحيطة و التغيرات المُتلاحقة، فكم من حروب نشبت بين الإنسان و الإنسان بسبب الأطماع و حب السيطرة و التّحكم، و الغريب أن تلك الحروب تزداد فتكا يوما بعد يوم، و تزداد حدة كلما تصور الإنسان أنه أحكَمَ السيطرة على الكوكب ، فأين ستكون المخلوقات الضعيفة و الكبيرة  ما دام هذا حال الإنسان مع أخيه الإنسان ، مع جاره و ابن جلدته.

ستعيدنا مقولة الفيلسوف  "فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي" إلى منظومة الأخلاق فهي وحدها القادرة على تحجيم نجاحات الأطماع ، و انفلات القوة ،و  توجيه بوصلة الحياة نحو مسارها الصحيح، 
فهل الأخلاق في مسرح سيطرة المادة اليوم قادرة على مجابهتها و صَدِّها ؟
أم أن منظومة الأخلاق نفسها تعرضت للهجوم و الطّمس و التبديل، و حتى التشويه و لو  بأمور مغلوطة  ؟
هناك مفاهيم أخلاقية لا تحتاج لغةً و لا حروفا و لا نطقا و لا كتابةً و لا تخُصُّ لونا من الألوان و لا شكلا من الأشكال و لا جهةً ،  فهي مفهومة بشكلها و حركاتها، و منها  العطف و الرحمة و الرعاية و الحنان و المساعدة و الرأفة  و المعونة ...
و هي باقية حتى لو تَجاهلها اهتمامُ مَن يملك وسائل النشر و التسجيل و التصوير، و حتى لو تم إدراجها في سجلات التخوين  و التَّخويف و التخلف و مُعاداة الأوطان و الأعراق.