وجب الاعتذار.... / باتة بنت البراء

أحد, 07/21/2019 - 14:23

 

جدتي إنسانة كريمة لا تقبل الضيم، ولا تبيت على الخنا، والكل في الحي يحترمها ويجلها؛ فهي لهم بمثابة الأم الحانية الناصحة، تواسيهم وتطببهم وتساعدهم في شؤون الحياة. 
ذات عيد أضحى ، وكانت قد استبقتني معها حين حول الوالد للعمل في كيفه، تواردت عليها النساء والبنات لتضفر شعورهن، وبقيت أياما مشغولة، ولم تكد تتفرغ لي إلا يوم العيد.
ألبستني دراعه من النيله، وسرحت غرتي بالفحم والصمغ، وخضبت يدي بالحناء، وذهبت بي مساء إلى ساحة القرية حيث ضربوا الطبل للعيد أربعا وخمسا وستا.
اجتمع الساكنة وقدمت كل أم بفتاتها معجبة، هدر الطبل وارتفعت الأهازيج تحمل أمجاد القبيلة، وتذكر برجالاتها، وتعالت الزغاريد حين أقبل فتيان الحي إلى الساحة يرفلون في ثيابهم.
فحمي الوطيس، وتقدمت الفتيات مستعرضات زينتهن، وزغردت فوقهن النساء، وامتزج هدير الطبل ب(لعب الدبوس) ، وفي حميا الحفل رمى كل فتى على الفتاة التي أعجبته نقودا.

لم أكن من المحظوظات ب(الزرگ)، وعندها غضبت جدتي وأخذت بيدي وخرجت من الساحة لا تلوي على شيء، فتبعتها بعض النساء، وتدارك الأمر عمي- حفظه الله- الذي كان في الحفل
- وكان يجلها كثيرا- فرمى علي مفاتيح منزلهم، وزغردت فوق رأسي النساء، وأحسست نشوة الانتصار.

وقد.اضطر الفتيان أن يرسلوا لجدتي بالاعتذار لتهدئة الوضع.

أستطرد هذه الحادثة تمهيدا لما استدعاها؛ وهو أن Mohameden Bara قام بنشر صورة بنيتي على صفحته، ولم يأخذ مني إذنا بذلك حتى أهيئها للعرض في صفحة مارك، ثم إن بعض أصدقائه لم يراعوا المواضعات ولا العرف المتبع مع البنات في القطر :

ف محمد العاقب الشيخ الحضرامي ، شبهها - والعياذ بالله- "بقرد مضطرب الهيئة"، ويكفي ذلك تعريضا.
وقال Sidna Aziz : "هذا طفل وديع"، وتشبيه النساء بالرجال فيه ما فيه.

لذلك لا بد من الاعتذار بكتابة نص شعري جميل يتحدث عنها، وإلا فسيكون لي شأن مع الثلاثة: من نشر الصورة، ومن علق عليها.