مئوية امحمد بن أحمد يوره​​​​​​​ / سيدي أحمد ولد الأمير

أربعاء, 07/24/2019 - 21:07

في هذا الشهر من هذه السنة: ذي القعدة 1440 تكون مئة سنة قد مرت على وفاة الأديب المتفنن والفقيه الأصولي والمؤرخ الثقة: امحمد بن أحمد يوره الديماني الذي أغنت شهرته في هذا الفضاء الحساني عن التعريف به، إذ توفي رحمه الله في ذي القعدة من سنة 1340هـ.

وقد سبق لي أن نشرتُ في صفحتي هذه بعضا من شعر امحمد غير المتداول وغير المنشور في ديوانه، وهو شعر أورده الفقيه المدرس محمد يحيى ولد ابوه اليعقوبي الموسوي، وكان قد عثر عليه وهو في رحلته إلى الحج أثناء مروره بقرية تنبكتو في مايو 1928؛ حيث وجد في مكتبه الفقيه المؤلف أحمد بن بولعراف التكني، وهو فقيه وتاجر من قبيلة تكنة كان من أهل تنبكتو، بعضا من شعر امحمد بن احمد يوره رحمه الله بخط امحمد نفسه، ومن ذلك:
يا ليت لي من الطيورِ جَمَلا ۞ عبلَ الذراعين سَديسًا يَعْمَلا
وكلما ركِبْتُه طار إلى ۞ منزلِ من أُحِبُّه فنزلا
وقوله:
نهيتُ قلبا رَمَقَا ۞ دارَ التدانِي واللقا ۞ عن البكاءِ فَزَقَا ۞ زقاءَ شَيِّقٍ شَجِ
كقول من قد سَبَقَا ۞ في سارق ذي عِوَجِ ۞ نهيتُه أن يسرقا ۞ فجاءني بهودج
وقوله:
يا من بها القلب سَلا ۞ عن كل وجهٍ رائع
أودعتك القلبَ فلا ۞ يكن بقلبٍ ضائع
أعانك الله على ۞ رعاية الودائع
وقوله:

أحببت ظبيا كَذوبا ۞ بالحُسن يسبي القلوبا
ومن أحب أخاه ۞ فليُعْلِمَنْه وُجوبا
و قوله:
قل للتي أرسلت ليلا توادعُنا ۞ أنا فرِحنا بما قالت ولو كَذِبا
وإن قلبيَّ من أيام فرقتها ۞ ما زال مضطرما حينا ومضطربا
لا غروَ إن بات في هم وفي قلق ۞ من كان للمذهب القيسي منتسبا
إن الإمامَ متى يضربه ضاربه ۞ خاف المؤذن ضربا فوق ما ضربا

كما نشرت أيضا صورة من وثيقة إدارية تاريخية تقضي بدفع 100 فرنك لامحمد بن أحمد يوره عن كتابه "إخبار الأحبار بأخبار الآبار" موقعة من طرف الرائد أوبيسييه (Commandant Obissier) حاكم موريتانيا الفرنسي بداية الحرب العالمية الأولى. وكتاب الآبار عبارة عن مادة غنية تجمع بين تفسير الأصول الصنهاجية لأسماء الآبار وشرحها بالفصحى فضلا عن ذكر طرف مهم من التاريخ المتعلق بتلك الأماكن مع الاستشهاد بالأدبين الفصيح والحساني دون إهمال جانب هام من تاريخ المغافرة وأنسابهم.
ولا شك أن مرور مئوية العلامة الأديب امحمد بن أحمد يوره ينبغي أن يكون فرصة للتعريف به والحديث عنه على مستوى المجاميع والرابطات والنوادي الأدبية والتاريخية في بلادنا.

رحم الله امحمد بن أحمد يوره بن محمذن بن أحمد بن العاقل وبارك في ذريته وجعلهم خير خلف لخير سلف.