لملم شتاتك يا شعبي ترى العجبا
إن الزمان الذي تبغي قد اقتربا
جيش من النور في الآفاق مطلع
وجحفل من جراد الكفر قد غربا
والنار لاهبة الأنفاس موقدة
تشوي السمومُ عليها الحقد والغضبا
جيش يدك حصون الظلم مقصده
ويسحق الكفر حتى يستحيل هبا
يد الفقير هي العليا ورايته
هي الصراط يشق الجاحم اللهبا
مطهر أنت في المسعى ومتهب
لك التلاحم ما أعطى وما اتهبا.
***
تموز يا فالق الإصباح بدلنا
من بهد غربتنا ارضا ومطلبا
كيف اهتديت إلينا بعدما نفدت
نجائب الفكر تمشي الوخد والخببا
سبعون عاما وتحدونا جلاوزة
من الطواغيت ما تبقي لنا نشبا
لا نشرب الماء إلا من ثمالته
ورد الذئاب عليه الطين قد لزبا
سبعون عاما جرعناها معلقة
على بها الصبر حتى فاض وانتعبا
نباع فيها ونشرى من سماسرة
ونستعيض فتات الذلِّ والجربا
كصفقة الجر همي الغمر صفقتنا
باع المفاتيح كي يستمرئ العنبا
سبعون عاما وغول الدهر يطردنا
طرد الغنيمة لا يرثي لمن تعبا
أحرَّ في القتل حتى قيل منتقمٌ
وخادع الناس حتى قيل قدج وهبا
كيف اهتديت إلينا في متاهتنا
أتذكر الربع من سلمى أم العربا؟.
***
حدث فعل أنبأتك الطير عن دمنا
يطل فوق ثرانا مرهقا تربا
وأننا نعقل الجرد العتاق سدى
ونكسر البيض لم نهمل بها نسبا
وأنَّ في الحفر أمرا من غباوتنا
وفي الذنائبِ ما ينفكُّ منتحبا
أشيخة من بني شيبان عفرها
قرع الخطوبِ وما احتلت لها الرتبا
تمزق الحرب ما شادت أواصرها
ويأكل الجدب صدر البيت والطنبا
تكشو الزمان ولكن في مقارعة
وتستكن ولكن تنفض الحطبا
دعتك بالرحم الأدنى مولهةً
وناشدت منك ثدي الأم والقربا
وكنت برا كما كان الأبيُّ وقد
عف الأعفُّ فما أوفى وما حدبا
تموز يا روح هذا الشعب أوله
ومبتغاهُ إذا ما ذل أو نكبا
ويا عباءةَ جدي ما توشحها
إلا وأدرك م الأمر الذي طلبا
يغترُّ بالحية الأملودِ لامسها
ولا يرى السم في أنيابها العطبا
تموز يا فالق الإصباح بدلنا
من بعد غربتنا أرضا ومطلبا
حدقْ فهذي سيوف البغي نابيةٌ
وانظرْ فهذا جواد الغدرِ حينَ كبا
من يحبس الغيث أن يسخو برحمته
أم من يرد جمام البحر مضطربا
والخيل جائلة الأرسان مقحمة
والثائر المارد الجبار منتسبا
من لم ير الشعب غضبانا وثورته
لم يعرف الله بل لم يعرف الكتبا.
***
يا فتية من بني العرباء ثقفهم
طول القراع وغذاهم به أدبا
محجلين عليهم سمن أولهم
يمشون لا رغبا في البذل أو رهبا
يا شعلة الدرب كم شاقت ملامحها
خلف الغيوب فصغناها لنا ضربا
تقدموا تنكص الأشباح هاربة
ونبئونا بما يأتي وما كتبا
تقدموا فوراء القطر وابله
والأبيض العضب يصمي أينما انقلبا
تقدموا هذه الأرماح مشرعة
نحو الكواكب فالدنيا لمن غلبا
لا تتركوا للذي يبغي تشتتكم
فآفة الضرع أن لا يطلب العشبا
أنتم من الشعب يمناه وسطوته
ومنكم الشعب عزمٌ يهتك الحجبا
أنتم من الشعب مان المبطلون أما
قاسمتموه ظلام الجور والسغبا
ذقتم وذاق الرزايا عن مناصفة
وقد شربتم من الكأس التي شربا
هدوا إلى الشعب تلقوا فيه عزتكم
واسقوا من النبعِ إنَّ النبع ما نضبا
لا تفتحوا لدعاة الشر أذرعكم
فيرسب الملح في الماء الذي عذبا
حذار من هذه الأرماح ترفعكم
بالأعين الخزر تستجدي بكم كلبا
ولا تغركم أوداج منتفخ
يدبج القول أو يستلهم الخطبا
منافقون عيقات مغارسهم
لن يرقبوا فيكم إلا ولا سببا
أمس انتمى الشعب فاغتالوا نقاوته
واليوم عادوا إليه بعدما ركبا
سيأثر ممن داس حرمته
ويلعن المجد من لم يركب الشهبا
يا أيها الوطن الساري بطعنته
هلا تبصرت ليس الوتر ما نشبا
***
لملم شتاتك يا شعبي ترى العجبا
إن الزمان الذي تبغي قد اقتربا
لملم شتاتك إنَّ العرب غائلة
كفاك عامان مرفضا بها شعبا
قد آن أن يحضن القمري بيضته
وأن يزل عن الصلبان من صلبا
ليس التناحر – أي للجهل - بينكم
لا في النفير ولا في العير قد ذهبا
ما أروع البيت ملتفا بشملته
بعض يشيد وبعض يجمع الرطبا
يا أيها الوطن الساري برفقته
إنَّ الزمان الذي تبغي قد اقتربا
لملم شتاتك لا جور ولا جشعٌ
ولا وصايا فعمرو شب وانتسبا
خذنا إليك وبادلنا معانقة
نحن اتخذناك أما فردة وأبا
وخض بنا البحر نجتزْ إننا صبرٌ
عند اللقاء ورمم هذه الخربا
أنت التميمة في الجلى معلقة
من العراقة بله العلق والنصبا.
___