إعلان

تكريم المجاهد والمربي الحاج محمود با بإطلاق اسمه على أحد شوارع نواكشوط

أحد, 07/26/2020 - 01:31

نواكشوط - و م أ + مراسلون:

نظمت بلدية تفرغ زينة صباح اليوم السبت حفلا لتدشين شارع المجاهد والمربي الحاج محمود با، حيث يبدأ هذا الشارع من ملتقى طرق السفارة الفرنسية وصولا إلى ملتقى الطرق الواقع قرب وزارة الشؤون الخارجية.

ويأتي حفل تدشين هذا الشارع، الذي أشرف عليه والي نواكشوط الغربية السيد عبد الرحمن ولد الحسن رفقة رئيسة المجلس الجهوي لجهة نواكشوط السيدة فاطمة عبد المالك، تقديرا لدور المجاهد المشهود في التنوير العلمي والمقاومة الثقافية والعلمية.

وفى كلمة بالمناسبة أكد عمدة بلدية تفرغ زينة السيد الطالب ولد المحجوب أن تسمية شارع الأب المجاهد والمربى الحاج محمود با هو تعبير عن المكانة المرموقة التي تحتلها هذه الشخصية الوطنية في الذاكرة الجمعوية.

وأضاف أن تسمية هذا الشارع باسم هذا المجاهد يشكل تقديرا لإسهاماته العظيمة في نشر المعرفة وبث العلم في ربوع الوطن وشبه المنطقة الإفريقية جنوب الصحراء، مشيرا إلى دور المرحوم العلمي والتربوي ، حيث كان مجتهدا ومصلحا يحمل قيم العدالة والإنصاف وصقل الدين من المفاهيم والمعتقدات الخاطئة وتجاوزت دعوته وإشعاعه حدود الوطن لينهل من معينه الصافي الطلاب الوافدين من مختلف دول إفريقيا.

وأوضح أن قرار إعادة تسمية الشوارع الرئيسية في البلدية بأسماء أعلام وطنية يأتي تنفيذا لتوجهات سياسة تهدف إلى إعادة الاعتبار للرموز الوطنية تجسيدا للرؤية السياسية النابعة من وحي المشروع المجتمعي لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى .

وقدمت بالمناسبةرئيسة جهة نواكشوط إفادة تكريم لأسرة الفقيد الحاج محمود با.

وبدوره عبر السيد إبراهيم الحاج محمود با، في كلمة باسم أسرة المرحوم عن ارتياحه الكبير باسمه الشخصي وبسم الأسرة لهذه خطوة وتثمينهم لها ، مؤكدا ان هذا التكريم ليس مجرد إجراء رمزي عابر وإنما هو دليل على عمق أصالة هذا الشعب واعتزازه بانتمائه وتنوعه وثرائه.

من جانبه أوضح المتحدث باسم خريجي مدارس الفلاح السيد با عبد الرحمن أن إطلاق اسم الفقيد على هذا الشارع يشكل نفض الغبار عن حياة شخصية استثنائية شكل إيمانها بالهوية العربية لموريتانيا نقطة انطلاقة ومحطة وصول ولا تزال بصماتها شاهدة على الحب الغزير لهذه الربوع وإنسانها .

وأضاف أن تسمية هذا الشارع اليوم باسم المجاهد الحاج محمود با، لا يمثل وفاءا لجهود الرجل وعطائه على هذه الأرض، فحسب، بقدرما يمثل لحظة مصالحة بين المواطن الموريتاني وتاريخه الناصع الذي جعل الراحل حياته مدادا لكتابته .

حضر حفل التدشين حاكم مقاطعة تفرغ زينة وأعضاء المجلس البلدي وعدد كبير من أسرة المرحوم.

 

الحاج محمود با ؟

 

نشأته

 

ولد الشيخ الحاج محمود باه سنة 1905م في قرية (جوَل) لأسرة (فلانية) عريقة محافظة على الأخلاق الإسلامية وكان لتشجيع والديه الأثر الكبير على نجاح مسيرته العلمية والعملية بعد ذلك. 

التحق مبكرا في سنة 1923 بمحظرة الشيخ الفوتي الشيخ عمر جاه، وحفظ القرآن فيها خلال أربع سنوات كما درس في محظرة أهل عبد الفتاح التركزيين قرب مقاطعة المجرية في موريتانيا حيث أجازه شيخها في القرآن والتجوديد.

 

الحج سيراً على الأقدام 

 

في 1929م بدأ الشيخ محمود باه رحلة استغرقت عامين سيرا على الأقدام إلى الديار المقدسة للحج مرورا بمالي و النيجر و السودان و اليمن و منها إلى بلاد الحجاز كانت رحلة شاقة أنعم الله عليه فيها برفقة حسنة من دولة السيراليون.

 

كما استغل الحاج محمود فترة وجوده في البلاد المقدسة للدراسة والتدريس وحصل دبلوم إجازة تدريس في الفقه والحديث،  قبل رجوعه إلى بلده سيرا على الأقدام

 

مدارس الفلاح

 

أستلهم الحاج محمود فكرة "مدارس الفلاح" في بلاد الحجاز، حيث أنشأ مدرسة "الفارابية" في قريته (جوول)  قبل إنشاء مدرسة الفلاح في مدينة دكار عاصمة السينغال، ثم أنشأ مدرسة كبيرة بمدينة خاي المالية سنة 1947م لتشهد حركة افتتاح المدارس بعد ذلك توسعا كبيرا حيث افتتحت مدارس ومساجد في عموم غرب أفريقيا من الكاميرون و حتى موريتانيا بلغ عددها قبيل وفاته 99 مدرسة و 77 مسجداً.

 

توفي الحاج محمود با سنة 1978م بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والمعرفي وخدمة اللغة العربية والقرآن.