إعلان

طلاق الأصدقاء... / ذاكو وينهو

خميس, 10/15/2020 - 23:42

يقال إن الطلاق ضرر قد يكون ضروريا ...

قد يسألك بعض المتخفين وراء أقنعة الورع الزائف عن دور البغايا ليتجنوا المرور قريبا منها ، على طريقة شرتات يقول : (إسول ول آدم عن الي ما غاديلو فيه ش ، بوي ما تعرف لي احمير ذ لفريك إيروحو من امنين ؟)...

قد نحتاج إلى خريطة تبين لنا معالم المدينة المزدحمة ، لنتجنب المستنقعات ، و الحفر ، و مجازر الأخلاق...

لا حظت أن نسبة تقترب من 88% من لائحة أصدقاء هذا الحساب ولدت ميتة ، حجزت مقاعد متابعة لكنها ظلت فارغة ...كنت أول أمري كالبلهاء لا ترد كف لامس ، حتى أنني أحيانا و بترحيب بدوي ساذج أتعجل عن إلقاء نظرة و إن خاطفة على صفحة الخاطب لأتبين دينه و مروءته ، فوهبت تذاكر القطار بكرم مبتذل أحيانا ، حسبك أن تعلم أن البعض ترك التذكرة على المقعد نصف ممزقة ، تذكرت بعض الفضوليين يحضرون المحاضرات و يشغلون المقاعد عن أهل الفكر و الرأي و الاهتمام ، يجتهدون في تسجيل أسئلتهم ثم يرحلون قبل الإجابة ..قد يكون ضرر إنهاء الصداقة في الواقع ضروريا ، و لا ننكر فضل و تأثير بعض الصداقات الافتراضية التي تسمو أحيانا إلى رباط مثالي نظيف يشع نقاء ، و أناقة ، و ثروة فكرية و أخلاقية عالية ، و النفي هنا أبلغ من الإثبات ،،،

نحو 5000 صديق يحضر دعوتك في الغالب منهم 150 ، لهم الشكر ، و بهم الفخر ، أما ال 4850 فنصفهم يعاني من تصلب لوحة المفاتيح مثل جهازي العجوز المصاب بالخرف يتحول مؤشره من سطر إلى سطر و أحيانا من لغة إلى لغة من تلقاء نفسه ، و بعضهم ضحية دلالها فلا تسخو له بإشارة عجلى و لو ببنان منهك ، أما البقية فتشد الحزام حتى لا يسقط عود من حمل الحشيش ، و ما أعسر أن ترفع حمل الحشيش دون أن يخلف أعوادا على الأرض شهادة مرور ، أو إقامة قصيرة ، ،،

أعتذر لبعض طالبي صداقتي للسبب أعلاه ، لكني سألغي نسبة كبيرة من الراسبين في فصول التفاعل كسلا ، أو بخلا ، أو زهدا ، أو كبرا ، لنجرب حظا جديدا ، نحلب فيه (صربة) الجدد ، و نستفيد من طرب الرعاة ، فتحا لحوار علمي و ثقافي و أدبي رزين و هادف ، كان هو الدافع الأول إلى مغامرة إبحار من يغرقون إذا وصل الماء كعوبهم ، و يسقطون دوارا إذا انفصلت أجسامهم عن الأرض... أنا لست سياسيا فأدبج التحليلات الراقية بلغة الأدب و ملح السياسية ، و لست صحفيا فأدثر قرائي بعباءة مزقتها أضراس العجول ، و لست طبيبا فأعض آذانهم ليبتلعوا حبوب الوقاية بماء موبوء...

أنا أسير ليلا بين مقبرة الكلمات لأتدارك حرفا جريحا قبل أن يغرق في الصمت الأبدي....