الشاعر وتحولات الزمن / باته بنت البراء " تدوينة "

ثلاثاء, 06/01/2021 - 17:53

=

الزمن عامل التغير والامحاء، سيرورته الأبدية توذن دوما بالتحول والتغير، فتغيب معالم المكان وتتبدل آثاره، ويكتهل الإنسان فتملأ التجاعيد وجهه الذي كان نضرا بهيا في سالف الأيام، ويضعف السمع والبصر ويتقارب الخطو؛ ولذا كثيرا ما بكى الشعراء أيام الشباب واستعادوا لحظات الفتوة والقوة.
إلا أن أكثر اللحظات تأثيرا تلك التي يلتقي فيها المحب من أحب،  فيجد أنه أصبح شخصا آخر وغاب الرواء والإغراء يقول أحد الشعراء واصفا ذلك اللقاء الباعث على العبرة والموعظة:

ومنكرة شخصي وقد حال بيننا
سنون لها فينا جميعا تصرف
فقالت سؤالا كدت أبدؤها به:
أها أنت ذا عمر الذي كنت أعرف؟
فقلت: نعم.. لا.. صادقا في كليهما
وأنشدت بيتا والمدامع تذرف:
تغيرت الأحوال ما أنا بالذي
عرفت ولا أنت التي كنت أعرف

غير أن الشاعر الحساني يظل محافظا على لباقة وحسن تصرف في القول تجاه المرأة؛ فلا ينعتها بالاكتهال ولا تغير الحال وإنما يلمح إلى ذلك بأسلوب غير جارح،
 يقول محمد محمود ول حمادي:

ذَاكْ الْحَدْ الْتَعْرَفْ فِزْمانْ @@     كِنْتْ اتْرَاهْ اللِّ لُو عِمَانْ 
گِبْلِتْ لِفْرِيگْ اِعْلَ جِحْدانْ@@    فَوْگْ اِزْوَيرَ حَاكِمْ بَلُّو
و ِاشْماذَ  يِنْشِدْلَكْ  گِفانْ @@     وِارْدَيْدَاتُو ما يِمْتلُّو
أو گِدْ امْنَيْنْ اتْراهْ افْمِعادْ @@     تِبْشِر واعْرُوگَكْ يِبْتَلُّو
عَادْ   ابْبَلُّو  يَخَيْ   ؤعاد ْ @@    بامناتو ثنتين أُوِلُّو

وتظل دوما للغن الحساني خصوصيته وعدوله عن النموذج الأصل المتمثل في الشعر الفصيح.