نواكشوط – "السدنة":
نظمت مجموعة "سدنة الحرف" الأدبية والثقافية مساء أمس السبت حفل توزيع جوائز مسابقتها الأدبية السنوية لهذا العام 2021، وذلك في مقر بيت شعر نواكشوط، وبحضور شخصيات ثقافية وازنة.
وفيما يلي تنشر "السدنة" نصوص القصائد الفائزة:
القصيدة الفائزة بالمرتبة الأولى
صدى لصرخة لا تكبُو
شعر/ محمدن عبد الرحمن ولد أحمدُّ الناجي
عيسًا من الحب..
نحو الله قد ركبا
عشبا سيبلغُ، أو يمضي له حقُـبا
كم في وعورة نص الرمل قد سطعت رؤياه،
والضَّيق الأرضيُّ كم رحبا
من قرية
كالقدامى جاء محتملا مثل الدراويش
عطرا .. سبحةً .. كتُبا
في القلب وردة صوفي تحدثه عن العبير
وتتلو حوله دأَبـا
ضوءٌ من الشجر القدسي آنسَه
بعيدة كانت الأشجار .. فاقتربا
هنا تسوَّرَ رحبَ الغيب
ثم دنا من سدرة الكشف لا سرا ولا حجبا
وشَّى بهاءُ التجلي ليلَ حضرته
وقبةً في أعالي النور قد ضربا
كالضوء
جاس خلال المعتمين سنى
وقالَ شيئا عن الأنهار ما نضَبا
كانت تضاريسُ
قد جفتْ جداولها
تلا عليها من الأنهار وانسكبا
قد أرخته نصوص الأرض سنبلة
تفتقتْ حينَ لا وردا ولا عُـشُبا
أتى عليهم قبيل الصحو أسئلةً
تأمَّلوه ..
فنعم الصحوُ منقلَبا
قد شعَّ كالضوء في جنح المسافة
لم يأبه -وقد أثخنته الريح- .. ما تعبا
بداه..
أزمنةُ انواكْشُوطَـْ تحفظه ككرْمةٍ
طالما ألقت هنا عنبا
قد مرَّ
والوطن المنفيُّ مزدحمٌ بالمفترين
فعرَّى الزيف والكذبا
مرابطٌ في ثغور الحق
ممتشق قلبا نبيلا
وصوتا مؤمنا لجبا
تخيَّرتْــه السنينُ اليابساتُ
نـدى يبلِّـل الوقتَ
إما جفَّ أو شحُـبا
له غمامٌ من النُّورِ الوفيرِ
همى
ونخلةٌ
هزَّها فاساقطتْ رُطَـبا
كل المواسم ذاتِ العشب
حافظةٌ من نبعه قبَساتٍ
لم تزل قُـشبا
والصادعون بصوت الضوء
ما فتئوا يرددون صدى تاريخِه العَجَبا
غزارةً كانتِ الصحراءُ تذكـرُه
كم مدَّ للأزرق العالي بها سببا !!
مشى على صهد
التاريخ راسخةً في الحق أقدامه
كالنخل ما اضطربا
لم يتخذ غير كهف الصادقين له وليجة..
لم يقايض ..
حاولوا .. فأبى
مزَّملٌ بدلالات الشموخ
... هنا يرضى ...
ونحو أقاصي الرفض كم ذهبا
كأنه قمر غنى طفولته
حتى إذا أشرقوا ملء الجهات خبا
هل يبلغ الشعر تأويل انبجاسته
نهرا ..
وهل ينجب المعنى له نسبـا ؟
القصيدة الفائزة بالمرتبة الثانية
"الحجر الأساس"
للشاعر/ أحمدُّ أحمد عالم
أَدِرْ المَدينَةَ واستَعِد أَوتَارَهَا
أَوقِد عَلَى قَدرِ الفَرَاشَةِ نَارَهَا
أَعِد القَصِيدَةَ فَالقَوافِي شُرِّدَت
وَتقَاسَمَت سُبُلُ النَّوَى أَفكَارَهَا
رَتِّلْ عَن الصَّحرَاءِ..لَيلَ مَجَابَةٍ
واكسِر -إذا عَطَشَ الهَجِيرُ-جِرَارَهَا..
كَي تَرتَوِي هِذي البِلادُ..-مُجَازِفًا-
فَجر علَى وتَر الهَوى أَنهَارَهَا..
.
.
ودَع اللَّواتِي طَالمَا غَازلنَنِي..:
-بِلقيسُ تَرسُمُ فِي الرُّمُوشِ نِزارَهَا
دَع عَنكَ
-سَلمَى..
قَد تُعيدُكَ للهَوَى،
-لَيلَى
فدَع لَيلَى..تُمَنِّي جَارَهَا..
وَ إذَا استَبَدَّ بِكَ الغَرامُ لِلحظَةٍ
"قُل لِلمَليحَةِ"..لاَ أُريدُ "خِمَارَهَا"
أَنا قَد ذَكرتُ الشَّيخَ هَيِّءْ فِكرَتِي
وَدعِ القَصيدَةَ تَستَعيدُ مَسَارَهَا
وَجَد المَدينَةَ فِي ظَلامٍ دَامِسٍ..
مِن شَمعةِ العِلم الكثِيفِ أنَارَهَا..
هِي لَم تَكنْ شَيئًا يُسمَى حِينَهَا
فَاستَعذَبَ "الدُّرُ النَّضيدُ"٢ قِفَارَهَا
فَتَزيَنَت وَتَجَمَّلَت وَتعَطَّرَت..
واستَرجَعت أَلوَانُهَا أَزهَارَهَا..
هِذي المَدينةُ لاَ تَزالُ لِذكرِهٍ
تَشدُو
وتَبعَثُ فِي الجِهَاتِ خِيَّارَهَا
سَلْ عَنهُ دَربَ العَارفِينَ..يَجُوبُهُ..
وَسَلْ المَسَاجِدَ لَيلَهَا وَنهَارَهَا..؟
وَاسأَل مَجَالسَهُ المَلائِكُ تَحتَفِي..؟
وَتَمُّدُ فَوقَ الجَالسِينَ سِتَارَهَا..
وَحَدائِقُ الإيمَانِ يُسقِي
كُنهَهَا..
كَي يَقطِفَ الزَّمنُ/الشَّريدُ ثِمَارَهَا..
وَإلى الظِّلاَلِ يُمُدُّ زَهو شُمُوخِه..
وَيُشُدُّ فِي نَهِج العُلاَ أَشجَارَهَا
هُو لَم يَحِد يَومًا عَن الدَّرب القَوِ
يِمِ
مَسائِلُ التَّجدِيدِ خَاضَ غِمَارَهَا..
هَوَّ لٍلمَدينَة كَانَ حِصنًا ثَابتًا
"حَجراً أسَاسًا" بَابَهَا وجِدَارَهَا..
إن السَّماحَةَ إِذْ تَجَلَّت نَهجهُ
"أسنَى المسَالك"٣فِي الدُّجَى قَد زَارَهَا
بِداهُ -مُنذُ النُّور يَغشَى دَربَهُ-
أَلف الحَقيقَةَ -هَكذَا-واختَارَهَا..
القصيدة الفائزة بالمرتبة الثالثة
"آخر النساك"
للشاعر دامين أدويهي سلي
تُرَى أَيُّ دَمْعٍ.. بَعْدَكَ اليَومَ يُسْكَبُ !!؟
وَأَيُّ فَقِيدٍ.. بَعْدَكَ الْآنَ يُنْدَبُ!!'؟
وَأَيُّ مَجَازٍ فِي الْقَصِيدَةِ يَا تُرَى ..!!؟
يَقُودُ إِلَى مَعْنَاكَ..وَالْقْلْبُ مُتْعَبُ
رَحَلْتَ إَلَى حَيْثُ الْخُلُودُ مُرَتِّلًا
رُؤًى فِي مَدَاهَا الْكَوْنُ أَنْقَى، وَأَطْيَبُ
رَحَلْتَ تُناَجِي الله تَحْمِلُ سِرَّهُ
وَتَرْقَى مَدًى حَيْثُ الْمَقَامَاتُ أَرْحَبُ
كَأَنَّكَ فِي سِفْرِ التَّجَلِّي قَصِيدَةٌ
بِهَا شَجَرُ الْإِيمَانِ، يَنْمُو، وَيُعْشِبُ
تَجَلَّيْتَ فِي لَيْلٍ مِنَ الشَّكِ وَاعِظًا
وَشَيْخًا، مَهِيبَ الْخَطْوِ، لَا يَتَذَبْذَبُ
وَقَلْبًا بِسِرِّ الْكَشْفِ، قَدْ فَاضَ حَامِلاً
مِنَ الذِّكْرِ، وَالْأَوْرَادِ، مَا لَيْسَ يَنْضُبُ
عَلَى عَطَشِ الدُّنْيَا ، هَطَلْتَ كَغَيْمَةٍ
تُرَوِّي حُقُولَ الرُّوحِ حِينًا ،وَتُسْهِبُ
فَيَا آخِرَ النُّسَّاكِ، كَيْفَ لِشَاعِرٍ..!؟
يُرَوِادُهُ شَوْقٌ إِلَيْكَ ،يُؤَنَّبُ
وَهَذِي خُطَاكَ الْبِكْرُ ،تَرْسُمُ فِي الْمَدَى
طَرِيقًا ،تَجَلَّى فِيهِ لِلْحَقِّ مَذْهَبُ
وَمَا كُنْتَ يَا "بُدَّاهُ " إِلَّا مَنَارَةً
وَبَوْصَلَةً إِنْ ضَاعَ فِي التِّيهِ مَرْكَبُ
تُرَى كَمْ بَسَطْتَ الْقَوْلَ لِلسِّلْمِ جَانِحًا
وَكَمْ كُنْتَ صُوفِيَّ الْهَوَى حِينَ تَعْتِبُ
وَكَمْ كُنْتَ لِلدِّينِ الْقَوِيمِ هِدَايَةً
بِهَا عَادَ مِنْ لَيْلِ الْغَوَايَةِ مُذْنِبُ
رَثَيْتُكَ مُشْتَاقًا لِذْكْرَاكَ سَيِّدِي..
فَذِكْرَاكَ أَشْهَى لِلْخَيَالِ.. وَأَعْذَبُ..!
فَعُذْرًا..! إِذَا أَسْرَفْتُ فِيكَ مُعَاتِبًا..
(وَغَالَبْتُ فِيكَ الشَّوْقَ؛ فَالشَّوْقُ أَغْلَبُ)
لَعَلَّ حُقُولًا مِنْكَ تَخْضَرُّ فِي دَمِي..!!
لِيُشْرِقَ مِنْ نُورِ الْهِدَايَةِ كَوْكَبُ..
_______________________
قرار لجنة التحكيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
بيان بإعلان نتائج المسابقة الأدبية السنوية لسدنة الحرف لهذا العام 2021
تعلن لجنة تحكيم المسابقة الأدبية السنوية لسدنة الحرف لهذا العام 2021، دورة الشاعر الكبير د. عبد الله ولد أمون (حفظه الله)، والتي خصص موضوعها لتخليد ذكرى الإمام الأكبر بداه ولد البوصيري رحمه الله، أنها بعد دراسة النصوص الشعرية المشاركة في هذه الدورة، والتي
كانت جيدة جدا،
قد رتبت القصائد الفائزة على النحو التالي:
المرتبة الأولى:
قصيدة: "صدى لصرخة لا تكبو" للشاعر محمدن عبد الرحمن
ولد أحمدو الناجي.
المرتبة الثانية:
قصيدة: "الحجر الأساس" للشاعر أحمدو أحمد عالم.
المرتبة الثالثة
قصيدة "آخر النساك" للشاعر دامين أدويهي سلي.
وتعلن اللجنة إشادتها بالقصائد التالية:
1. "إمام القريتين"
2. "المربي الأمارة بالسوء"
3. "عشت موفقا وبقيت حيا".
الأمين العام لسدنة الحرف
د. أدي آدب
نواكشوط في:
23/06/2021
