الشاعر الكبير عبد الله امون يدون... أنا و الإمارات في عيدها الخمسين

جمعة, 12/03/2021 - 16:41

 

ما زلت أتذكر ذلك اليوم جيدا، يوم وطأت قدماي للمرة الأولى أرض الإمارات الطيبة قبل عقدين من الزمن. 
كان ذلك تحديدا عشية الخامس والعشرين من شهر يوليو من عام 2000
كان الجو خارج المطار حارا وكانت الرطوبة خانقة، لكن حالة المناخ لم تكن أهم ما يشغلني بعد أن أحرقت مراكب العودة إلى الوطن إثر حرماني ظلما من تعيين مستحق في وظيفة كنت قد قدمت لها فمنحت لمن هو أقل كفاءة مني كما يقول ملفه. 
كانت دبي محطة عملي الأولى بعد سنوات الدراسة في تونس، لقد بدأت فيها السلم من أوله كما يقال، كان العمل شاقا والأجر متواضعا، كنت اغادر المنزل قبل السادسة صباحا ولا أعود في الغالب قبل التاسعة مساء، لكنني كنت مؤمنا بعملي ومقتنعا بانه يمثل انطلاقة صحيحة لما أصبو إلى تحقيقه في المستقبل. 
ورغم أن الطموح لا حدود له، وأن كل هدف تحقق يفتح الباب لهدف آخر أكبر، فإنني أستطيع القول - وبعد واحد وعشرين سنة من العمل والإقامة في هدا البلد الجميل - إنني – وبتوفيق من الله – قطعت أشواطا في طريق المستقبل الذي تمنيت لي وللمرتبطين بي، وتلك نتيجة ما كانت لتتحقق لولا فضل الله أولا ثم الفرص الكبرى التي تتيحها أرض الإمارات للمستعدين للعمل بجد واجتهاد.  
هنا على أديم أرض الإمارات إستلمت أول راتب وظيفي، ومن هنا حولت أول مبلغ نقدي مساهمة في تكاليف النفقات الأسرية التي كان مصروفي يشكل أحد بنودها الثابتة لسنوات عديدة. 
من هنا اشترت أول هدية ذات قيمة لإحدى أخواتي. 
ولأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله فإنني أقول من كل قلبي: شكرا لدولة الإمارات وحكامها وشعبها الطيب الكريم، وبارك الله لها في عيدها الخمسين وكل عيد وهي ومن على أرضها الطيبة بخير وأمن ورخاء.