استقالة من الاستعارة.

خميس, 12/23/2021 - 04:20

 

الدهماء ريم

 

 

............ا

جرت أحداث كثيرة تحت جسور الأشهر الماضية، كنتُ غائبة، وسواقي الأحداث لن يشغلها غيابي الخافت عن إتمام الدوران،..،مثلاً: أكسبو دبي المتحرِّر، ارتفاع الأسعار المُسْتَعِر، تَخْبازْ الخُبز المُسعَّر..، اعتماد قانون الرموز المُوقَّر، عثرات فريقنا لكرة العَدم،... ورفع "ذاكو وينهو" للنقاب!

سأتجه رأسا "للأطم"، وهو انتقال الوسم المستعار "ذاكو وينهو" عن عالمنا الباطن إلى عالم الظاهر، وقد أخلَّ ببنود الانتماء وألقى عن وجهه قناع "الستر".

"ذاكو"، حرف نبيل، مُعتَّق، مترفِّع عن اللدغ وعن سفاسف المشاكسات والمديحيَّات، اخْزامِتْ قَلْمُ فَيْدُ، ظلَّ بين عطاءٍ كالنَّسيم أو صمتٍ رخيم،.. لكنه آثَرَ على ما يبدو الاستنساخ نحو الواقع بوضْعٍ تعريفيٍّ جديد، يحمل اسمًا صريحا بملمحٍ واضحٍ.. اندحسْ من التخفي.

طبعا، قرار رحيله قرار سياديٌّ يَفوقُنا معشر رفاقه المطموسين ونحترمه.. لكن "ذاكو" المستعار من البنَّائين لتيارنا المستتر ومن آبائه المؤسسين،.. كان حرًّا في عالمنا المُتنكِّر، حيث لا هوية، يسبح في رحابة هلامية بعد أن هجر نفسه الواقعية للإقامة في دائرة الاستعارة، فتَشكَّل بانعتاق بين ثنايا الحروف وتَعرُّجاتها، بلا ملامح وبلا جذور ثابتة، ولا كدر يشوب سكينته.

سيترافع هذا الحِرَفيُّ اللغوي البارع ويقول، إنَّ أسبابًا وجيهة جعلته يلتحق بجمع التائبين المنصرفين من حولنا نحو ضفة إفشاء الهوية!،.. أتُراك سيدي صدَّقتَ ما تنْصبه الفئة المُتصيِّدة من أهل الاستعاروفوبيا من استفهامات تخص اشتباكنا الشائك مع الغموض؟،.. أمْ تراهم أقنعوك بملَّة المُجاهرة، وأنَّ الصورة في العراء الفيسي أوضح،.. هراء!

احذر!، سيلاحقك إرث التخفي ويرهقك أنَّى حلَلْت، ستظلّ الخفيّ الظاهر، فلا يخلو التَّكشف من ضوابط قهرية، ومنها أن تضطرَّ -على كبر- لتعلُّم لغة المتكاشفين وفهم منطقهم، وأن تشعر ببعض الغُربة والغرابة حيَّال هُويّتك الجديدة بينهم، بعد أن دفعوك إلى رفع الغطاء، وزينوا لك هَجرَ الموطن الافتراضي الذي ولدتَ فيه، والزنابق التي أخذتَ أريجها، والبرق الذي استعرتَ بريقه.. ستضطرُّ اليوم أن تلبس أفخر ما في خزانتك من حروف، لأن أعينا تعرفك ترمقك وترقبك، وستفرغ جيب الموضوعية على مُجاملات ذاتية على الهويَّة، .. ستنسج كمامة من بقايا أعصابك حتى لا تختنق، وحينها ستظهر بنصف قناع، قبضتك فوق فمك، وصورتك بالأبيض والأسود، فلم تتعوَّد بعدُ على رهبة الكلام العام ولا على ألوانِ التَّلوُّن.

الاستعارة ليست كهف خوفٍ أو شكٍّ، وعكسها لا يعني بالضرورة التصالح مع الوضوح في حفلات تَنكُّر الواقع.

سيدي، ما أقدمتَ عليه من عصيانٍ قاتمٍ ليس بِ المرتضى في شرعنا، ويُصنَّفُ رِدَّة عن تعاليم مذهب الاستعارة الصَّلبة والاحتجاب المتشدِّد، لإمامه الأكبر Sidi إكس ولدإكس إگرگ، ولتابعيه من أنصار التيار، وسواد دهماء الباطن،.. ستعرِّضنا لشماتة أهل الوضوح،.. ففسخ عباءة الاستتار خيانة في ملة المُستعار، وانتهاك لحقوق أقلية مضهدة في صدق ولائها للتدوين الحافي،..

القول الراجح في حقِّك في نِحلتنا، أن لا نقرأ لك بعد اليوم ولا تقرأ لنا، لا نُعلّق لك ولا تعلِّق لنا، ويُنظر في الحَظر، فالشك يراودنا بأنك كنتَ مدسوسا بيننا، غير مُؤَكَّد الإيمان بطائفتنا، ويعوزك يقين المطمور حيَّا..

اللهم ارحم "ذاكو" وقد انتقل من دار الغموض إلى دار الاستعراض.. تُرى في أي طلل دُفنتَ يا "ذاكو" ؟

اللهم ثبت حَبْرنا الأعظم، باطن الباطن "إكس" على هدي الاستعارة، وكذلك شيعته من دهماء الفيس ومن وَالاَهُم.

مودتي