إعلان

وطنٌ أخِير ... شعر: شيخنا عمر

ثلاثاء, 01/18/2022 - 15:39

 

مسافر في غَدٍ ليْلٍ .. ولا بصر..!

أهكذا الأفْق..؟ أم ضاعَ الغدُ القمرُ..؟!

تواطأ الرَّحْلُ والمَسْعَى على غدِنِا

هدْرًا لأوردةٍ قد هَدَّهَا السَّفَرُ

ما عدتُ أحتمِلُ الأيامَ نافذةً

يغازل الضوءَ من شبَّاكها النظرُ

غاباتُ نأْيٍ..وناياتٌ مُؤَوّلةٌ..

ودمعُ صبحي على ذكراك ينهمر

زرعتِ بِي قلبَ ملهوفٍ تمَلَّكَهُ

وَحْيُ الضَّبابِ بحقل خانَهُ الثمر

أُجُابِهُ التيهَ في ليلاتِهِ عبثا

لا ظلّ للظل ..لا ماءٌ ولا شجر

حتى احتضارُ المعاني فيك راح سُدًى

لا المارقُ الحرفُ في ذكراك يُحتضَر

ضاع الذي بين ما لا قد يُأَوِّلُهُ

نْعْيُ الهوى حين ضاع الخطوُ والأثر

رغمي ورغم اقتراف القلبِ أخيلةً

لا تستبيح له ما خبأ القدر

أجوب منحدراتِ العُمْرِ معترفا

أني إلى الزَمَن السَّفْحَيِّ أنحدر

لكنه التوق يذكيني بجذوته

فكلما انطفأَ الماضي سأستعر

رغم ارتدائي جنوني ذاتَ قافية

ما لامني فيكِ إلا السَّاحِرُ الوتَرُ

أُرِيقُهُ في مَسَامَاتِ المساء رؤى

والريح تعزفه لحنا لمن عبروا

لا هذه الأرض تنسى ما عزفتُ لها

و لا المُلامونَ..عن نفيي قد اعتذروا

أرى دمي وطنا للحب يسكنه..

والغائبون بقلبي الآن كم حضروا !

رسمت آخر معنى للهوى بيدٍ

تكاد تغتالني في وشمها الصور

معي عباءةُ درويشٍ وسبحتُه

ولي بمقهى قَصِيٍّ ذلك السَّمَر

ما أمطرت لغتي معنى أساق له

إلا ليهطل مني الشاعرُ المطرُ

هذي الحياة مواعيد مؤجلةٌ

وكلها -في انتظار المنتهى- عِبَر

الموت ..ما أوجع الموت..! انتظارُ غدٍ!

يمصي بنا صَوْبَهِ في سيرهِ العُمُر

فكرتُ في السالف الوردي..كيف به

تجاذبته إلى منْسيِّهَا الفكر ؟!

مرت ثلاثون.. والأيام تعبر بي

نحوي..لأعرف ماذا فِيَّ أنتظر؟

نمت حروفي بلادا..كلُّها وَلَهٌ

يكاد يقتلني في وصفها البطر

سافرت في وجع النسيان مُدَّكِرًا..

كادت خطاي لغير الأرض تَدَّكِرُ

رباه رحماك..كم غالبْتُ ناصيتي !

هذا أنا في غِلابِي هَدَّنِي السَّهَرُ

سيغفر الله ذنب الشعر في طني

فكل بوح إلى شنقيطَ يُغتفَر

مازلت أحمل في طيات ذاكرتي

أنثى هي الوطن الموعود والوطر

شبخنا عمر