قصتي القصيرة...../ محمد الأمين مني

خميس, 07/13/2023 - 02:12

 

محمد الأمين المقري المقري

 

 

تلقيت اليوم في مجموعة سدنة الحرف وخزة لطيفة من أخي الفاضل الطبيب الأديب الأديب د. محمدن امدن خلع عليَّ فيها من طيبه و كرمه لقب "تشيخوف موريتانيا"

فتذكرت أن أخي و زميلي و رفيقي الشاعر و الروائي "المكثر" المختار السالم أحمد سالم يصر دائما على إحراجي عن "قصد و إصرار" بالقول بأني رائد القصة القصيرة في موريتانيا و قد نشر ذلك في صحيفة الخليج الإماراتية منذ عقدين تقريبا عندما كان مراسلا لها

المختار السالم رائد حب الخير للجميع و ناشط متبتل في حب الضاد و أهله و قد اعتمد على خربشة غير واعية كنت أكتبها في صباي تحت عنوان " خزعبلات" أخطها باليد و أحيطها بأطر و رسوم و أرميها في أيما مكان ..

في الثمانينيات و التسعينيات من القرن الماضي نشرت لي خزعبلات أخرى أكثر "قصدية" في صحف محلية عديدة منها الشعب و الشمس و الوحدوي و القبس و المحيط ...

لكنني لم أحتفظ يوما بشيء منها و لم اعتبرها قصصا و لا أعرف إن كانت كذلك أو دونه

تلقيت مجاملات من طيبين منذ ان ظهر لي اول "عمل" في جريدة الشعب بعنوان "رحلة واحدة في الباص"

و أحيانا وصلت هذه المجاملات مستوى الشهادات الثمينة ..

أستاذ الأدب أحمدو لكبيد بادرني يوما و قد لقيته صدفة :

- "يا أستاذ قصتك المنشورة في الوحدوي بعنوان الممرات المختنقة أراهي رائعة و مكتملة فنيا و تشكل فعلا عملت فنيا متميزا" !

استغربت الأثر الكبير الذي تركته أقصوصتي المنشورة في جريدة الشعب "يا أبناء قيلة"

1984 نشرت "امرده" من وحي الاحتقان السياسي الذي عرفه البلد و لفحني لهبه بعنوان " على وشك الانفجار" و حدث بعد ذلك بأسابيع حدث كبير فجاملني أحدهم بأن ذلك كان نبوءة فنية مرفودة بإحساس "خاص" !

بعد ذلك نشرت "امرده" أخرى بعنوان " الجرذان تقضم كل شيء" و بعدها حصلت أحداث غريبة أيضا فأغراني الشيطان ان أعتبر نفسي كاتبا و أديبا و بسهولة صددته !

مر بي أيضا ذكر اسمي في إحدى رسائل التخرج من الجامعة لطالب لا أذكر من اسمه إلا إسماعيل أورد اسمي ككاتب قصة

و مرة حصل لي إحراج مع شاب هو الآن إعلامي في الساحة وجدته يفلي في ركام من صحيفة الشعب داخل كشك لبيع الصحف أمام آفركو لاحظت أنه يستميت بحثا عن عدد من الصحيفة قديم قلت له :

- أخي عم تبحث في جريدة رسمية ؟!

قال :

أبحث عن عدد الثلاثاء الماضي .. فيه زاوية محمد الامين مني "الحياة رحلة" هذه الزاوية الأسبوعية لا تفوتني !

ثم نسيت كل ذلك في خضم الحياة و مشاغلها

لكن أصحابي لم يتركوني بحالي

مرت ايام و سنون و عقود و أنا اتلقى من وقت لآخر مقترحات بجمع "خزعبلاتي" و نشرها في مجموعة قصص قصيرة لكني حين عدت إلي أرشيف الصحف لم أجد ما يستحق الإذاعة على الناس

الطائر الغريد و المفكر العالمي الجوال د. بدي ابنو المرابطي صديقي ايام "الصفحة الثامنة" في جريدة الشعب دعاني قبل فترة في مجلس خاص بمعية الشاعر المختار السالم بفندق أزلاي و سألني بكرمه الحاتمي و بمسحة عتاب تصادف هوى المختار السالم :

- ماذا نستطيع ان نعمل لك ؟!

بادره المختار السالم :

- أول شيء نطبع له مجموعة قصصه المبعثرة في الصحف

و في فطور باذخ رمضان الماضي لم تشغل بدي زحمة مريديه المطبقين حوله عن تذكيري بخزعبلاتي و تحفيزي على الاهتمام بها و قال

- حقيقة كان مني يومها أكتبنا

هذه هي قصتي القصيرة مع القصة القصيرة !