بريد الضرائر (2)

ثلاثاء, 03/26/2024 - 20:59

أما معرفتك لي سيدتي فمختلفة تماما عما سبق وصدقيني أشعر دائما بمرارة وغيرة شديدتين كلما فكرت في الكيفية التي ستتعرفين بها علي أو الصورة التي رسمها خيالك عني ،
فبداية سوف تتسائلين لماذا يعاملني بلطف زائد ويدللني ويجتهد على البقاء في المنزل أكثر وقت ممكن ؟ لطفه الزائد إذن واستعداده وجاهزيته، رغم مشاغله، من هي إذن ؟ هل تعمل معه ؟هل التقى بها في السياسة ؟ اللعنة عليها ، لا شك أنها استخدمت السحر الاسود لإغوائه ، لاشك انها من أولئك المستترات خلف ثياب ساترة وسبحة في الزند ويتجولن في مكاتب المصالح العمومية بدعوى السعي وراء خدمات عامة ثم ينتهي اللقاء بتلميح مصحوب بغمزة عين كحيلة عن ضرورة التعدد وأهمية "لحلال التحت " بالنسبة لبعض النساء المتعففات من أمثالي ، وسينقاد لها نعم سينقاد فنادرا ماتدخل هؤلاء اللعينات إلى المكاتب قبل أن يتسلحن بتمائم وأحجبة للتسخير ولذلك لايرد لهن طلب ويتزوجن غالبا سرا بمن نصبن شباكهن حولهم ، وخلف تلك الثياب الساترة ، سيكتشف المسكين بعد أن يلتقي بها أنها شخص مختلف تماما عن تلك السيدة التي التقى بها في المكتب، عندما تنفث عليه سيجارتها ويتأمل عن قرب صفرة اسنانها الشديدة بسبب التدخين ، نعم هذه السيدة الشبح تدخن ! لهذا السبب شممت فيه رائحة التدخين تلك الليلة ! ستقولين ذلك ضرتي العزيزة وان تشمشمين بأنفك للتأكد من صحة شكك ؛ هل فعلا أنا شممت رائحة السيجارة في تلك الليلة أم هي أوهام تخيلتها الآن وانا اتصور أن تلك السيدة الشبح تدخن بشراهة؟ ما أنا متاكدة منه أنه قد أقلع عن التدخين منذ فترة طويلة وكذلك أصدقاؤه المقربون ؛ يالهي رأسي سينفجر بسبب هذا الشك المدمر . من أنت ايتها السيدة الشبح التي دخلت حياته وقلبت حياتي رأسا على عقب ؟ صحيح لم ألاحظ أي تغيير سلبي تجاهي من ناحيته بالعكس لقد توطدت علاقتنا وتجدد حبنا وهو من عمله للمنزل او العكس ويخبرني بكل مكان يذهب إليه . يرضينا ماديا ومعنويا ولكن ! أنا أنثى قبل كل شيئ كرامتي وأنوثتي لا تسمحان له بالزواج علي أو الارتباط بعلاقة من أي نوع مع إمراة اخرى ! سأحاربك بطريقتي أيتها المراة الشبح ' لن يخيفني سحرك الأسود ولا أحجبتك !أنا ايضا أعرف من سيقوم بإبطال سحرك سترين أيتها الأفعى؛
فعلا أنا لا اعرفك بصفة شخصية ولكنني تعرفت إليك من خلال الطريقة التي اقتحمت بها حياته، أنت أفعى لعينة وساحرة شريرة وصائدة رجال ماكرة ووووو .......،أنت إنسانة وضيعة ورخيصة قبلت العيش في الظل لقاء دريهمات ! انت خضراء الدمن التي كنا نسمع عن مواصفاتها في الكتب ، إمراة حسناء في منبت سوء ، لا أصل لك ولافرع لوكنت من أصول كريمة لما تزوجت من وراء أهلك ! أنا لا اخاف منك فانا أجمل منك وهو يعرفني منذ صغري ويعرف أن عيناي طبيعيتان وأن جمالي ذاتي وليس جمالا اصطناعيا مثل جمالك ، أنا أنظر إليك الآن وأتأمل في جمالك الاصطناعي !
إلى شعرك المصبوغ باللون الاشقر لتستري الشيب وإلى الخطين المعوجين شديدا السواد الذين يجدد طلاؤهما كل ثلاثة أيام على حاجبيك وإلى أحمر الشفاء الذي يدوم لمدة عدة ساعات لا تؤثر فيه العوامل الخارجية من ماء وطعام دسم ! إلى جسدك الذي تحول إلى خطوط للطول والعرض بسبب مواد التبييض الكيميائية !
إلى البقع الداكنة على يديك وإلى رموش عينيك الصناعية ! واستمع إلى حديثك الذي لاطعم له . لهذا السبب لا يخرج غالبا بهاتفه للحديث معك عندما يكون في المنزل كل اتصالاته يجريها أمامي ! واضح أنك لا تشغلين وقته ولا تعرفين كيف تجعلينه يضحك من حكاياتك مثلي ! أعلم انك لاتعنين له الكثير ولكن وجودك ياهذه غير مرغوب فيه بالنسبة لي وأعلم أنه قد يعثر بعدك على من تسلب قلبه أكثر منك ولكن لكل حادث مقال فمن أنت أيتها السيدة الشبح ؟ تأكدي انني ساتعرف عليك من خلال البحث في الهاتف أو تتبع خطواته لن أغلب وسيلة لذلك فابشري!
أنظري ضرتي العزيزة إلى حالنا : كلانا تعرفت إلى الأخرى بشكل مختلف ورسمت لي في مخيلتك الحائرة صورة مغايرة لتلك التي رسمتها عنك والحقيقة ياضرتي العزيزة أنني صورة طبق الأصل منك ولكنني تميزت عليك بالتضحية لانني عشت ظروفا مغايرة لظروفك .......

 

يتواصل
رمضان كريم

 

منت اميحيم الفاضلية