الشاعر محمد ولد إمام في مجاراة لرائية المتنبي "بادٍ هوكَ"

أربعاء, 11/15/2017 - 15:27

في هذا الظرف الحالي أنشُرُ اليومَ مقطّعاتٍ من قصيدةٍ كان بعضُ الأدباءِ طلبَ مجاراة رائية المتنبي : "بادٍ هوكَ صبرتَ أم لم تصبرا* وبُكاكَ إن لم يجرِ دمعُكَ أو جرى".. وقد جاراها شعراء من عدة دول في مجاليْ الفخر والغزل فقط.. واخترتُ ساعتَها أن تكون مجاراتي لها مديحاً له عليه الصلاة والسلام.. فكانت ثلاثة أجزاء..(غزل..فخر..مديح).. وسأنشُر أبياتاً من كلِّ جزء..مشاركةً في النصرة اليوم:
حَسْبُ المُحبّ سعادةً أنْ يظفرا * بقليلِكمْ أوْ أنْ يموتَ فيُعْذَرا
ولْترحموا دَنِفاً تمَلَّكَه الهوى ** منْ هجْركمْ هجرتْ مدامعُه الكرى
فيذوبُ إنْ ذُكر المرابعُ والصّبا* سُكْراً ويمنعُه الجوى أنْ يسْكَرا
قد بانَ عنه الصبرُ مُذْ بِنْتمْ بمَنْ * أفْنتْ صِباهُ ودمْعَه المتحدّرا
تفْتَرُّ عنْ برَد يروقُ بياضُه ** يبدو من الإشراق بدراً نيِّرا
وتريك وجْنتُها بليلة شَعْرِها *** قمرا بدا وسْطَ الظلام فنوَّرا
بَسَمَتْ فقلنا البدر ليلةَ تِمِّه *** ورَنَتْ مهاةً بالعيون وجُؤْذُرا
في مقلتيها "ساحران تظاهرا" ** لا بُرْءَ من لحْظَيْهما إن يظْهرا
فتسـرُّ سامعَها حديثا ساحراً ** وتَسـرّ ناظرَها الموفقَ منظرا
سبحان باريها المصوّرِ خَلْقَها ** قد جلَّ ربي بارئاً ومصورا
إن طال ليلي بعدهمْ فلقد مـضى * زمنٌ به قد كان ليلي أقـصرا
*
سقياً لربعٍ حال بعدَ فراقنا ****** وتغيّرتْ آياتُه فتغيرا
سقياً لأيامٍ ملَأناها عُلىً ***** وكرامةً كبرى وذِكراً أكبرا
خضنا بها صعبَ المرام فذُلِّلَتْ * وبها حمدنا الصبحَ من بعد السُّرى
في فتية ضن الزمان بمثلهمْ *** فهمُ سَنامٌ للورى وهمُ الذُّرى
فاقوا الورى شرفاً وراقو صحبةً ** واستُحْسِنوا خُلُقا وطابوا معشرا
فاسْأَلْ بنا العلمَ المخلَّد في الورى** واسْألْ محاريبَ الهدى والمنبرا
وسَل الفقيرَ مُطَرَّداً لا يهتدي *** والضيفَ في المَشْتاةِ أشعثَ أغبرا
واسْألْ بنا شِعراً به فُتِنَ الورى ** جابوا القفارَ به وخاضوا الأبحُرا
قد راقَ مسموعاً وإنْ كُتِبَ ازْدَهى * مَرْأىً ويحلو في المقال مُكَرَّرا
واذْكرْ أماجدَ سادةً منّا عَلَوا ** في البذلِ بذلاً والعلومِ تَبَحُّرا
قُرَّاءَ ضيفانٍ وعلْمٍ نافعٍ*** حزنا به فضلَ القراءة والقِرى
صنَّا بحمد الله دوْماً عِرضَنا ** في فترةٍ فيها يُباع ويُشْترى
*
كَرُمتْ نجائبُ بَلَّغتْنا المصطفى ** مِنْ خير نُجْبٍ بلَّغتْ خيرَ الورى
طهَ الأمينَ الصادقَ الماحي الشفيــــ * ــعَ المُصطفى المُزَّمِّلَ المُدَّثِّرا
يا خير من حمل اللواءَ ومن دعا ** وأقامَ معروفاً وأنْكَرَ مُنْكرا
ولقدْ صَدقتُ بحبكمْ و وِدادكمْ ** ما كان حُبِّيكمْ حديثاً يُفترى
ذاك النبيُّ المرتضى وأحَبُّ مَن** لَهَجَ اللسانُ بمدحه وتعَطَّرا
كمْ معشرٍ للخيرِ قادَ ومعشرٍ ** أغنى وكم أفنى جِهاداً معشرا
فاسأَلْ به بدراً وسَلْ أحُداً وسَلْ *** عنهُ المقامَ بمكّةٍ واسْألْ حِرا
واسألْ به البيتَ العتيقَ ومَرْوَةً* ومسارَها وسل الصفا و المشْعَرا
وسَل المواقعَ كمْ بها أحْيى قلو ** باً واصْطفى أُمَماً وأفْنى عسكرا
والقول ما قد قاله وسِواؤُه ** أحرى بأنْ يُلغى ويُنبذَ بالعرا
واللهُ قد أثنى عليه معظِّماً ** فغدا ثَنانا مُقْصِرا ومُقَصِّرا
فَبِجاهه اغْفِرْ ذنبَ عبدٍ نادمٍ *** يدعوكَ ربي تائباً مستغفرا
وارْفُقْ بنا يا ربّنا وتوَلَّنا **** ولْترْحمنْ سلَفاً لنا تحتَ الثرى
وأَدِمْ علينا أنْعُماً أوْليْتَها *** واجْعَلْ عُلانا في الورى متصدّرا
وامْنُنْ بعافيةٍ تدومُ بِغِبْطَةٍ *** والْطُفْ بنا فيما به قدَرٌ جرى
يا رب صلّ على النبي محمدٍ *** ما قام عبدٌ للصلاة فكبّرا
وصِحابه والآل أصحابِ العلا ** ما طاف ركْبٌ في البلاد وسَيَّرا.