إعلان

رحيل الشاعر الكبير الشيخ بلعمش (ملف)

جمعة, 12/08/2017 - 14:02

بيت الشعر في نواكشوط يعزي في رحيل فقيد الأدب الموريتاني الشيخ بلعمش

رحل عن هذه الدنيا الفانية الشاعر الفذ المهندس الشيخ بلعمش ؛ وبهذه المناسبة الأليمة أعزي أسرة الفقيد ومحبيه ورواد بيت الشعر 
أسكنه الله فسيح جنانه وألهمنا وذويه الصبر والسلوان إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر بنواكشوط

 

اتحاد الأدباء الموريتانببن ينعي الشاعر الكبير الشيخ ولد بلعمش 

بيان :

بكل أسى وحزن عميقبن ينعي اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين لكل أبناء الوطن والأمتين العربية والإسلامية  الشاعر الكبير المهندس  الشيخ ولد بلعمش الذي وفاه الأجل المحتوم فجر اليوم الجمعة في مدينة نواذيبو نرجو الله سبحانه وتعالى ان يصب عليه شابيب رحمته وغفرانه ورضوانه  في جنات النعيم مع الصديقين والشهداء والصالحين إنه ولي ذلك والقادر عليه 
لقد رحل فتى شنقيط وشاعر الوطن الكبير في لحظة حزن عارمة على القدس الشريف التي تسعى القوى الظالمة ان تكون عاصمة لإسرائيل ولكن هيهات وهيهات ؛ القدس التي طالما تفنى بها شاعرنا الكبير الشيخ ولد بلعمش ستبقى عاصمة لدولة فلسطين ولو كره الصهاينة والمعتوهون
رحل شاعر القضية بل كل القضايا العادلة في (بريد الراحلين ) كما سمى أول ديوان شعري له ، وكأنه كان يتهئأ دائما لرحلة الوداع عن هذه الدنيا الفانية بأحزانها وآلامها ومعاناة الأمة فيها بكل مكان بإحساسه المرهف العميق واثق الخطوة يمشي على درب الراحلين 
لقد حمل إلينا اليوم بريد الراحلين رحيل شاعر فذ لا كالشعراء ، شاعر ملتزم بقضايا وطنه وأمته حتى النخاع شاعر شهم ومناضل باسق الهامة كجبال آدرار و نخيل شنقيط أمير الشعراء الأحرار الذي ملأ الدنيا وشغل الناس المهندس الشيخ ولد بلعمش 
وامام هذه الفاجعة الأليمة جدا اتقدم باسمي شخصيا وباسم كل الأدباء والكتاب الموريتانيين بأحر التعازي القلبية إلى أسرة وعائلة شاعرنا الراحل الفقيد الكبير  مهندس الكلمات الراقية الشيخ ولد بلعمش وإلى كل أبناء مدينة شنقيط العريقة منارة الشعراء والعلماء وإلى موريتانيا أرض المليون شاعر الحزينة هذا الصباح الكئيب برحيل طود شامخ من رموز القصيدة الموريتانية المعاصرة 
رحم الله قمر شنقيط الشيخ ولد بلعمش فقد ودعنا ونحن لا نريد أن نودعه ، ولكنها جولة بريد الراحلين تأخذ معها في هذا اليوم الجمعة فتى عزيزا على قلوبنا كبيرا في نفوسنا بافيا في ذاكرتنا جميعا -فما أجله من مصاب وما أمره من عذاب 
وانا على فراقك يا ابن بلعمش لمحزونون 
إنا لله وإنا إليه راجعون 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 

الدكتور محمدو ولد أحظانا 
رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين 
نواكشوط الجمعة 08 ديسمبر 2017

_____

كابر هاشم يعزي في رحيل الشاعر الشيخ بلعمش

 

تعزية
أتقدم بأحر التعازي إلى كافة الموريتانيين وأسرة الفقيد العزيز الشاعر الشيخ ولد بلعمش الذي اختاره الله فجر اليوم الجمعة إلى جواره، وأرجو من الله تبارك وتعالى أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جناته. إنه سميع مجيب.
و بهذه المناسبة ارتجلت البيتين التاليين:
غاب عنا سليل لعمشِ واها
نجل مفتي شنقيطِ وهْو فتاها
رحم الله الشيخ شُمْسُ القوافي
كان تاتيه إن يشا مأتاها.

محمد كابر هاشم

___

ناجي محمد الإمام رئيس مجلس أمناء الضاد يعزي في رحيل الشيخ بلعمش

علمنا صبيحة اليوم بانتقال الشاعر الفذ المبدع الملتزم المهندس الشيخ بلعمش إلى الرفيق الأعلى، وفي هذا الرزء الفكري والعلمي والأدبي الذي حل بالساحة الثقافية الوطنية والعائلة الأدبية وبيت العلم والصلاح آل بلعمش الكرام نرفع أكف الضراعة إلى الغفور الرحيم مستمطرين على روحه المؤمنة شآبيب الرحمة والغفران.
وباسمنا وباسم الأهل ونيابة عن مجلس أمناء الضاد نرفع تعازينا الصادقة إلى أسرته الكريمة من خلال شقيقه الأستاذ سيدي محمد ولد بلعمش وسائر الأهل والأصدقاء والمحبين الكثر.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

_____

الشيخ لا زال حاضرا / شعر: إبراهيم الأندلسي 

 

وحيدا على وجه الثرى أنثر الدمعا
و أكتم  آهات ٍ  تُحرِّقني   شمعا

على لافتات  الأمس أقرأ  تائها
حروفا تبث الدهرَ من مائها همْعا

و أقرأ  أسماء  الرجال   كأنني
لأصواتهم في الكون أسترق السمعا

لقد أخذوا حلو الحياة و صفوها
و كم عطّر الأرجاءَ أنْ حضروا الجمعا

و لكن وجهَ الشيخ مازال حاضرا
يصُدُّ  بكفيْهِ   المَظَالمَ  و  القمعا.

____

الشاعر أماعلي حاجب يدعو "صالون مامون" لحفل تأبين لفقيد الأدب المور يتاني

كأنك من سجوف الغيب طيف
يبــــــلغنا رســـالته ويـــــرقى
قرأت على النضال فكان فتحا
وناديت الجــموع فكان صدقا
فماذا لو لــــبثت بنــــــا قليلا
تفتح أعينا.. وتــــدل حمقى
هكذا ناجيت سميدعا ذات لحظة إنسانية شعرية ، وها نحن نناجيك ونسالك 
ماذا لو بقيت بنا قليلا... تفتح أعينا وتدل حمقى ؟
أيها العظيم الذي ترجل عن صهوة القصيدة دون سابق إنذار
لقد والله صدمنا هول المفاجأة فتلعثمت الحروف والكلمات 
وبهذه الفاجعة الأليمة أدعو صالون مامون الأدبي بإقامة تأبين للراحل في أسرع وقت ممكن 
وكذلك أدعو اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين بتكليف من يجمع شتات ما رسم من بديع لوحات على صفحة الزمن ونشرها... 
كما أدعو المتخرجين من قسم الدراسات العربية هذا العام أن يأخذ واحد منهم على الأقل آثار الشيخ ولد بلعمش كموضوع لرسالته
وإنا لله وإنا إليه راجعون 
تعازينا للقصيدة الموريتانية ولذوي الفقيد ولموريتانيا جميعا
رحمك الله أيها العظيم

 

________

 

شعلة النور / شعر: شيخنا عمر 

في رثاء الشاعر  الشيخ ولد بلعمش

كنت أرثي الأنام كيف أشاء
أحتسي الحزن إذ يحين الرثاء

إنني اليوم حائر..لست أدري
كيف بالشعر يُنْدَبُ الشعراء!!؟؟

كلما مات شاعر في بلادي
غاب نجم..ونامت الأضواء

إنه"الشيخ"..شعلة قد توارات..
إنه النور..تشتهيه السماء..

كان صرحا من المعالي..وبيتا
من حروف يأوي إليه البهاء

كان كل الجهات..كان انتماءً..
كان صبحا يذوب فيه المساء

يصعب الموت حين يغتال دفأً
بينا..حين يستفيق الشتاء

يصعب الموت..كلما فاح عطر
من يد في المدى هواها نداء

سيد الحب والجمال..وداعا
ولنا موعد هناك ولقاء..

لم نمت بعدُ..والرجاء طويل..
سوف نأتي مهما يطول الرجاء

حين نلقاك في الخلود حيارى
نرتجي أن يماط عنا العناء

سوف نتلو ما تشتهيه النوادي
في جنان بها يلذ الغناء...

حسرة لي عليك ملء احتمالي..
لي بما خلّد اليقين عزاء..

ووفائي يظل فيك امتدادا
كلما عز في الرحيل وفاء

وسلام على ضريح يواري
شعلة النور..أيها الوضاء.

 

____

آخر كلمة وجهها ولد بلعمش لرفاقه قبل ساعتين من رحيله (تسجيل)

قال الشاعر الراحل الشيخ ولد بلعمش إن الأمة الإسلامية أمة لاتموت، وإن القرار الذى أتخذه الرئيس الأمريكى "أترامب" تم فى لحظة حرجة من تاريخ الأمة، بفعل المشاكل البينية والشخصية، وهو ماقد يدفع الأمة إلى الانتباه لواقعها والعودة إلى رشدها.
وأضاف فى تسجيل بثته مجموعة فى الواتساب فجر الجمعة إن الأمة لو كان من السهل اغتيالها لماتت إبان غزو التتار لها أو المغول أو الاستعمار الغربى أو خضعت للحكام الظلمة، ولكنها أمة قوية بفعل قوة الدفع الداخلية ( شهادة التوحيد).
وأستشهد بقول الله عز وجل " وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ".
ثم ختم كلمته قائلا " السلام عليكم .. تصبحون على خير".
 
 
للإستماع للتسجيل اضعط هنا

 

 الشاعر أحمد أبو المعالي يرثي  فقيد الوطن والأدب الشاعر الشيخ ولد بلعمش

ورحلت..لم تلق الوداع وإنما.. حييت فينا القدس والإسلاما
ها أنت تبصر في المدى ما لايرا....ه سواك حين تودع الأقواما
وصدحت أمتنا تكابد جرحها. .... لكنها لاتألف الإحجاما
المآسي ماتزال عصية .... تهدي التحية آية وحماما
كلمة التوحيد ينبع سرها... وبها ترتل أمتي الإقداما
ا"لشيخ "المودع ربعنا. ... قد كنت فينا نعمة وسلاما
صفحة شاعر لكنها.. فتحت لنا دربا يجل كلاما
درب تساجله السماحة والعلى...... وقصيدة كانت وكنت إماما
في حرفك القدس الأبية زينة ... ونخيل طيبة ينتقيه وساما
فاهنأ بعيشك في الخلود منعما قد طبت مرتحلا وطاب مقاما.

 

التقي الشيخ يدون: رحم الله أخي الشاعر الشيخ ولد بلعمش

رحم الله أخي الشاعر الشيخ ولد بلعمش.
كنت عرفت الفقيد شهما أبي النفس لا يتتبع مساقط الفتات كريما طلقا أريحيا خفيف الظل متوقد الذهن صافي القريحة
حاملا هم أُمته منحازا لوطنه لا يميز لونا عن لون ولا طيفا عن طيف.
كانت غرفتانا مجتورتين في فندق شراتون بالدوحة سنة 2011 حيث كان مشاركا في مسابقة «شاعر الحرية» وكنت ضيف شرف على تلك المسابقة، والحق يقال لقد شنف الآذان بمثُلاته السائرة ولكن أحكام وظروف ذلك النمط من المسابقات منعته اللقب ومنحته غيره وكنت أُحس المرارة التي أحس بها الشاعر الفتى ولكن صبره واحتماله واجتماعيته المعهودة جعلته يعيش الفرحة مع غريمه مهنئا وممازحا كما لو كان الفائز في ذلك الحفل البهيح، وكنت أقل صبرا واحتمالا لذلك الظلم ولأني في فسحة من أمري إذ كنت خارج المسابقة فلم أجد غضاضة في مؤازرة أخي الشاعر ذات جلسة أدبية مع نقاد وشعراء تلك التظاهرة فقلت:
لَشعرك شمسٌ فإن يعمَ عن
سناها عمٍ يابن بلَّعْمش
فقد غمرتنا بإياتِها
فلم نعْمَ عنها ولم نعْمَش
وقد استبد بشاعرنا الطرب فقال لي: لأول مرة يورد شاعر اسم جدنا في الشعر.
رحمك الله رحمة واسعة وألهمنا وذويك الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

______

آسية عبد الرحمن: الشيخ  بلعمش كان قافلة شعر تسير في كل العالم العربي بشرف ونبل وإبداع

 

موت الشعراء هو حياة ثانية لهم، لكنه لنا موجع جدا، لأنهم صوتنا في الأحزان، وعند فجيعة موتهم نُصدم برحيل الصوت المعبّر!
الشيخ ولد بلعمش كان قافلة شعر تسير في كل العالم العربي بشرف ونبل وإبداع..كان حاضرا في كل القضايا، وكانت أخلاقه سوارا لشعره، فجاء يشبه تماما؛ خاليا من الإساءة والهجاء والبغضاء، مليئا بالإنسانية والحب والعطاء!
ليت أنّا نحفظ لمبدعينا حقهم من التبجيل وهم بيننا أحياء، فبعد "مات فلان"، الرثاء لا يطفىء جمرة الندم ولا يخفف لوعة الفراق..!!

 

_______

"...قراءةٌ في ذاكرةِ الخلود! " 

شعر: محمد المامون محمد

...وَ مازلتَ تَرقَى
    في المقاماتِ صَاعدًا..
بِروحكَ شَوقٌ 
      دائمُ التوقِ للأعلَى !

 تحثُّ الخُطى..
     واللهُ آخـرُ وجهةٍ 
عرجَتَ إليهَا..
    وارِدًا قلبُك الوصـلاَ!

  يَـقولونَ:وارتهُ الثَـرى؛ 
قلتُ: لَفتةٌ عَلى جدبِها مِنـهُ
 لِيـوقِظهَا حـقلاَ..!

 تخـرُّ..
  قـلوبُ العارفينَ بسـكرةٍ 
مَتى ما..
 عليهمْ آيُ حكمـتِه تُـتلَى..!

مَشى..
حاملاً بينَ الورى 
ضوءَ قلبه
  وألقى على حَرِّ المَدى دفـئَه ظلاَّ.. 

يُحـنِّي يَـدَ المعنَـى
بسـرِّ بيانِـه.. 
وَينقشُ في عينِ الهوى كُنهَه كُحـلاَ..!

يخبّأُ لحنَ الموجِ
بينَ ضلوعهِ...
  وَ يعزفهُ في شاطئِ الظلمِ:
     -رفضًا- "لَا"!

تحـسسَّ ليلَ الجائعينَ 
  بخـبزهِ...
   " وإنْ ماتَ ظمآنًا فوردُهمُ أولَى¹..!"

لأنَّ " بريدَ الراحلين²َ "
 نداءُ دهشةٍ..
       قبسُ الإلهامِ في طُورهِ صَلَّى..!

تـنبأَ جرحُ القدسِ 
   قربَ رحيلِه 
    فـسالَ حدادًا.. نزفُ أركانِه الثكلَى!

 وَ يشتبكُ الإعصارُ..
     في القلبِ لوعةً 
وَ ما القلبُ ؟ 
      إنَّ القلبَ بعدكَ ما ولَّى !

تصومُ عن الأفراحِ 
   مئذنةُ الرؤى
 كأنَّ هلالَ الحزنِ 
      في الأفقِ قد هلاَّ..!

 وَتمتصُّ أشجارُ الليالي
   بكاءَنا
ليورقَ هذا الحزنُ 
     في العمقِ مُبتلاَّ..! 

أُشيِّعُ روحي..!
 أم أشيِّعُ روحَ من..
   تهجَّى اسمَه..حتَّى كأنْ لم يَكن طفلَا..؟!
--------

¹-- شطر من قصيدة المرحوم " تراتيل من دم الأحلام"
²--عنوان ديوانه

 

_______

النبهاني ولد أمغر: من الصعب أن ترثي الشعر بالشعر!

رحلتَ فخلفتَ الدموع سواجما @ وشنقيطَ من هول الفراق مآتما
رحلت فغابت شيم ومحامد@ لِسلكِ معانيهنَّ قد كنتَ ناظما 
وسارتْ لدن سارت مطاياك شيخنا @ مواقفُ لم تطلب بهنّ مغانما
وحبٌ لشعب قد عشقت جميعه @ فألبسته من كل خيرٍ عمائما
لقد عشت للمظلوم ما عشت ناصرا @ حليفًا وما ناصرت في الناس ظالما
تسنمتَ من جُرد اعتزازكَ سابحًا @وجردت من غمد اقتناعك صارما
سكبت على الدنيا من الشعر أنهرا @ وأنبت من زهر الحروف معاجما
مكارمُ من آبائك الغر نلتها @ وكنت بها يابن الأكارم عالما
تلقتك في المثوى سحائب رحمة @ يؤلفن فيما بينهن الغمائما
بجاه الذي أحببته ونصرته @ وكنت له بالشعر والنثر خادما
عليه مع الآل الكرام وصحبه @ وأزواجه أزكى السلامين دائما.

______

 

في رثاء الشيخ ولد بلعمش /شعر:  أبو بكر المامي
 

تناهتْ إلى قلبي الفجائع، والحزنُ
وما عاد صوتُ الشعرِ يجدي، ولا الفنُ
.
تَرَقتْ إلى العلياءِ، روحُ حبيبنا
وكان على طولِ الحياةِ لها يدْنو
.
قَضَى.. فبلاد الشعر ، خرسى من الأسى،
وما عادَ فيها للشجاعةِ موْطنُ
.
وما كان إلا شاعرًا، ذا كرامةٍ،
عن الحقِ لا يثنيه لَوْمٌ، ولا سِجنُ
.
له في هموم الناس شعرٌ، وثورةٌ،
وفِي الوطن المنكوب، رأيٌ مُدونُ
.
ولَم تبق في هذي البلاد فضيلةٌ،
على شعرهِ، إلا وكان لها يرنو
.
قضى صاحبي لما رأى القدس، ضيعت،
وما عاد فينا بالقضية مُؤْمِن.

 

______
 

عبد السلام ولد حرمة في تدوينة مؤثرة عن فقيد الأدب الشيخ بلعمش

رزئت فيه الأمة وعائلتنا الصغيرة، ورحل في خطوط الفجر الأولى بعد أن غادر للنوم في كامل أناقته واستعداده الإنساني ودويه الشعري والإبداعي العاصف وحيويته الذهنية وتوثبه الروحي..ذهب إلى سرير نومه منصتا إلى عبقريته الفريدة وصوته الداخلي المغرد كعصافير الشام، الشام التي أخذ منها بعض بهائه وأناقة مظهره، ورقة ألفاظه وترتيب إلقائه، ذهب على هذا الحال وحين كان بياضُ الفجر يخالط ما بقي من غبش الجمعة الثالثة من ربيع الثاني استيقظ الجميع على الأنات وكمد لوعة الفقد والغياب المنبعث من حواضر موريتانيا وآكامها البعيدة باكية عليه بقلوب دامية كلومة، ودموع حرى.. مستحضرة كل من زاوية نظرته إشعاع الراحل وسحر بيانه ونزاهة واستقامة تفكيره بدرجة من التواتر والإشادة يصعب أن تحصل إلا لمن أتاه الله من المكارم الخلقية ما لم يسبق إليه في زمنه على الأقل.

رحم الله من جمع معازف الفن الجميل مع ورشات المهندسين وصناعتهم، ومن جمع قلوب مواطني كل جهات بلده في وقت ضجّت فضاءاتها بالفظاعات وكل ما يفرق النفوس ويفشي التدابر والانقسام.

اللهم طيب ثراه، واكرم مثواه واجعل الجنة مستقره ومأواه، واحسن اللهم فيه العزاء للوالدة المحتسبة الصابرة ولإخوانه وأهله واصدقائه ومحبيه.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

_______

أبو العلاء الشنقيطي يرثي فيقد الوطن الشيخ بلعمش
 

إلى فقيد الامة شاعر الانسانية والخلق..إلى صديقي العزيز الشيخ ولد بلعمش الذي أمتعني بسمر ليس كالسمرليلة رحيله إنه مسك الختام سأنقله لكم في بث مباشر على صفحتي هنا إن شاء الله
رثاء الشعر
رحيلك قد هد الشجون وهالهـــــــــــــا فيا حسرة الأشعار ترثي ثمــــــــــــال
تميز من منئاك وهي حـــــــزينـــــــــة وقد كنت ترعى بالوداد وصالهــــــــا
تسامر حزن القدس والناس هجـــــــع إذا دقت الحرب الضروس ثفالهــــــــــا
وتضحي على حمص الشآم وهولهـــــــــا وأناة ثكلى تستحث رجالهـــــــــــــــــا
فلا بردى عذب ترجي زلالـــــــــــــــــــــه ودجلة طرق لا تطيق زلالهــــــــــــــــــــا
بكتك بلاد العرب شرقا ومغربــــــا كما كنت تبكيها وتبكي جبالها
فمن خطب الحسناء بالمال حـــــازهـــا ومن خطب العليـــاء بالعـــــز نالهــــــا
وقد علم التاريخ نبلـــــك والإبـــــــا وتعلم رباة الحجــــال حجــــالهــــــــــــا
فكم صرخة أطلقت في كل محفــــــــل على أمة الاسلام تندب حالهـــــــــــــــــا
ولكنما الدنيا لمثلك ضــــــــــــــــــــرة فمالك يا فخر الزمان ومالهـــــــــــــــا
عزيز علينا أن تعيش بأرضنــــــــــــا وقد سلب العادون منا جمالهــــــــــــا
وأنت الذي أدمنت عشقك ثائــــــــــــــــرا لأمتك الثكلى ترجي مآلهـــــــــــــــــا
فنم في جوار الطهر يا شيخ واقتطف ثمار جنان قد بذرت فعالهـــــــــــــا 

"أبو العلاء الشنقيطي"

المملكة العربية السعودية

1439/03/21

____

 

مركز ابن مقلة للخط العربي.. يعزي في  فقيد الوطن الشيخ ولد بلعمش

على الشيخ يبكي الحرف ينتحب السطر
                          فقد هيض بيت الشعر وانكسر الشطر
وآض مداد الخطّ أحمر قانياً 
                             وحُقّ لفقد الشيخ أن يسكب الحبر
فتىً كان للحرف المقدس فارساً 
                             وتعرفه البيداء والخيل والشعر
ألا فلينمْ في الخلْد طاب مقامه 
                              ومن رحمات الله يكنفه العطر
 
علمنا في (مركز ابن مقلة للخط العربي) في موريتانيا، برحيل فتى الفتيان، وفريد الزمان، الشاعر الإنسان، الشيخ ولد بلعمش، إثر أزمة قلبية مفاجئة.. 
وبهذه المناسبة الأليمة، نعزي الإنسانية جمعاء، ونعزي الأمة العربية الإسلامية، ونعزي موريتانيا وأدباءها ومثقفيها، في هذا المصاب الجلل.. الذي اختطف منا إنساناً مبدعاً نادر المثال، عرف كيف يخدم أمته ببنانه وبيانه، وكيف يخدم الحرف العربي المقدس، من خلال إبداعه الأصيل والمتجدد في آنٍ معاً. 
رحم الله الشيخ ولد بلعمش، ورفع درجته في علّيّين، مع النبيين والشهداء والصالحين. وحسن أولئك رفيقاً!

_________

جلال الصمت/ شعر :مباركة بنت البراء 

مُدَثَّرا بِجلالِ الصمتِ ترتحلُ*
والفجرُ من طهرك الوضَّاءِ يغتسلُ*
على شراعكَ تغدُو كل محمَدةٍ*
تغدو الفضائل والأخلاق والمُثُلُ*
هلَّا تمهلتَ نُروِي منكَ غُلَّتنَا*
ظَمأى المسافاتُ والساحاتُ تشتعلُ*
وكنتَ توسعُها رُحبًا وتُغدقُها
حبًّا وتزرع خصبا، أين تنتقلُ@
وكلما طفتَ في أرجائها غَرِدًا
تفجَّر النبعُ، ماجَ السنبلُ الْخَضِلُ@
يا مبحرا في ضفاف النور معتمرا
تاج المحبة، كم وفَّيْتَ يا  رجل!.

 

إلى الشاعر الإنسان / شعر: لمرابط ول دياه

 

إلى الشاعر الإنسان محب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقيد الأدب والمروءة والأخلاق  الشيخ ولد بلعمش في مثواه الأخير :

هو الموت غول والبرايا مصائد
حصائد منهم تقتفيها حصائد
فإن عاجلا أو آجلا نحن عرضة
لسهم المنايا فهو لا شك صائد
مضى الشيخ في عز الشباب وقد بكت
وحق لها لما بكته القصائد
وتبكي عليه المكرمات وكيف لا
وقد رزئته والعلى والمحامد
خلال تحلاها فأصبح شاهدا
عليها جميع الخلق والله شاهد
وإرث من المجد التليد استحثه
إلى أن تسامى طارف منه تالد
لقد عاش عف القول والكف هادئا
إذا ما استختفت قومهن الموائد
حبيب رسول الله كم كنتَ عاملا
بمعنى حديث المصطفى: لا تحاسدوا
ترحلت عنا يا حبيب قلوبنا
فيا حبذا لو أنك الدهر عائد
ولكنه الموت الذي كنت موقنا
به اليوم تأتينا عليه الشواهد
فنم في أمان في سرور وغبطة
فأنت لما قدمته اليوم حاصد
وقد خانني التعبير عما أريده
لأني مكلوم القريحة جامد
ولا دور للالفاظ فيما نقوله
إذا فهمت مما نقول المقاصد.

حداد الحروف / شعر:  جعف كباد

 

لم   أُأبنك    يا   أميرُ  ..  لأني
مثل عيني يعقوب  غاب    سوادي 

كيف أرثى   الأمير    لا زال حيا؟
يملأ  الكون من  بحار المداد !!

كيف  أرثيك  والمعاني   حيارى
وأنين   القصيد في   كل    واد

أنت   يا شيخ   يا    أمير  قصيد
تنشر  العطر  في  صفوف  النوادي 

ربما     أكتب    الرثاء       إذا ما 
عاد حرفيَّ   من طقوس   الحداد.

____

 

سلام.. شهيد القدس / شعر: أدي آدب

(ومضة من رثاء الشيخ ولد بلعمش شاعر المثل العليا)

أفتِّشُ.. عنِّي.. مذْ نعِيتَ.. فلا أنَا 
أنَا.. وقَصِيدي.. صاحَ بِي: مَا أنَا هُنا!
معًا.. أذْهَلَتْنَا صَدْمَةُ الفجْع.. يَا لَهَا!
أيَعْنِي.. "بَريدُ الرَّاحلِينَ" الذي عَنَى؟
أُحَدِّثُ نَفْسِي: الشَّيْخُ بَلَّعْمًش.. الذي..؟
فيرْتَدُّ رجْعُ النّعْيِ.. يَحْرِمُنِي المُنَى:
هَوَتْ مِنْ سَمَا شِنْقِيطَ.. مِئْذَنَةُ الرُّؤَى
بَكى النخْلُ -مَفْجُوعًا- علَى شَاعِرِ الدُّنَا!
لقد ضاقَ.. بالقبْح.. الهوَانِ.. وشَاقَه
سَنَا المَلَأ.. الأعْلى.. فحَلَّقَ.. في السَّنَا!
سَلَامٌ.. شَهِيد القُدْسِ.. موْتُكَ ثوْرَةٌ
عَلَى مُنْحَنَى التاريخِ ذَا.. شَاهَ مُنْحَنَى!
سَلَامٌ.. شهِيدَ القُدْسِ.. عِشْتَ.. قصيدةً
ومتَّ.. نشيدَ الخُلْدَ.. يْحْلُو بكَ الغِنَا!
أخِي.. يا ابْنَ أمِّ الشِّعْرِ.. يَا ابْنَ أبِي العُلا
وَصِنْوَ المَبَادِي.. أنْتَ منْ متَّ؟ أمْ أنَا؟

 

________

 

الحزن ما انتصف../ شعر: محمد ولد إدوم

 

جادَلتُ نفسي، وَدمْعُ العينِ قَدْ ذُرِفاَ
أحتاجُ أُمسِكُ دمعَ الروحِ لو نَزَفاَ
أحتاجُ أعْبُرُ نهرَ الحُزنِ؛ ليسَ مَعِي
إلاَّ ذُهولِي، وأصْواتٌ تَقولُ: كَفَى
أَكُلَّما خِلتُنِي آنَسْتُ ضِفَّتَهُ
إذا بِها لُجَّةٌ.. والحُزنُ ما انْتَصَفاَ ؟!
لايبسيك؛ 11 ديسمبر 2017

_____________

ويصعد الشاعر الشيخ بلعمش شهيد القدس.. / شعر: المختار السالم

وتَصْعدُ يا سيِّدَ الشعراءِ
ليُصْبِحَ للحبْر وجْهُ البكاءِ
وإنَّ القصيْدة ثكلى وقدْ
تغيَّبَ عنْها حَـنيْـنُ الحُداءِ
فإنْ أغْمَضَ الدَّهرُ أجفانَها
تَحلَّجَ فيْها نِداءُ الضَّياءِ
سيُخْبرُ عـنْـك الرفاقُ غدا
وتحفظكُ القدْسُ سِـفـْر وفاء
صُعوْدًا إلى جَنَّةِ الخُلد يا
أميْـرَ القوافي ولحْنَ البقاءِ
فروْحك لمْ يأْلفِ الأرْضَ يوْمًا
وكانَ بشوْقِكَ طُهْرُ السماءِ.

________

 

يا فارس الشعر / شعر:  محمد اعلي

 

 

يا فارس الشعر ما للحزن ميقات
مذ أن رحلت كأن الكل أموات
يا شيخ بعدك شاخت كل قافية
وخيمت بعد أن غبت المعاناة
يا فارس الشعر.. لا بيت يعبر عن
حجم الأسى ..نسكت للشعر رايات
يا من رفعت معاني الشعر في قمم
ولم تعقك عن الخطو المسافات
لقد حملت هموم الشعب فاحتشدت
لك المعاني تغني والعبارات
وأمرتك القوافي قائدا وأبا
لها ..متى فهت عم الناس إنصات
وقد جعلت مديح المصطفى هدفا
حتى غدوت من الأمداح تقتات
وما سجدت لغير الله في زمن
كل القوافي غدا معبودها اللات
غنيت للقدس حتى فاض مدمعها
وللعروبة ضجت منك أنات
وكنت دوما سفيرا عن مشاعرنا
تشدو فتنهض من إغفائها الذات
وكنت ينبوع أخلاق، مجالسه
ليست تمل أحاديث وآيات
ملكت هندسة الإبداع فارتفعت
إلى السما من قوافيك العمارات
ضجت دمشق بما فيها تقول كما
ضجت بشعرك في الشرق الإمارات
يا رب ميت يعيش الدهر أجمعه
ورب قوم من الأحياء قد ماتوا
سقتك من رحمة الرحمان سارية
تهمي فتغمر مثواك المسرات.

 

_________

المهندس محمد ولد المقام يرثي زميله الشيخ بلعمش
 

صنو الخلود ... 
في رثاء أخي وصديقي العزيز الشاعر الراحل (ووددت لو ما قلتها) الشيخ ولد بلعمش عليه شآبيب الرحمة والمغفرة
في ارتــباك! أضـعـتُ فـيه كـلامي ـــ لـمنــادٍ من تحت جـنـح الظــــــلام:
أنْ حِــمـامُ المــنــون نــالَ عــزيزا لَـكــأنَّ الــــــــردى يــمــر أمــامي
خيَّم الحــزن، ســاد صمت كـئيـب! وبــــدا الأمــر مـوغلا في انـتـقـام
جــفَّ حبـري! تكسَّــرتْ أقــلامي! وفــــؤادي مُـقـطَّـعُ الـوصــل, دام ما كــــلامي!
وقــد فـقـدتُ خـلـيلا طـيِّـب القـلـب، رائـقا كالـمـــــدام!
يـــا لرزء الحــياة! نحـن حـيـارى! جــلَّ فيك المصاب يا ابن الكـــرام
كـنت شـهـما فـعـشت حـرا كريـما لا تُــبـــالي بــلاذع من ســـــــهام
سـوف نـبـكـيك شاعــرا مستنيــرا ثـاقب الـفـكـــر، مـؤمنا بالســـلام!
يـرقــب الفـجـــر مـطـمئـنا إلـــيه وهو يسمــو في المجد كــل سنـام
وبنـبـض الشعـوب سطــر سفـــرا أنــة للـضـعـيـف، صـوت مُضام!
سـوف نـبكـيك شيخـنا من محـب مـادح للــرســـــول خيـر الأنـــام
في قـــواف تــذود عـنه، وكـانـت في جناب الــرسول مسك الخــتام
شيخنا! هل تُرى عجلتَ لترضى! فســــلامي إليــك عــال المــقــام
هـكـــذا المــوت يصطـفيك لخلــد ما بــــــهذا الـفـــــناء دار مُـقـــام
ولـئـن كـــان للـحــــيـاة ســـبـيـل أو تــنــام، فــمــوتـــنا في تــنــام
رحمات الإله تترى على قبـــــــ ـرك زُلفى، فطـبْ بنيل المـــرام
وصـــــــلاة على الرسول دوامـا ما تــتــالت مشفـــوعة بســـــلام
مختار محمد مقام انواذيب
- 09/12/2017

أمير الشعراء الشاعر علاء جانب يرثي الشاعر الشيخ ولد بلعمش

بصدر مَن أيها الرامي تصوبه؟
ومن بعالمك النائي تغيبه؟!

كم من حبيب بكينا خلف موكبه
فجفت العين كي يخضر موكبُهُ

يسافرون ولا تاتي رسائلهم..
فكل صدر به فقد يعذبه

والقلب في غفلة حتى إذا صرخت...
ثكلى على راحل فالقلب منتبه

يا كم حملنا على أكتافنا "كَرَبا"
ما أثقل النعش والأعمار تركبه!

فكل ميت دفناه نكفنه
ببعض أيامنا والقبر يطلبه

يا مطلع الشمس في شنقيط مرتجلا
إيقاع أيامه لا غيم يحجبه

كيف استدار عليك الوقت فاضطربت
ساعاته فأتى في الظهر مغربه

ويا محمد يا سيف الحقيقة هل
سحبت للموت لحنا كنت تسحبه

يا من أذبت بكأس الشعر صدقك..لا
هادنت زيفا ولا قد كنت ترهبه

حلقت نسرا على جو السماء فما
جعلت صوتك إلا حيث مضربه

فكنت سيفا كبرق الله مُنْصلتًا
وتاه غيرك حيث الطرق تشتبه

وكنت أصرح من قالوا بلا رِيَبٍ
وأعجم الناسُ فيما كنت تعربه

فما رأيتك إلا واضحا ألقا
عف اللسان رضا مولاه مذهبه

شيبت بالعزم عمرا في فتوّته
لكن عزمك لا شيءّ يشيِّبه

الآن نم بأمان الله يا رجلا
كنا على صهوة التاريخ نرقبه

اذبت روحك جمرا في الحروف فما
تركت فينا مراراً حين نكتبه

صُلبت مثل مسيح عند من زعموا..
والشعر يُحرق من يبلو ويصلبه

فكيف..؟ كيف وجدت الموت حين أتى..
وكنت أنت الذي-من قبل-ترعبه؟

وكيف..؟كيف وجدت الله..هل خفقت
لك الملائك..في أفق تُرحِّبه

وهل رأيت رسول الله في الملأ الـ
أعلى..يبشُّ إلى حِبٍّ يقرّبه

إني أراك تزور الآن مجلسنا..
ونحن نكتب ما يُوحَىٰ ونشطبه

أنا وإخوتك العشرون يجمعنا
حزن الفراق..وما زلنا نكذبه

يا صوتنا..بح فينا الصوت وانكسرت
فينا المرايا..على همٍّ نقلبه

فليس موتك إلا مثل شعرك في
سبق الجيمع..ومجهولا تجربه

فنم..عليك سلام الله يا رجلا
مازال مذهبَ أهلِ الحق مذهبُه.

___

فقيدنا المبدع الشيخ ولد بلعمش…وأنا../ أدي آدب

 

لن أتحدث هنا عن محطات تلاقينا- روحيا- في القوافي والمواقف… ولن أنشر مراسلاتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فتلك لحظات بث مصانة… ولن أتحدث عن حرص كل منا لتقديم الآخر، إلى المنابر الإعلامية الأدبية الدولية التي يعرفها، بعيدا عن التناكر.. والإقصاء.. السائد في ساحتنا الثقافية، والأدبية……
سأسترجع فقط لحظات مواساة متبادلة بيننا، حين يفتقر الشاعر المفجوع، إلى شاعر، يسند رأسه إلى نبض قلبه، ويتوكأ على قلمه/عصاه، ويهش بحروفه على مشاعره الجريحة، فعندما فجعت بشقيقي: الدكتور: حمَّ بن آدب:11/4/2014م، بادر الشيخ بلعمش، وهو السبَّاق للفضل دائما.. فكتب:
(الشاعر الباكي.. يعزي الشاعرا
تعزية إلى أخينا الشاعر أدي ولد آدبَّ و من خلاله إلى الأسرة الفاضلة :
أخَوانِ من دَوْحِ الكرامِ تَجاورا *** غُصنيْنِ ، و اتَّبعَا الجُدودَ مآثِرا
حتَّى إذا الأحزانُ هبَّتْ ريحُها *** طفقَ الِّذي كَسَرتْهُ يبكي الآخَرا
قلبيِ لقلبكَ مُنصتٌ بِدُعائهِ *** و الشاعرُ الباكي يُعزِّي الشاعرَا
حادِي الفناءِ و نحنُ نسعى خلفَه *** يأبى علينا الظلَّ يومًا عابِرَا
صبراً شقيقَ الروحِ و ابنَ شقيقِها *** فلقدْ عُرفتَ لدى الخطوبِ مُصابِرا
ولربما دعَت السماءُ حبيبَها *** و لربَّما سئمَ الفراقَ فسافَرا)
وسألت الله- في سري- أن لا تمر بالشيخ مناسبة تقتضي الرد عليه، ولكن 30/6/2016، كان يوما حزينا فقد فيه شاعرنا الراحل، شقيقين له، مع صديقين لهما، دفعة واحدة، خلال حادث سير مروع، في العشر الأواخر من رمضان، فكتبت:
(تعزية لأخي وصديقي المبدع: الشيخ بلعمش، نصير الجميع وقت الشدائد، وإلى أهاليه الكرماء.. الطيبين…
شَقِيقَـــاكَ.. والتِّرْبَانِ.. شَيْخَ القَصَــــائِدِ
هُمُ خيْرُ مَفْــــــقُـــودٍ.. فكُنْ خَيْرَ فَـــاقِدِ!
تَضَـــاعَفَ هـــذا الرُّزْءُ.. أنْ حَلَّ فجْأةً
ولــــكنَّ لُطْفَ اللهِ.. أقْــــــوَى.. مُسَاعِدِ!
لكَ اللهُ.. لِيَّ اللهُ.. رُزْؤُكَ.. فَـــاجِــــعِي
فأنْتَ.. أنَا.. شَخْصَـــــانِ.. لكنْ كوَاحِدِ!
أنَا عَــــارفٌ.. فَقْدَ الأشِقَّـــاءِ… يَــا لَهُ..!
وكنْتَ تُعَــزِّيــــنِي.. بِأبْـــهَى القصائدِ!
فدُمْ.. جَبَلَ الإيمَـــــانِ.. لا مُتَضَعْضِعًا
نُصِرْتَ.. نَصِـيرَ النَّاسِ.. عنْدَ الشدائدِ!
شَقِيـــقَاكَ.. والتِّرْبَانِ.. تَاقُوا.. لِرَبْعِهِمْ
فنَــــــادَتْهُمَ الجَنَّاتُ.. قَبْلَ المَعَــــــاهَدِ!
تَقَبَّلَ رَبُّ العَرْشِ-فِي العَشْرِ- صَوْمَهُمْ
فأفْطَرَهُمْ- فِي الخُلْدِ- زَهْوَ المَــــــوائِدِ!
فيَا أهْلهَمْ.. أهْلَ المَعَـــــارفِ.. والتُّقَى
بكمْ نَتَعَزَى.. يا شُــــــــــيُوخَ الأمَاجِدِ!)
وكنت على يقين من أنه سيرثيني لو مت قبله، ولم أتوقع أن أرثيه، وحين أفقت قبل أيام قليلة على نعيه، عبر الفيس بوك، شعرت -تحت وقع الصدمة الفاجعة- بأني فقدت سر الحرف مطلقا…ثلاثة أيام والفجيعة تخرسني.. ثم كتبت في آخِرِ آخِرِها، مسابقا نهاية وقت العزاء10/11/2017:
(سلام.. شهيد القدس
(ومضة من رثاء الشيخ ولد بلعمش شاعر المثل العليا)
أفتِّشُ.. عنِّي.. مذْ نعِيتَ.. فلا أنَا
أنَا.. وقَصِيدي.. صاحَ بِي: مَا أنَا هُنا!
معًا.. أذْهَلَتْنَا صَدْمَةُ الفجْع.. يَا لَهَا!
أيَعْنِي.. “بَريدُ الرَّاحلِينَ” الذي عَنَى؟
أُحَدِّثُ نَفْسِي: الشَّيْخُ بَلَّعْمًش.. الذي..؟
فيرْتَدُّ رجْعُ النّعْيِ.. يَحْرِمُنِي المُنَى:
هَوَتْ مِنْ سَمَا شِنْقِيطَ.. مِئْذَنَةُ الرُّؤَى
بَكى النخْلُ -مَفْجُوعًا- علَى شَاعِرِ الدُّنَا!
لقد ضاقَ.. بالقبْح.. الهوَانِ.. وشَاقَه
سَنَا المَلَأ.. الأعْلى.. فحَلَّقَ.. في السَّنَا!
سَلَامٌ.. شَهِيد القُدْسِ.. موْتُكَ ثوْرَةٌ
عَلَى مُنْحَنَى التاريخِ ذَا.. شَاهَ مُنْحَنَى!
سَلَامٌ.. شهِيدَ القُدْسِ.. عِشْتَ.. قصيدةً
ومتَّ.. نشيدَ الخُلْدَ.. يْحْلُو بكَ الغِنَا!
أخِي.. يا ابْنَ أمِّ الشِّعْرِ.. يَا ابْنَ أبِي العُلا
وَصِنْوَ المَبَادِي.. أنْتَ منْ متَّ؟ أمْ أنَا؟
مع تعازي إلى الأسرة الكريمة، واعتذاري لأن هول الصدمة أخرسني، فلم أستطع كتابة أي تدوينة من يوم وفاته.. رحمات الله تغاديه، وتماسيه، في الفردوس الأعلى.)

أدي ولد آدب.

 

مرثية محمد ولد بتار ولد الطلبة للشاعر الشيخ ولد بلعمش

في محاولة رثاء أخي وصديقي الشاعر المبدع الشيخ ولد بلعمش تغمده الله برحمته
سيجري عليك اليوم دمع من الأمس
ويبكيك يومٌ لست من صبحه تُمسي

وتبكيك شنقيط التي كنت مؤنسا
لحاضرها المسلوب والغابر المَنسي

وتبكي عليك القدس إذ كنت شعلة
بمحرابها يا لهف نفسي على القدس

وليس بكاء الشعر بعدك والأسى
يُحَرِّقه إلا بكاءً على النفس

عجبت لمن يرثيك بالشعر بعدما
هوى بك ركن من دوائره الخمس

عزفتَ عن الدنيا بصدقك خاليا
فما سرت نحو الرمس إلا من الرمس

كأن لم تُقم بين الأحبة برهة
كذا تُبحر الدنيا بنا وكذا تُرسي

رحلتَ وللمظلوم بعد صرخة
تمر على بعض المسامع كالهمس

وللبائس المحروم بعدك حومةٌ
محلَّأة حتى عن النّقس والطِّرس

فنَم مكرما يا شيخ واهنأ بمشهد
مع السادة الأبرار في حضرة الأنس

هنالك لا تشقى بآلام أمة
ولا بشديد البأس منها ولا البؤس

ولا تحمل الهم الذي كنت حاملا
على همة لم ترنُ إلا إلى الشمس

عليك من الرحمى ومن مُغدق الرضا
كمال بلا نقص وسعد بلا نحس

وحلّتْ على البيت المؤثل نفحة
من اللطف للبلوى ولو عظمت تنسي

ولا زال في بطحاء شنقيط بعده
وذي الحرث من آثاره مثمرُ الغرس.

وصلى على المختار باعثه هدى
ونورا إلى الأملاك والجن والإنس

محمد ولد بتار ولد الطلبة.

_______

ابن شنقيط  / سيدي محمد ولد بمبا 

 

الشيخ يرحل عنا ..الشيخ مرتحلا ....لم يرحل الشيخ عنا ها هنا نزلا
الشيخ ملتبس بالرمل عادته. ....أن يسكن الريح أو أن يحمل الجبلا 
ابن لشنقيط لا البحار تغرقه. ...حتى الزوابع لا يبغي بها بدلا
يسري ويسري الثرى في كف قبضته......السامري الذي في أرضه قتلا
لم يترك الطين إلا وهو محترق. ....لم يترك الروح والا والمدى اشتعلا
كعادة القمر المنسي في بلدي. ...إذا تراءى تولى المزن وارتحلا
عذري إليك صديقي أنني تعب. ...من الكلام ومما يوقظ الأجلا
عذري اليك صديقي أنني خجل .....صمتي أوسع أن ضاق الذي سهلا

 

ماتَ الذي خَلّد التّاريخُ فِي الصُّحُفِ / جاكيتى الشيخ سك

 

مَا مُتَّ إذْ مُتَّ فَالأشعارُ رُوحكَ فِي .... هَذي الحياةِ ومَجدُ الشِّعرِ خيْر وَفِي
ما دامَ قُولُـكَ يَحـيَا فِي القُـلُوبِ فـقدْ .... أَحرزتَ فِي النَّاسِ ما اسْتَعصَى عَلى الصُّدَفِ
لَـئِنْ أقَـمْتَ بِـقَـبْـرٍ مُنهِـيًـا عُـمُـرًا .... منَ الكِتابةِ يَـا شيـخَ العُـلا فَــقِـفِ
أنشِدْ قَـرِيضَ بِـريدِ الرَّاحِلِينَ فَـهَا .... قدْ صِرتَ بَـيْـنَهُمُ مِنَّا نَدَى الشَّرفِ
ودُمْ كَـمَا كـنتَ صَوتًا لِلْأُلى عَدِمُوا .... صَوتًا فَقَدْ كُنتَ فِيهِم رُوحَ مُتّصِفِ
مَا مُتُّ إذْ مُتَّ يا شيخَ الشُّعورِ فَـمَا .... ماتَ الذي خَلّد التّاريخُ فِي الصُّحُفِ.

 

في رثاء الشاعر الشيخ ولد بلعمش/ شعر محمد ينجح ولد بيدي*

 

طويت لطي حياتك الأفراحُ * واستوطنت مهجاتنا الأتراحُ

القدس تبكي و "الحزانى" حرقة * أن راعها "كَرَوانُها" الصداحُ

عهدتك تأسو بالقوافي جرحها * وإليك يغدى بالأسى ويراحُ

اللهَ بعدك في زمانٍ جائر * من أين تؤسى للأنام جراحُ

أم من لشنقيط التي أودعتها * همّا تنوء بحمله الأرواحُ

وذوى لفقدك عودهاوتعطلت * لغة "السلام" وجفت الأقداحُ

و رثاك شعر كنت أنت رحيقه * وبكت عليك مروؤة و سماح

وانفض نادٍ كان منك سناؤه * أن هيض منه -وقد رحلت -جناح

ودهى العروبة مُذ نعيت لها شجى * ما للورى من ليله إصباح

ماذا نقول إذا تجلّ مصيبة * وإذا يعز الألسن الإفصاح

لا غرو إن عزّ القصيد مراودا * إذ بابه لك كان و المفتاح

عذرا شهيد القدس إنَّا لا نعي * أعلى العروبة أم عليك يناح

إن تبرح الدنيا الصبيحةَ عازفا * عنها فما لك في القلوب براح

حملت ألواحي الرثاء محبِّرا * لكن أتوفي حقك الألواح

لا زال من ظل السعادة وارف * أبدا عليك و وابلٌ سحاح

يا آل لعمش إنكم لعزائنا * في الخطب لو أن العزاء يتاح

فخذو من الصبر الجميل بعروة * فالصبر عند المعضلات فلاح

وصلاة ربي و السلام على الذي * قلب الشجيّ لذكره يرتاح

* طالب بمحظرة النباغية