إليك...

أربعاء, 03/07/2018 - 00:03
صور من المرأة الموريتانية

زهرة نرجس (*)

بالتزامن مع إطلالة الثامن من مارس أزف التهانئ إلى المرأة الموريتانية في كل موقع من مواقعها ، المرأة الأم المربية المعلمة، المرأة العاملة النشطة والموظفة الخدوم، المرأة صاحبة المبادرات المنتجة والمدرة للدخل، سيداتنا الريفيات الصابرات المصابرات.. المرأة التي ولجت عالم العصر من بابه الواسع متشبثة بهويتها؛ بملحفتها؛ بدينها.. وكانت فاعلا في عملية البناء والتنمية.
فالمرأة الموريتانية الحالية تبرهن يوما بعد يوم على أنها الوريثة الشرعية لجداتها عبر التاريخ.
فإذا ما ألقينا نظرة على المرأة الموريتانية في التاريخ؛ نجدها المكرمة المعظمة التي يصدر الجميع عن آرائها بما أوتيته من حكمة ورجاحة عقل، ولدينا من القصص الكثير الذي يثبت أن وراء كل عظيم امرأة.
كانت جداتنا عالمات وفقيهات وشواعر وسيدات مجتمع من الطراز الأول.
وبما أننا في أجواء عيد المرأة الدولي، وهو موعد عالمي لنقاش وضعية المرأة وواقعها وتطلعاتها إلى المستقبل، فسأخلد العيد على طريقتي من خلال هذه العجالة حول بعض مواقع التميز ونقاط الإخفاق في تجربة المرأة الموريتانية.
تنظر النساء العربيات بغبطة إلى مشاركة المرأة الموريتانية في المشهد السياسي، حيث نالت بنات شنقيط بما لم تحظ به أخواتهن العربيات.
فمقابل سيدتين قادتا قاطرة الدبلوماسية الموريتانية؛ لا توجد سيدة عربية وصلت إلى ذلك المنصب مطلقا، وهو منجز للنظام الحالي الحق بالفخر به، لأنه تحقق في عهده.
ومقابل وزيرة أو اثنتين، وان ارتفع الرقم أحيانا فلا يصل إلى الخمس في البلدان العربية الأخرى، توجد 9 وزيرات في الحكومة الموريتانية الحالية.
كما تربعت المرأة الموريتانية على منصب قيادة عدد من البعثات الدبلوماسية في الخارج من بينها سفارات موريتانيا في عواصم مهمة كباريس وروما.
كما عرفت موريتانيا تجربة المرأة ـ الوالي، وأبانت الواليات الموريتانيات عن حنكة واقتدار في معالجة الملفات الموضوعة بين أيديهن، ومن المعلوم للعموم صعوبة قيادة الشأن المحلي وما يتطلبه من كفاءات وقدرات وملكات.
فيما تُمثـَّل النساء الموريتانيات بأكثر من ثلاثين عضوا في البرلمان.
وتقود عدة سيدات بلديات، لعل أبرزهن رئيسة مجموعة نواكشوط الحضرية.
وانتزعت المرأة الموريتانية تمثيلا معتبرا نتيجة فرض "الكوتا" الانتخابية لصالحها.
والنساء الموريتانيات اللواتي تولين التسيير هن الأنزه والأبعد عن الفساد والاختلاس بشهادة كل الأجهزة الرقابية، وهو مبعث فخر آخر.
مقابل هذه النجاحات الكبيرة التي حققتها المرأة الموريتانية على صعيد المشاركة السياسية، ما تزال ـ للأسف الشديد ـ هناك ظواهر لا تنسجم مع قيم البلد وتأباها المروءة قبل أخيها الدين، من بينها ازدياد ظاهرة النساء معيلات الأسر نتيجة تخلي عدد كبير من رجالنا عن واجبهم في رعاية وإعالة أبنائهم بعد انفصالهم عن زوجاتهم.
أضف إلى ذلك ظاهرة تعنيف المرأة في عدة أوساط غالبيتها من الفئات الهشة، كما أن تسرب البنات من التعليم وظاهرة الزواج المبكر وما ينجم عنها من أخطار صحية واقتصادية واجتماعية هي أمور جديرة بلفتة أكبر لتعميق المنجزات.
غير أن النساء الموريتانيات قادرات بوعيهن وثقافتهن ونشاطهن على التصدي لكل هذه التحديات وصولا إلى المكانة السامية التي يكفلها لهن الدين وتقاليد المجتمع العريقة.
ولعل خير خاتمة أختم بها هذه التأملات، الأبيات التالية للشاعرة المرحومة السيدة بنت أحمد وهي تخاطب النساء الموريتانيات:
يا روضةَ العلم والأخلاق والأدب
أتهجُرين سمائي دونما سبب؟
أتُعرضين عن الإسلام راغبة
إذا بدا الكوكب الغربيُّ ذو الذنب
هل التحرر أن أعلوك سافرة
بضاعة أو عناوينا على الكتب؟ 
ذات النطاقين؛ هل راجعت سيرته
هي التحرر في الأستار والحجب 
كالغيث لا تحجب الأنواء صفحته
إلا ليمطر بالرُّمان والعنب 
ولا تذبذب شمس الحق ساطعة 
كوني نسيبة .. أو حمالة الحطب.

 

(*) مدونة موريتانية