إعلان

فك شيفرة رسالة القاضي ولد مولاي أعلي إلى الشيخ عدود

أحد, 05/20/2018 - 01:10

كتب ابن أخينا المحامي Avocat mohamd Elmamy moulayeely محمد المامي مولاي علي، حفظه الله:

"كشف المقاصد على رسالة الوالد"

عندما كان الوالد أحمد سالم ولد مولاي أعلي-حفظه الله- نائبا للمدعي العام لدى محكمة الإستئناف بنواكشوط في أواخر الثمانينات، كان رئيس المحكمة العليا حينها العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله، وقد ترقب الوالد تحويلا تعسفيا تلوح بوادره في الأفق، فبادر بإرسال رسالة مشفرة إلى العلامة عدود مستنجدا به، ومرت الرسالة بالمدعي العام لدى محكمة الإستئناف، ثم بالنيابة العامة لدى المحكمة العليا، ثم بديوان رئيس المحكمة العليا دون أن يستطيع أحد فك شفرتها، إلى أن وصلت العلامة، فأرسل اليه وقد فهم الرسالة وطمأنه بشأن فحواها 
وقد قمت بكتابة حاشية على الرسالة –استجابة لطلب أحد الأصدقاء-محاولا كشف مقاصدها، وهذا نص الرسالة: 
(من ذي لام مكسورة إلى من لامه دائما مفتوحة ما لم يعطف وتحذف ياؤه، وبعد فقد قيل إن غير أفعال القلوب من الأفعال التي تنصب المبتدأ والخبر مفعولين لها قد دخلت السياق، وبدأت تكثر في الاستعمال، وإن في ذلك لإزعاجا لمن لم يتجاوز في الخلاصة أبواب النيابة.)
---------------------
قلت: قوله: (من ذي لام مكسورة إلى من لامه دائما مفتوحة ما لم يعطف وتحذف ياؤه)، يقصد أنه مستغيث، وأن رئيس المحكمة العليا حينها العلامة محمد سالم ولد عدود مستغاث به، وهو يشير إلى قول ابن مالك:
إذا استغيث اسم منادى خفضا ... باللام مفتوحا كيا للمرتضى 
فيقال: ( يا لَزيد لِعمرو ) فيجر المستغاث بلام مفتوحة، ويجر المستغاث له بلام مكسورة، و إنما فتحت مع المستغاث لان المنادى واقع موقع المضمر، واللام تفتح مع المضمر، نحو:( لك، وله)
ثم هو يشير إلى قول ابن مالك كذلك: 
وافتح مع المعطوف إن كررت " يا " ... وفي سوى ذلك بالكسر ائتيا
فإذا عطف على المستغاث مستغاث آخر: فإما أن تتكرر معه " يا " أو تحذف، فإن تكررت لزم الفتح، نحو ( يا لزيد ويا لعمرو لبكر) وإن لم تتكرر لزم الكسر، نحو ( يا لزيد ولعمرو لبكر ) كما يلزم كسر اللام مع المستغاث له، أي: في سوى المستغاث والمعطوف عليه الذي تكررت معه " يا " تكسر اللام وجوبا، فتكسر مع المعطوف الذي لم تتكرر معه " يا " ومع المستغاث له.
وقوله: (وبعد فقد قيل إن غير أفعال القلوب من الأفعال التي تنصب المبتدأ والخبر مفعولين لها قد دخلت السياق وبدأت تكثر في الاستعمال)، يقصد أن "تحويل" القضاة قد حان وقته، وهو يشير إلى أن (ظن) وأخواتها التي تنصب المبتدأ والخبر مفعولين لها تنقسم قسمين: أفعال القلوب وسميت أفعال قلوب؛ لأن معانيها تقوم بالقلب، و أفعال التحويل والمراد بها تصيير الشيء وتحويله من صفة إلى صفة، أو من ذات إلى ذات أخرى
وقوله: (وإن في ذلك لإزعاجا لمن لم يتجاوز في الخلاصة أبواب النيابة)، يعني أن تحويل القضاة يزعجه، وهو منذ تخرجه يعمل بالنيابة العامة (نائب المدعي العام لدى محكمة الاستئناف) ويراد تحويله تعسفيا إلى الداخل
وهو يشير إلى أبواب النيابة في ألفية ابن مالك، وهي أول ما يدرسه دارس النحو، وهي سبعة: (الأسماء الستة، والمثنى، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم، والإسم الذي لاينصرف، والأفعال الخمسة، والفعل المضارع المعتل الآخر)'

من تدوينة لمحمدن مختار الحسن، نقلا عن محمد لمين احمد بلاهى