إعلان

أحياء ولاته القديمة: قصص وشواهد من ثقافات تعايشت عبر الزمن

خميس, 11/22/2018 - 19:35

 

"كارفلة زيرنكومو قتنكة كنفة" هي مسميات يصعب على كثيرين كتابتها أو نطقها بالشكل الصحيح عند سماعها للمرة الأولى، وقد يصعب على كثيرين منا تصديق أن تلك الألفاظ مرتبطة بأهم موروث ثقافي وتاريخي تتوفر عليه البلاد وقد صنف قبل فترة ضمن قائمة التراث العالمي للإنسانية.

إنها مسميات لمناطق ومدافن ضمن الحي الذي كان النواة الأولى لمدينة ولاته عند التأسيس في نهاية القرن الرابع هجري أو بداية القرن الخامس هجري حسب المؤرخين، وتعود جذور التسمية إلى ثقافات شعوب نزحت إلى المنطقة هروبا من جحيم الحرب التي استعرت بمملكة غانا أثناء تعرضها لهجوم من جيوش الصوصو تحت إمرة السلطان سومونكولو كانتي في القرن الثالث عشر ميلادي ليشكلوا مركز إشعاع ثقافي وتجاري بمنطقة ولاته.

ويتشكل الحي القديم للمدينة من:

كارفلة وتعني بالصنهاجية حضن الجبل وهي المنطقة المحاذية لضريح الإمام الشيخ سيدأحمد البكاي أما الجزء الجنوبي من تلك المنطقة فيسمى زيرنكومو وهو اسم مركب من خليط صنهاجي وبربري يعرف عند السكان المحليين للمدينة بالمكب.

في الجنوب أيضا توجد أضرحة قتنكة وكنفة والطاف وتعود في أغلبها إلى القرنين السابع والثامن هجري وهي الأضرحة التي تضم مرقد الشاعر الأقدم محمد بن مسلم اليوسفي الحميري التمبوكتي وكان حيا في منتصف القرن الثامن وتنسب له قصيدة

إذا كنت جوالا وفي الأرض تبتغي  زيارة قوم صالحين ذوي الذكري

عليك بأبناء الفقيه المجدد  وآبائه الغر الأكارم من فهري

حي كمارا انغاني وهو دائرة تعد الأقدم ضمن المناطق القديمة في المدينة ويقع في الشمال وقد شكل النواة الأولى لقيام المدينة في القرن الخامس هجري وتعود تسميته إلى سكان الصونونكي الوافدين من غانا وقد وصلوا المنطقة في 1240م  بعد سقوط امبراطورية غانا.

حي اكدنو وهو الحي المركزي في الحي القديم وتعني تسميته باللغة الإيزيرية المرتفع  ومنه رحبة أهل اعلي ولد الشيخ وهي مكان جلوس أهل الحل والعقد في المدينة في منتداهم المعروف بمجلس الملأ وبجانبها آبنابه الشفاء حيث تسرد مقاطع من كتاب الشفاء في حقوق المصطفى للقاضي عياض السبتي وهي مجزأة على 29 يوما وتسرد ضحى على آبنابه طيلة شهر رمضان من كل عام وهو التقليد الذي لا زال موجودا حتى اليوم.

 

الحي الجديد القديم هو الحي الشرقي ويقع فيه المسجد العتيق ودور الشرفاء من آل مولاي مشيش الذي  ظهر في عهد الموحدين بعد أن قامت دولتهم على أنقاض الدولة المرابطية في القرن السادس هجري.

حي الجاكة في الجزء الشمالي من المدينة  وبه مسجد قديم ويقع شماله عدد من أضرحة كمبو صي وهي مقابر للمسوفيين كآل انداغ امحمد وآل الحاج من القرن التاسع هجري وينسبون إلى سعيد ابن العاص وقبيلهم في المحاجيب يعرف بالإمامات.

وتضم ولاته عددا من المدافن من أبرزهم مدافن الصنهاجيين وهي كارفلة وقتنكه وكمبي صي وكنفة ويضم هذا الأخير ضريح محمد ابن مسلم اليوسفي الحميري التومبكتي كما يوجد في كومبي صي ضريح بابا كوري ابن الحاج ابن الأمين كانو وهو صاحب أول مؤلف في التاريخ في بلاد التكرور بعنوان الجواهر الحسان على تاريخ السودان وكان حيا مطلع القرن العاشر هجري.

مدافن لمحاجيب وتعرف بحوش لقبور ومن أشهرهم أعمر لولي ولد المحجوبي

مدافن الشرفاء المنزلة ومن أشهرهم مولاي عبد الله الشيخ العافية ولد مولاي صالح وسيدي محمد ولد مولاي اعلي اكيك ولد عالي وهو رئيس المدينة في الفترة ما بين 1917-1945

مدافن بني حسان والزوايا وتعرف بالطارف بالإضافة إلى مدفن يوجد فيه ضريح الشيخ سيدأحمد البكاي.

 

المصدر: الأخبار