إعلان

باماكو عاصمة الشعر العربي

خميس, 12/13/2018 - 17:31

باماكو _ عبد الله درامي

و أخيرا وصل موكبُ العروس في قاعةِ (عبدالله الخاطر)في جامعة الساحل بالعاصمة المالية بماكو
أمسيةٌ كادت تقسِّم الجمهورَ المتفرجَ إلى فرقتين ودعواهما واحدة.
 ١-فرقةٌ تدافع عن فكرة البقاء في القاعة المكتظة بالحضور
٢-و أخرى ترى ضرورةً-و الضرورات تبيح المحظورات-الخروجَ إلى مكان أوسع و فضاء أرحب،تنازُلاً عند رغبات الجماهير الغفيرة التي تشعر بخطر الحرمان من متابعة أمسية قد لا تتكرر إلا في فترات متباعدة.مهما يكن من أمر فإن دولةَ مالي ذاتَ التاريخ الشعريِّ الثريِّ،قد اهتزَّتْ مساء يوم الخميس الموافق٦/ديسمبر٢٠١٨م لقصائدِ شباب مبدعين واعدين خرجوا على ملِكِهمُ الضِّلِّيلِ امرئ القيس برفضهم مناجاةَ سِقطِ اللِّوى و تجاهُلِهم لمكانة فاطمِ بطلةِ دارةِ جُلجل.
و تفنَّنوا في مباغمة ظباء بماكو و مداعبة رمال (تمبكتو) و تسلُّق جبال(بجنغارا).
وزاد من جمال الأمسية كونُ المنظمين اخترعوا جائزةً جديدةً(جائزةَ نديم الشعراء) قُدِّمتْ لِرجُلٍ عُرِفَ عنه حبُّه للشعر و إسهاماتُه في العديد من المشاريع الأدبية.و هو الإمام و رجل الأعمال إبراهيم كالي الملقب محليًّا نديم الشعراء.و في ذات المناسبة فوجئ الأديب الشاعر خريج موريتانيا الأستاذ أحمد دوكوري بدعوته لتسَلُّمِ شهادةٍ تقدِّر له عملَه الدؤوب  و كفاحَه المضني للدفاع عن العربية لغةً و ثقافةً.
وتوالتِ المفاجآتُ خلال الأمسيّة.و تسلَّمَ الأديبُ الكبيرُ و الناقدُ،خريجُ جمهورية مصر محمد طاهر ميغا كذلك شهادةً تقديريةً اعترافا بمواقفه النقدية الموضوعية مع كل الشعراء.
و لولا التَّفاوتُ الزمني الملحوظ بين الجيلين لظنَّ الجمهور أن صاحبَ الكلمات الترحيبية الشاعرَ الأديبَ عبدالصمد ميغا من أولئك الذين تلقَّوا مباشرةً من  الأديب المصري الكبير المنفلوطي صاحب الكتاب(النظرات).
و تجدر الإشارة إلى أن الفرحة عمَّتِ الوجوهَ بحضور شابٍّ روائي تَشي نصوصُه الأدبية بمستقبل نثري كبير لهذا الفتى الجامعي الطالب سليمان مختار جابي المعروف ب(سلطان المجلس).
علمًا أن مقدِّمَ الأمسيةِ الشاعرَ آدم بوني لم يدَّخرْ جهدا لإبراز مكنوناته اللغوية ما ضمِن نجاحَ الحدث  بدايةً و نهايةً.

اما الشعراء المشاركون فهم:

١=الشاعر خالد شعيب ميغا الذي مدح نديمَ الشعراء بقصيدة لامية ألهبَتْ مشاعر الجمهور و فيها يقول:

*طلعتَ منَ الأعلى على شرفةِ  العلى*
*و مرَّتْ عليك الأحداثُ و هْيَ غوافل*

*و  تسحب  فيكَ   المكرُماتُ   ذيولَها*
*و تخملُ    بالأنوار     فيكَ   الخمائلُ*

*و أنت   الذي   لا   يستعاض  بغيره*
*و لو   كثرتْ  فينا   الرجالُ  البدائلُ*

*و لا عيبَ فيك غير حلمك في الورى*
*و إن  قيل طلٌّ  أنت  فالفضل وابلُ*

٢=الشاعر ألفا باه المعروف بكلماته الشعرية ذات الطابع المزاحي وُفِّقَ في جذب الأنظار مجددا عندما قال:

*ترحَّلتُ  عن   قومٍ  لقومٍ فلمْ أجدْ*
*صديقًا سوى القرآن  للمرء   شافيا*

*و جبتُ الفيافي فدفدًا بعد  فدفد*
*و لم أر   غير العلم   للقلب   وافيا*

*شُقينا بترك  العلم في  طلب  الدنا*
*فلا العلم محصودًا و لا المالُ باقيا*

٣=الإمام الشاعر عمران توري احتفظ بمكانته الشعرية المرموقة بقصيدته المشهورة(صوت انين المهمل) حيث يقول:

*صوتُ أنينِ   المُهمَل* 
*للقائد          المبَجَّلِ*

*يا صاحبي   الكيتوي*
*زعيمَنا       المُحَسْبل*

*و الحربُ في   تسلُّل*
*و لا  نراها     تنجلي*

*كم    فتيةً    فَتنتَهمْ*
*فأُوقِعوا   في    ملل*

*واشتغلوا بطب طب*
*و  طبطوا    بالطبلِ*

٤=داود تونكارا شاعر مطبوع و يستوي في فهم كلماته العاكف و البادي و لِمَ لا ؟؟ فهو الذي يقول:

*اليوم عيدٌ قوافي الشعر في طربٍ*
*فلنْ يكونَ   هنا من  يشتكي المَلَلا*

*اليوم  عيدٌ فقوموا   للصلاة  نَعَمْ*
*أنا الإمامُ و خلفي إخوتي الفُضَلا*

*أنا الممَيَّزُ قلتُ  الشعرَ  مذْ  صغري*
*حتَّى  بلغتُ   أشدِّي  أسردُ الجُمَلاَ*

*أنا   أميرُ    بلادِ    الشعرِ   قاطبةً*
*إمارتي ضمَّتِ   الأقطارَ  و  الدُّولا*

٥=الشاعر أبوبكر سميغا المعروف بتفوقه الشعري على شعراء جيله امتطى-كقديم عهده-صهوةَ الإبداع ممسكًا بزمام الجودة.

*مالي  أراكِ  كريح  عاصفةٍ وقدْ*
*كنتِ النسيمَ   يهبُّ  في شرْياني*

*للحبِّ سيطرةٌ   و   مملكةٌ  على* 
*دُولِ    القلوب   بأمره    الفتَّان*

 *لكنها     قد      غرَّها    متغرِّبٌ*
*كم في(فرنسا)ليس من  فرسان*

*فالفارسُ المفضال من  أخلاقه*
*تُغريكَ   لا    أقوالهُ   و    يدانِ*

٦=و ليشَكِّلَ حالةً استثنائيةً.خرجَ الشاعرُ و الأديبُ المسرحي الأستاذ حيدر أبو حيدر من المألوف بقصيدةٍ أنشدها باللهجة المحليّة(البمبرية).
  
٧=كما أن صوتَ الشاعر و المنشد بطلِ التراويح في ليالي رمضان عثمان المهدي غساما،سرى في الجمهور سريانَ الكهرباء.

و بحضور شعراء من الوزن الثقيل كالشاعر المخضرم عمرو عبداللطيف ساغو خريج جامعة ساي-النيجير و الشاعر الدكتور يوسف ماريكو(درس الثانوية و الجامعة في موريتانيا و هو راوية الشاعر عبدالله درامي)بلغتِ الأمسية مدى الروعة و الجمال.
و لولا اعتذاراتهم المصحوبة بمبرِّراتٍ مقبولة لما استساغ الجمهورُ غيابَ شخصياتٍ تتمتَّعُ بشعبيَّتها الكاسحة على الصعيد الأدبي في مالي و هم: الشيخ العالم عمر دوكوري(جابي)في مدينة طوبى،مالي.و الشيخ الأديب الناشر الحسين تراوري و الشاعر محمد تمبادو و يدرس حاليا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.و على مضض قبل هواةُ الأدب غيابَ الأديب الروائي الكبير مختار دوكوري الملقب ب(الجندي المجهول).
كما أن الدكتور الشاعر أحمد بولي و لأعذارٍ مقبولة غاب بدوره عن هذا الحدث الشعري الرائع.
و كذلك الشاعر أبوبكر بولي شقيق بولي السالف الذكر غاب عن هذه السنة الثقافية المؤكدة نظرًا لتزامنها مع واجبات تربوية في تمبكتو.
و في غيابٍ كاملٍ لأداة الاستثناء،أَعْرَبَ الشعراء و مثْلهم المشرفون على الأمسية عن جزيل الشكر لقائد السفينة الشعرية الأديب الشاعر عبدالله محمد درامي و من تبعه بإحسانٍ إلى يومِ الدين