إعلان

النجومية والحب... / الشيخ نوح

خميس, 12/27/2018 - 05:02

الشيخ نوح (*) 

لا أدري ما الذي يحدث بالضبط، ولكن غالبية من يصبحون نجوما معروفين في المجتمع تتأثر علاقاتهم العاطفية السابقة بذلك.. التاريخ مليء بمثل هذه الحالات إن لم نسمها الظاهرة!
بوب مارلي في عز مجده الموسيقي تضررت إلى حد ما علاقته بذات الصوت المخملي ريتا مارلي، والتي وصفها ذات يوم لأمه ب" لو أنك رأيتها تمشي الهوينى..!" هذه الفتاة السوداء التي حرمته الكلام لعدة أيام، حيث كان يكتفي بردود أمه على كل من يزورونه في تلك الأيام التي أصابته فيها صنارة ريتا. بسبب الشهرة والنجومية تكالبت الجميلات على بوب وتدفقن كشلال كان مكتوما!
صحيح أن بوب حاول أن يقاوم هذا السيل الجارف من الجميلات، ولكن الرجل الذي لم يكن له من سلاح سوى جيتاره حسب تعبير ريتا في كتابها no women, no cry سقط في أحد الفخاخ، وليس أي فخ إنه ملكة جمال الكون 1977 سيندي ابريسكبير Cindy Breakpeare. هذه المرأة التي أهداها بوب مارلي أغنية Turn your lights down low وهو ما أثار غيرة ريتا لدرجة أنها رفضت أن تؤدي الأغنية إلى جانبه لولا تدخل بعض أفراد العائلة الموسيقية.
الثعلب كيسنجر أيضا تحدث عن فكرة عميقة كهذه، حيث لاحظ أنه حين أصبح نجما أي مستشارا للأمن القومي ثم وزيرا للخارجة ليصير نجم السياسة الدولة، عرف كم القوة متينة العلاقة بالجمال والجاذبية، وتفاجأ من مصادر الجاذبية الهائلة التي كانت تختزنها شخصيته دون أن يكون على سابق معرفة بذلك، غير أنه بعد أن ابتعد عن مراكز القوة لاحظ أن ضوءه يخفت شيئا فشيئا، غير أنني عزوت الأمر إلى التقدم في السن إلا أنني حين تذكرت أنه في مرحلة شبابي لم أكن بهذا القدر من القدرة على استمالة أشخاص آخرين أدركت أن العلاقة بين القوة والجمال و الجاذبية علاقة تستحق التأمل. يقول كيسنجر.
وعودة إلى بوب وريتا فإنها قالت في كتابها "إن كون بوب يلتقي بنساء أخريات من وراء ظهري لا يعني أنه زوج سيء، بل كان يهتم بي كثيرا ويقوم من أجلي بأشياء كثيرة، وكان حين يكون مزاجه رائقا يبدأ الحفل بأغنية no women no cry ثم يهمس في أذني بتلك الكلمة السحرية التي تحبها كل امرأة (أحبك)"
نفس الكلام يمكن أن يقال حين تكون المرأة هي التي تتمتع بالنجومية والقوة فهي حيادية جندريا.
ما الذي يطرأ على سيكولوجية الإنسان في طور قوته، وفي طور ضعفه، وما الحدود بين الجمال والجاذبية والقوة وما طبيعة العلاقة بينها؟

*الصورتان لسيندي بريكسبير وبوب مارلي.

 

_____________

* شاعر، رئيس نادي دهشة الأدبي.