إعلان

بالصور.. مثقف موريتانيا الكبير د. بدي أبنو أمس في جورجيا.. حيث ألقى محاضرة في الابستمولوجيا السياسية التطبيقية.

ثلاثاء, 02/12/2019 - 22:37

د. بدي أبنو (تديونة)

باتومي هي ثاني مدن جورجيا وأبرز موانئها. وكانت من أوائل مدن شرق أوربا التي ضمّتْها الامبراطورية العثمانية (في القرن الخامس عشر). 
ويبدو أن أغلب سكانها أسلمَ على مراحل متعددة، مع أن مسلميها الآن من أصل جورجي أقلية نسبية (10 بالمائة تقريبا كما قيل لي).
وكانت خلال فترة طويلة محط صراع بين العثمانيين والجيورجيين ثم بين العثمانيين والامبراطورية الروسية مدعومة بتحالفها الارثوذكسي. 
ومن باتومي بدأتْ روسيا تُصدِّر البترول أواخر القرن التاسع عشر بعد تشييد قطار بينها وبين باكو (العاصمة الحالية لأذربيجان) ثم تشييد خطوط أنابيب تصدير بين المدينتين في الفترة نفسها. وفِي أواخر القرن التاسع عشر أيضا كانت معبرا للأقليات المسيحية (تُسمى هذه الأقليات بالدخبورس وتُعتبر نوعا من "برتستانت" شرق أوربا، أي المنفصلين عن الأغلبية الأرثودوكسية) التي سُمح لها بالهجرة إلى العالم الجديد وخصوصا إلى كندا. 
ومن الغريب أن جوزيف استالين عاش فيها في بداية القرن العشرين وهو حينها ينشط من أجل ما سيُصبِح ثورة أكتوبر التي اندلعتْ 16 سنة بعد ذلك. وكانت معقلَه لتنظيم الإضرابات. 
كما أن الامبراطورية العثمانية استعادتها لفترة قليلة بعد ثورة أكتوبر خلال الأسابيع الأخيرة من الحرب العالمية الأولى قبل أن يتدخل البريطانيون عسكرياً. ثم اتّفق العثمانيون 
(مبادرة كمال أتاتورك) مع البلشفييين على ضمّها للاتحاد السوفيتي مقابل منح المسلمين فيها وضع حمايةِ مصالح.