إعلان

شيخنا عمر يرثي والده بقصيدة جديدة

أربعاء, 10/02/2019 - 02:39

بعد معاناة طويلة عاشها أبي صابرا محتسبا يصارع فظاعة الألم إثر ما عاناه من فشل كلوي أصابه سنينَ،هاهو يرحل عنا تاركا سماءنا ملبدة بغيوم الأسى..وبعد أيام من فقده عشتها صامتا لا أفقه شعرا..بعد كل هذا وذاك..ها هي قصيدة رثاء جاءتني معتذرة عن تأخرها:

خؤون هو الشعر الذي فيك ما انهمر
سأهجره ما دام بعدك قد هجَر..

أبي.. كل شعري صار يذبل في فمي
فلا وردة في الحقل تنمو ولا زهَرْ

تعودت شعري كالحمام مغردا..
على كل غصن طاول الشمسَ والقمرْ

يقول ليَ المعنى: فديتك "شيخَنا"
لقد غص نايي بالمدامع فانكسر

فعذرا لقد طاوعتُ صمتك صاغرا
وها هو إيقاعي أمامي قد اعتذر

* * *
أبي يا طريقا نحو ربي سلكتها
أفر إليك الآن مني ولا مفر

فمن أي باب أدخل الآن يا أبي
وقد تهتُ في الأبواب أسأل ما الخبر؟!

نعوك، فضاق الأفق بالأفق في دمي
وشق المدى في خافقي اليوم وانفطر

مكثت أناجي الله عل قصيدة
أبث لها حزنا يذوب له الحجر

أنين ضلوعي كابر الدمعَ زاعما
بأن يديك الآن تنزل كالمطر

ستمسح نهر الدمع..تطوي مواجعا
عليها فؤادي مذ فقدتك ما صبر

وليتك تدنو من يدِي ذاتَ غفوةٍ
وتوقظني وقت الإجابة في السحر

وتدعو ليَ الرحمن فتحا معجلا
فأوقن أني من دعائك قد أُقَرّْ

ونمضي إلى المشفى كعادتنا معا
لنبعد تلك الكليتين عن الخطر

ويحضر مرضى مثلك الآن سارعوا
وترمي بما في الجيب في كف من حضر

تقاسمهم صحنا لذاك اشتريته
وتوصلهم صوب البيوت بلا ضجر

* * *
سنصبر إذ علمتنا الصبر دائما
وعلمتنا ألا نجاة من القدر

لقد كنت طودا شامخا ليس ينحني..
إذا العاتيات اجتزن نحوك لم تحر

تقول بحمد الله إني بنعمة
وأنت تقاسي ما تقاسيه من كدر

لك الله ..يدري كل ما أنت أهله
سيحزيك أجر الصبر والبذل يا "عمر"