نظم بيت الشعر-نواكشوط مساء اليوم الثلاثاء 23 مايو 2023 ندوة ثقافية ضمن سلسلة "مقاربات نقدية"، حول موضوع "السرديات والسيميائيات بين النقل والتأصيل"، حاضر فيها كل من الدكاترة سعيد اليقطين ومحمد الداهي من المغرب، ومحمد شحات من مصر، ومحمد الأمين مولاي ابراهيم من موريتانيا، فيما أدار الندوة الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر.
وقد بدأت الندوة مع كلمة للدكتور عبد الله السيد عبر فيها عن شكره للمحاضرين، على جهودهم العلمية والمعرفية، وعلى قبولهم دعوة بيت الشعر لإثراء هذه الندوة، التي تأتي ضمن سياق اهتمام بيت الشعر بالتركيز على مناقشة القضايا الأكاديمية، التي تمس من حقول الأدب والشعر.
بداية المداخلات كانت مع د. سعيد يقطين الذي تطرق إلى ضرورة استعادة الروح البنيوية باعتبارها إبدالا معرفيا وليست منهجا، مبينا ما بين علميْ السرديات والسميائيات من علاقات متداخلة أسهمت في إثراء وتلاقح كلا الاتجاهين، من أجل تطوير الدرس السردي والإحاطة بالنصّ التراثيّ بأدوات وآليات حديثة.
فيما أدلى ثاني المتدخلين د. محمد شحات برؤية خاصة حول المقاربة السيميائية وسؤال المنهج، ملفتا النظر إلى خطورة المقاربات المهيمنة على الصعيد العربي البنيوي، موضحا شمولية السيميائيات وتجاوزها للحصرية، كما تحدث عن تلقي الأوساط الأكاديمة في مصر للمنهجين في بداية نقاشهما، مشيرا إلى ضرورة الاطلاع على المعارف الحديثة من ينابيعها الأصلية وسياقاتها اللغوية.
واختار د. الداهي في مداخلته التركيز على نموذجين عربيّين رئيسين هما: سعيد يقطين ومحمد مفتاح، حيث اعتبرهما نقطة فاصلة في سبيل تأصيل المنهج السردي عربيا، وصبغه بطابع عربي ينطلق من أسئلة وإضافات النص العربي في سياقه اللغوي.
واختتمت المداخلات مع الأستاذ محمد الأمين مولاي إبراهيم الذي أولى الحديث للعوائق التي تحول دون استمرار تطور علم السيميولوجيا اليوم في أن يكون أكثر تجذّرا نتيجة معاناته من عدم تراكم نتاج معرفي خلّاق وعدم تقبّل الأوساط الأكاديمية بالتلقي المطلوب.
وفي ختام النشاط أتيحت الفرصة أمام أسئلة الجمهور الذي تنوع بين الدكاترة والأساتذة الجامعيين والباحثين والطلاب، وقد أثيرت عديد الإشكالات المتعلقة بموضوع النقاش، أعيد بعدها الميكرفون للدكاترة المحاضرين من أجل الرد على كافة الإستشكالات الواردة.
