انطلقت مساء أمس الخميس 19 أكتوبر ببيت الشعر-نواكشوط فعاليات الملتقى التكوينيّ السنويّ في نسخته التاسعة لمجموعة من الشعراء والمبدعين والكتّاب تحت عنوان " الشعر كتابة وأداء" وذلك ضمن جهود بيت الشعر الرامية إلى خدمة السّاحة الثقافية ورفدها بأجيال قادرة على حمل القصيدة العربية وإثراء الواقع الثقافيّ للبلد، ويستفيد من هذا الملتقى التكويني أطياف شبابية واسعة، فيما تتواصل حلقات الملتقى لمدّة خمسة أيام يحاضر فيها عدة أساتذة مختصّين، حيث يقدمون عروضا تنظيرية وأعمالا تطبيقية من أجل تأطير المواهب الفتيّة وصقلها.
ويدير جلسات الملتقى كلّ من د. ابوه بلبلاه، و د. التقي الشيخ ، و د. فاطمة عبد الوهاب و د. ولد متالي لمرابط - المخرج المسرحي أ. بابا ميني.
وقد افتتح الملتقى بكلمة مدير بيت الشعر-نواكشوط د. عبد الله السيّد الذي رحّب بالمكوَّنين، وعبّر عن مواظبة بيت الشعر على مثل هذه الملتقيات والنشاطات بهدف تمكين الطّاقات الإبداعية من آليات الكتابة ووسائل الإبداع، ودعم العاملين المهتمّين بفنّ الأدب في المناحي الإبداعية معنويّا ومادّيّا وتذليل جميع الصّعوبات والتحدّيات التي يواجهون، كما تطرّق لموضوع الكتابة عند الأقدمين العرب والأساطير التراثية في الموروث العربيّ التي تفسّر نظرة الإنسان العربيّ لأسرار الشعر وتداعيات اللّغة وانعكاسات الفلسفات الإنسانية داخل الإبداعات العربية، ومميزات الشعر العربيّ التي يتفرّد بها، ومركزيّته عند المجتمعات العربي طيلة تاريخها الماضي وحاضرها الراهن ومستقبلها.
وبدأت سلسلة الندوات مع د. ابوه بلبلّاه، وهو شاعر وكاتب ناشط بالميدان الثقافيّ، يعمل حاليا مدير دروس "المدرسة العليا للأساتذة" بالعاصمة نواكشوط، وقد قدّم عرضا عن موسيقى العروض وتوليفة بحور الشعر العربيّ، ودور الميزان الإيقاعيّ في إنشاء نصّ محكم البنية، مشيرا إلى أن العربية لا تصنّف ما هو خارج تلك البحور شعرا لمخالفته قواعد الأقدمين التي أقرّها الرسوخ التداوليّ والأجيال الشعرية جيلا بعد جيل، متناولا أعمالا تطبيقية تدعّم وتوضّح قيمة الميزان الصوتيّ في القصيدة العربية، وقد استعرض عدد من الشعراء الناشئين ارتجالاتهم العديدة ذات المواضيع المتبانية، وقد ختمت الجلسة الافتتاحية باستراحة في حديقة بيت الشعر، تعارف خلالها الشعراء مع بعضهم.
وتتواصل فعاليات الدورة التكوينية على مدى الأيام 19 _23 اكتوبر بمقر بيت الشعر.
