الشارقة - ماجد يوسف (الحياة)
لعل المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر2017» الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، من أبرز المهرجانات التي تعنى بجماليات التصوير الفوتوغرافي عربياً وبالموضوعات المرتبطة به إنسانياً وبيئياً واجتماعياً.
وهذه السنة شرّع المهرجان الذي ضم معارض عدة ومحترفات أو ورشات وندوات، نافذة واسعة على مجمل القضايا الإنسانية التي يشهدها العالم من حروب وانتهاكات لحقوق الإنسان، وعلى جملة المتغيرات التي يشهدها العالم على مستوى حماية البيئة، والتوعية بضرورة الحفاظ على الطبيعة.
ويثير المهرجان تلك القضايا باختياره «قصص ملهمة» عنواناً لدورته الثانية، جامعاً 32 مصوراً من مختلف بلدان العالم، ليعرض أعمالهم وسير مغامراتهم في توثيق النزاعات والحروب، في تسجيل مشاهد نادرة من الحياة البرية، والبحرية.
ويقف زوار المهرجان أمام مئات الصور الفوتوغرافية التي تستعرض تجارب المصورين بتنوع الموضوعات التي يقدمونها، وفي التقنيات الفنية المستخدمة، فمن الصور الطبيعية، إلى صور الشارع، وصولاً إلى فنون البورترية، والصور الصحافية، وانتهاءً بالصور الإنسانية التي توثق الحروب.
وفي أحد المعارض المميزة التي يستضيفها المهرجان، يسرد المصور العالمي ماركوس بليسدل في معرضه الذي يحمل عنوان «قيمة كل ما هو ثمين» قصة أكثر الحروب الوحشية في العالم، والانتهاكات غير الإنسانية والنزاعات الطائفية التي تجري في شرق الكونغو وجمهورية أفريقيا الوسطى، حيث يكشف تجربة ثمانية عشر عاماً عمل فيها لمصلحة «منظمة حقوق الإنسان».
ونجح بليسدل في توثيق أكثر اللحظات الإنسانية قسوة، إذ عرض صوراً تسجل لحظة غسل طفل قتيل لم يبلغ من العمر ثمانية أشهر، تحضره عائلته وهي تبكي، لتدفنه، ملخصاً معاناة عامل منجم في شمال الكونغو مع الحرب والصراع في بلاده.
وتحت عنوان «روح البرية» يقدم المصور العالمي بول نيكلين، في معرض كشف فيه تأثير التغير المناخي على الحياة البرية في القطبين الشمالي الجنوبي، مقدماً في عشرين صورة فوتوغرافية من الحجم الكبير، لحظات انهيار جبال الجليد، ومعاناة الدببة القطبية، والفقمات بعد ارتفاع درجات الحرارة في القطبين.
ونقل نيكلن متابعي أعماله إلى أجواء الحياة البرية في القطبين الشمالي والجنوبي، ومعاناة الطبيعة وتغيراتها، إذ عنون أعماله بعبارات تلخص سير اللقطات وتأثيرها، فكتب تحت صورة تسجل لحظة انهيار جبل من الجليد يعود عمره إلى عشرات السنوات «مياه طافية»، فيما وصف صورة تروي حكاية دب قطبي يجر نفسه بعيداً من المياه المتجمدة، بـ «على سطح الجليد القديم»، مؤكداً أن التغير المناخي بدأ يهدد الدببة ويعيق حياتها ونمط عيشها وغذائها بعد أن ازدادت مساحات برك الماء وذاب الجليد، ولم تعد الدببة قادرة على اصطياد الفقمات.
وبأكثر من خمس عشرة صورة، يروي المصور العالمي رينت ستيرتون في معرضه المعنون «عدن الأخيرة» حكاية قســوة الـــصيادين والمستثمرين في جمع العاج والجلود على الحيوانات البريّة، واضعاً قصة عذاباتهم وقتلهم في الأدغال.
وجسدت صور «رينت ستيرتون» -المصور الشهير في توثيق الحياة البرية-، مشاهد مؤثرة في محاولة أطباء بيطريين رتق الجروح العميقة التي تسبب بها صائدو القرون الذين وصلت وحشيتهم إلى قطع وجه وحيد القرن باستخدام الفأس.
ونقل رينت ستيرتون ضمن مجموعته، مشاهد مأخوذة من مذبحة الفيلة الجماعية التي وقعت في دزانغا باي في جمهورية أفريقيا الوسطى، التي تظهر حاويات تحمل 4 أطنان من العاج المأخوذ بشكل غير قانوني، وقد صادرها مكتب الجمارك في توغو في 2014، من مينائها الجديد في لومي» توغو»، حيث ارتكب هذه المجزرة متمردو سيليكا الذين تسلقوا أبراج المراقبة في مكان تجمع الفيلة في الغابات الشهيرة في دزانغاباي وقتلوا الفيلة بالأسلحة الآلية.
وعرض المصور لقطات مختلفة تكشف كيفية استخدام قرن وحيد القرن في شكل غير قانوني، في مشهد لامرأة فيتنامية ثرية تطحن القرن داخل منزلها بينما يبتسم التاجر الذي باعها القرن، وهي تستخدمه في تصنيع دواء قديم في فيتنام ليجني من وراء تصنيعه أمولاً طائلة، لينتقل بعدها إلى صورة يظهر فيها أخصائية نحت وهي تحفر رمز الأزهار البوذية على العاج، لتبيعه بتكلفة تصل إلى 400 ألف دولار.