إعلان

"بيت الشعر – نواكشوط" ينظم ندوة "المجتمع والأدب: ثنائية الدلالة والمضمون"

خميس, 04/08/2021 - 23:21

يواصل "بيت الشعر – نواكشوط" رفد التجربة النقدية الموريتانية؛ من خلال "الندوات العلمية" التي ينظمها بشكل دوري، ويستضيف فيها نخبة من الأكاديميين والنقاد والباحثين المختصين في شتى مجالات "المعرفة الأدبية الثقافية".
وفي هذا الإطار نظم البيت مساء اليوم (الخميس) ندوة أدبية تحت عنوان: "المجتمع والأدب: ثنائية الدلالة والمضمون.. الشعر الموريتاني نموذجا"، شارك فيها كل من: الدكتورة تربة بنت عمار، والدكتور سيداتي سيد الخير طويلب، وقدمها الإعلامي محمد بديدي.
وفي البداية استمع الحضور إلى الدكتورة تربة بنت عمار، أستاذة التاريخ الإسلامي بجامعة نواكشوط العصرية، والمديرة المساعدة بوزارة الثقافة، وقد تمحورت محاضرتها حول تأثير النسق الثقافي والفكري والتحولات الاجتماعية والاقتصادية على الأدب بصفته مرآة المجتمع، عبر سياقاته المختلفة.
وتطرقت المحاضرة إلى أنساق تحولات المجتمع الموريتاني خلال فترة مخاض؛ تعددت مجالاتها وأسبابها لتكون النتيجة مجتمعا بدويا يعيش في جو من "الفوضى المنظمة قليلا".
و بفعل الهجرة المعقلية (قبائل بني معقل)،  تأسست إمارات بني حسان، وتكون مجتمع منسجم مع مبادئ اللغة العربية التي أصبحت لغة العلم ومناهج التربية في المجتمع والبلد. 
واستعرضت المحاضرة نماذج من المؤثرات المعرفية، التي بموجبها أصبح المجتمع الموريتاني في باديته "مجتمعا عالما وشاعرا"، مركزة على "مرحلة القرنين: 12-13 للهجرة. 18-19 ميلادية".
وبدوره، استعرض الدكتور سيداتي سيد الخير الباحث في السرديات والإطار في "مشروع إحياء ودعم التراث الثقافي الموريتاني"، رؤيته لموضوع "المجتمع والأدب: ثنائية الدلالة والمضمون.. الشعر الموريتاني نموذجا"، وقال إن علاقة الأدب بالمجتمع هي بالذات علاقة الأديب بمجتمعه ووعيه لما يجري حوله وكشفه ما يخصُّ المجتمع وما يخفى على الآخرين.
وقدم المحاضر بداية تعريفا للأدب ووظيفته، معتبرا أن "الأدب فن من الفنون الجميلة يعكس مظهرا من مظاهر الحياة الاجتماعية. وسيلته في التعبير عن تلك القيم الكلمة المعبرة الموحية"، هذا التعريف البسيط، يضيف المحاضر "يلتقي بتعريف آخر.. إنه تعبير فني عن موقف إنساني أو تجربة إنسانية ينقلها الأديب نقلا تتحقق معه المتعة والفائدة.. فالتعريف يؤكد على دور الكلمة وأثرها في التعبير ومكانتها لما فيها من سحر وقوة مؤثّرة في نفس المتلقي وهذه الكلمة وراءها مبدع مرهف الحس ورقيق الطبع شديد الحساسيّة يستشفّ بريشته الفنية وبوسيلته الخاصة".
وأكد المحاضر على الدور المفصلي للكلمة في بناء المجتمعات.
ورأى أن علاقة المجتمع الموريتاني بالأدب، وبالشعر تحديدا هي "علاقة توجيهية قيادية، ومحورية في بناء الذهنية الموريتانية.
هذا، وشهدت الندوة تعقيبات هامة من طرف العديد من من الباحثين بينت كلها أن ظاهرة الارتباط العميق للموريتانيين بالشعر قديما وحديثا ظاهرة تستحق الدراسة.