نظم بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة مساء يوم الثلاثاء 13 يوليو 2021 قراءات شعرية شارك فيها كل من آية وهبي ويوسف الحمود، بحضور الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر وعدد من محبي الشعر والثقافة في جو التزم بالإجراءات التي فرضتها جائحة كورونا، وقدمها الشاعر رجب السيد، الذي أشاد بالدور الذي تنهض به الشارقة من أجل إحياء الشعر والثقافة، وما يقدمه بيت الشعر بدائرة الثقافة من جهد متواصل في سبيل إيصال الكلمة الشعرية، وإيجاد متنفس في ظل جائحة كورونا.
افتتحت القراءات الشاعرة آية وهبي التي ألبست نصوصها مسحة حزن عميقة غارقة في التساؤلات والوجع بحروف مضيئة بالصورة والجمال، ومن قصيدة " رحلت ولن أعود الآن" قرأت:
نعم أهواك لكني ..
رحلت ولن أعود الآنْ
سفينة عشقك المجنون
تبحر دونما قبطان!!
ووحدي من ستغرقني
ويحمل جثتي الطوفان
ستسمع صوتهم وتغيب
تسلمني إلى الخذلان
بلا ذنبٍ ستتركني
أذلُّ لأجلهم وأهان
ثم قرأت قصيدة مليئة بالتساؤلات، تغوص في أعماق الذات المتسامحة المعترفة بوجهتها الأخيرة التي سيؤول إليها النبض، وقرأت:
سـأحـلُـمُ عـنْ كـلِّ مـنْ لـيْ أسـاءَ
فـلـسـتُ أرىْ مـثـلَـهُ مـا يـرىْ
أرىْ لـيَ قـلـبـاً نـقـيَّـاً شـفـيـفـاً
مـن الـحـبِّ والـخـيـرِ قـدْ صُـوِّرا
ولـسـتُ بـجـاحـدةٍ لـلـجـمـيـلِ
ولا أتـرفَّـعُ أن أشـكـرا
وكـلُّ ابـنِ آدمَ يـخـطـئُ حـيـنـاً
ويـرجـوْ مـن الله أن يـغـفـرا
واختتمت آية وهبي قراءاتها بتجليات روحانية آيبة، تفتح ذراع الأمل نحو سماء الأمل للخروج من نفق الوجع وانكسارات الحال، وقرأت:
سـهـمَ الـنَّـوىْ رفـقـاً بـــهِ وتـلـطَّـــفِ
قـلـبِ الـمـشـوقِ الـمـسـتـهـامِ الـمـدنـفِ
واهـيْ الـعـزيـمـةِ لا يـطـيـقُ عـلـىْ الـنَّـوىْ
صـبـراً يـهدِّدُ بـالـفـراقِ ولا يـفـيْ
جُـدْ يـا إلـهـيْ لـيْ بـوصـلـكَ والـرِّضـا
عـمـريْ أظـلُّ ولا أمـلُّ وأكـتـفـيْ
لـولا رجـائـيْ أنْ أفـوزَ بـقـربـكـمْ "
لأبـادنـيْ سـهـمُ الـبِـعـادِ الـمـتـلـفِ"
الشاعر يوسف الحمود قرأ نصوصاً مضمخة بعطر الخيال والصورة واللغة الأنيقة، واستهل قراءاته بمقطع اختزل فيه الكلام:
أمك
أبي قال لي:
قال ثم أبوك
فقط لاختصار الزمنْ
لئلا يظل يقول له:
ثم من ثم من ثم منْ
ثم واصل تحليقه بقصائد توشحت بالحكمة والتجربة الناضجة، ومنها قرأ:
طبع الحقيقة طيِّعٌ مرنُ
والناس مختلفون أعداءُ
الماء أبيض عند من أذنوا
والماء أسود عند من شاؤوا
الأبيضان: الماء واللبنُ
والأسودان التمر والماء
يتقاتلون ويسقط الوطنُ
ميتاً، فهم موتى وأحياءُ
واختتم الحمود القراءات بنصين حلقا في فضاءات الذات والوطن، وعاد بنص "هوى الشاعر" إلى "قفا نبك" وأسقط الحال على واقع ومستقبل الشعر، متخذاً من بدايات التفاح رمزية لبقاء مذاق القصيدة شهيّاً رغم تقادم الزمن، ومن النص قرأ:
أيُّها الشعر وما أنت سوى
شطحة من شطحات العبقريةْ
جِئْ خفيفاً كالندى مرتعشاً
فات عصر الأغنيات الملحميةْ
واقعياً مثلَ سوريٍّ رمى
طفلَه للموج والموت هديةْ
وذكياً مثل أمٍّ راوغت
عن بنيها آلة الموت الذكيّةْ
جئْ شهياً غامضاً ملتبساً
وبهيّاً كالفضاءات البهيّةْ
في ختام الأمسية كرم محمد البريكي الشعراء ومقدم الأمسية.