
محمد أحظانا
حفرية تاريخية:
من باب القرابة اللفظية والقرينة الجغرافية، تحدث بعض الرحالة العرب (البكري) عن منطقة صحراء الملثمين، تحت تسمية: "بلاد قمنورية". ورغم أن هذه التسمية الصنهاجية الأصل، لم تحدد إلا باعتبارها بلادا وليست مدينة، فقد قادتني بعض القرائن إلى استنتاج له وجاهته، وهو أن أصل التسمية قد يكون "أقنمريت":
أولا: المكان بتسميته موجود في الحيز الجغرافي الموصوف و المسمى به حتى الآن، وهو مكان معروف في آدرار بتسميته وصفته الجغرافية في (جبل لمتونة):
ثانيا: أن حروف الكلمتين متطابقة، ولا خلاف بينهما إلا في ترتيب النون والميم (م.ن) و (ن.م)، وإعلال الياء بالواو. وهذا النوع من التغيير البسيط يقع بسهولة، خاصة عند سماع الكلمات المستعجِمة على المدون أو الناقل العربي، أثناء ضبط كتابة الحروف ونطقها.
ثالثا: أنه لا وجود لمكان غير "أغنمريت" بتحيزه الجغرافي، وتسميته الفصيحة في لغة القوم المتحدث عنهم وعن أرضهم، يمكن أن يتقاطع مع قمنورية غيره.
رابعا: أن التسمية في الصحراء الكبرى قد تطلق على واد أو واحة، أو منهل ماء، أو معلم.. من معالم مسارات القوافل، وقد لا يكون بالضرورة مدينة كبيرة ، ولا حتى قرية. ولذلك شواهد في المنطقة، مثل: شنقيط، و أطار، وتيارت، وكنوال، وأمكجار، وانواتيل . فهي أسماء لم تطلق تاريخيا إلا على أودية ومناهل ومعالم وواحات، وحتى مسالك وطرق.
خامسا: أن أغلب تسميات المنطقة بالصنهاجية: (آدرار: أذْرَرْ: السلسلة أو السير؛ أطار: أظَأرْ: المسيلة، لِكْرَاعْ، بالحسانية.. إلى آخره.)
و "أغْنَمْرِيتْ" تعني النسبة لنوع من الحمام الصغير وتفصيحه: الحُمَيّمِي.
وعليه فإنني أرى: أن "بلاد قمنورية" هي بلاد أقنمريت، إلى أن أجد ما ينفي ذلك.