إني هممت بأن أقود مسيرة
لم يأتها من قبليَ الوجهاء
أجمالها وحميرها وخيولها
ما إن رأت أشباهها الدهماء
وطبولها مشبوحة ونساؤها
منقورة وعجاجها أنواء
كلماتها مشحونة وحروفها
مضغوطة ونصوصها عصماء
لكنني لما جمعت كتائبي
وتحركت أمواجها الزرقاء
أدركت أن وجوه من أحضرتهم
قد ملها في ما مضى الرؤساء
نفس الرجال وتلك شعث رؤوسهم
والشمس والعوراء والرمضاء
تلك اللحى والشيب يأكل نصفها
والساحة المخنوقة الغبراء
في وهدة وعلى غبار أديمها
تتزاحم العجزاء والعجفاء
نفس الشعارات التي واكبتها
عجت بها الأسواق والأحياء
هذي الخطابات التي مرت بنا
والحشد والتطبيل والعنقاء
نفس الحمير ونفس ريح رجيعها
والزيف تكتب نصه الغوغاء
وحطام حرف مزقت أوصاله
وتفرقت من جسمه الأشلاء
والطبل يلهث واللحون كأنها
وجع تحاول بثه الحرباء
والخيل تنهق والجمال كئيبة
والأرض تلثم خدها الدرداء
ورأيت واحات النخيل تقودها
في المهرجان التينة الحمقاء
