آخر قصيدة كتبتها في المديح النبوي..
(تنشر لأول مرة)
لِشَارِعٍ بِشِعَابِ الَّليْلِ أَرْسَلَهَا
قَصِيدةً طِفْلَةً.. تَبِكِي لِأَحْمِلَهَا..
تَحْبُو مُدَلَّلَةً..تَجْتَازُ أَخْيِلَتِي
وَبِي مِنَ التَّوْقِ مَا يغْرِي تَدَلُّلَهَا
تَنْهَلُّ كَالقَمَرِ المْنَشَقِّ بُوصَلَةًً
كَأَنَّ نَايًا إلَيَّ الآنَ بَوْصَلَهَا
مُذْ آمَنَتْ مُفْرَدَاتِي بِاسْتِحَالَتِهَا
وَحْيًا مَجَازًا، دَعَتْنِي أَنْ أُأَوِّلَهَا
حَتَّى إِذَا اسْتَنْزَفَتْنِي الأَرْضُ قَافِيَةً
مَدَّتْ إِلَيَّ سَمَاءُ الشِّعْرِ أَحْبُلَهَا
لِأعْرُجَ الَّليْلَ مِصْبَاحًا تُعَلِّقُهُ
وَأَرْقُبَ الصُّبْحَ مِيقَاتًا تَخَلَّلَهَا
الوَالِهُونَ بِهَا مَدْحًا تُرَاوِدُهُمْ
لَيَشْرَبُوا المَدْحَ مِنْ أَقْدَاحِهَا وَلَهَا
فِي ظُلْمِةِ الضَّوْءِ حَارُوا فِي تَجَمُّلِهَا..
أَوَّاهُ..مَا كَانَ أشْهَاهَا وَأجْمَلَهَا !
حِكَايَةُ الْبَدْءِ لَا تََعْنِي مُفَارَقَةً
لِيُكْمِلَ الْمَادِحُونَ الْيَوْمَ أَوَّلَهَا
كَمْ مِنْ مُزِيحٍ مَعَانِيهِ وَمُنْطَلِقٍ
فِيهَا.. بِكُلِّ عُصُورِ الشِّعْرِ هَلْهَلَهَا
طَبْعُ الْمَجَازِيِّ أْنْ يُخْفِي عَصَاهُ إِذَا
تَلَقَّفَتْهُ الْمَعَانِي كَيْ يُؤَجِّلَهَا
الْمُسْتَهَلُّ إِليْهَا سَاقَنِي لُغَةً
لَعَلَّنِي فِي انْبِلَاجِي أَنْ أُعِلِّلَهَا
وَالطِّفْلُ مُذْ مَكَّةَ الْأُولَى تَحُومُ بِهِ
عَوَالِمٌ مِن مَقَامَاتٍ أَحُجُّ لَهَا
وَيَكْبُرُ الْحُلْمُ وَالْمَسْعَى..يَعُمُّ سَنًى..
وَيَعْبُرُ الضَّوْءُ أَعْلَاهَا وَأَسْفَلَهَا
يُهَاجِرُ الْمَوْكِبُ المَكِّيُّ مُحْتَشِدًا
بِاثْنَيْنِ، كَانَا لِهِذِي الْأَرْضِ مَوْئِلَهَا
حَمَامَةٌ نَزَلَتْ بِالْغَارِ نَازِحَةً
فَخَلَّدَتْ لِحَمَامِ الْأَيْكِ مَنْزِلَهَا
وَالْعَنْكَبُوتُ أَنَاخَتْ بَيْتَهَا شَغَفًا
وَخضَّبَتْ بِانْبِعَاثِ النُّورِ أَرْجُلَهَا
لَمْ تُدْرِكْ الْخَيْلُ مَاذَا حَلَّّ فِي دَمِهَا
حِينَ السَّرَابُ بِسَفْحِ الْغَارِ كَبَّلَهَا
ثُمَّ اسْتَهَلَتْ حُشُودُ الضَّوْءِ رِحْلَتَهَا..
حَتَّى انْتَقَتْ طَابَةُ الْأَنْصَارِ مَحْفِلَهَا
هُنَاكَ تَعْتَرِفُ الْقَصْوَاءُ أَنَّ لَهَا
أَمْرًا مِنَ اللهِ أَنْ تَخْتَارَ مَعْقِلَهَا
هُنَاكَ تَبْتَدِئُ الْأَيَّامُ رِحْلَتَهَا..
وَتشْتَهِيكَ الْمَعَالِي أَنْ تُأَصِّلَهَا
الْآنَ ..كُلِّي لِهَذَا الْبَوْحِ..لَسْتُ أَرَى
إِلَّا يَدِي يَسْتَفِزُّ الصَّمْتُ أَنْمُلَهَا
يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ..أَنْتَ مَدًى
كُلُّ الْجِهَاتِ بِهِ نَالَتْ تَفَضُّلَهَا
أَلْمُصْطَفَى الْمُنْتَقَى..يَا بَابَ وُجْهَتِنَا
هَذِي خُطَانَا اقْتِرَافُ الرَّكْضِ أثْمَلَهَا
تَرَكْتَ فِينَا طَرِيقَ اللهِ مُشْرَعَةً
أَيَزْعَمُ الْوَهْمُ أَنَّ الظِّلَّ أَقْفَلَهَا !؟
ألْآنَ..تَفْتَرِشُ الدُّنْيَا سَنَاكَ هُدًى..
كَمْ خَطْوُنَا الْمُرُّ عَكْسَ السَّيْرِ أَثْقَلَهَا !
فَاضَتْ بِنَا الْكَلِمَاتُ الْبِيضُ أَلْوِيَةً
فَأوْفَدَتْ بِشِغَافِ الصَّمْتِ جَحْفَلَهَا
يَدَاكَ فِي دَمِنَا تَغْفُو لِتُوقِظَنَا
حَتَّى نَرَى مَنْ بِفَيْضِ الْحُبِّ حَمَّلَهَا
مُحَمَّدِيُّونَ..هَلْ فِي الْأَرْضِ مُرْتَحَلٌ !!؟؟
كَمْ مِنْ نجَائِبَ فِينَا الشِّعْرُ أَعْمَلَهَا
إِنَّ الْقَصِيدَةَ فِي مَعْنَاكَ مُرْسَلَةٌ
فِمَنْ سَوَاكَ إِلَيَّ الْيَوْمَ أَرْسَلَهَا؟