ألقى الدكتور أحمدو ولد آكاه يوم أمس الأربعاء 22-02-2022، محاضرة في بيت الشعر ـ نواكشوط حول (النقد الأدبي الحديث في موريتانيا: القضايا والإجراءات، كتاب "الشعر الشنقيطي في القرن الثالث عشر..." للعلامة الدكتور جمال ولد الحسن نموذجا")، وذلك خلال ندوة نقدية تتعلق بالنقد الأدبي في موريتانيا: القضايا والإجراءات ضمن فعاليات النسخة السابعة من مهرجان الشعر العربي ـ نواكشوط.
وشكر المحاضر في البداية القائمين على بيت الشعر مشيدا بالتعاون بين موريتانيا والإمارات في هذا المجال.
وركزت مداخلة الأستاذ، التي ألقيت ضمن ندوة علمية شارك فيها كل من: الأساتذة الدكاترة: فاطمة بنت عبد الوهاب، وأحمد ولد أبوبكر، و محمد محمود الزبير، وأدراها الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله، وكان فيها الأستاذ الدكتور ابوه ولد بلبلاه والأستاذ الدكتور فاضل كي (من السنغال) مقررين، على الأسباب التي مهدت لوجود نقد أدبي حديث في موريتانيا.
وتطرق المحاضر في المحور الأول لبعض القضايا التي عالجها أساتذة النقد الأدبي في موريتانيا سواء على مستوى التنظير أو على مستوى التطبيق، مبينا أن هناك مقاربات نقدية أخذت من المناهج النقدية الحديثة وأسهمت في تطوير هذه المناهج وتطبيقها عمليا على الأعمال الأدبية الموريتانية وغيرها.
وقدم الأستاذ تعريفا موجزا طرق فيه جوانب من حياة العلامة الراحل أحمد (جمال) ولد الحسن بدءا بمولده ونشأته، مرورا بمساره الدراسي والأكاديمي المتميز، وانشغاله بخدمة وطنه، وشخصيته المتميزة، المتميزة امركبة، الجامعة بين خصال قل امتزاجها في الأفراد العاديين، ومن هذه الخصال قدرة خارقة على الحفظ والاستيعاب، مكنته ـ على طريقة العلماء الشناقطة الأقدمين ـ من حفظ أساسيات التراث العربي الوسيط، متونا ونصوصا ودواوين شعرية، حتى ولو لم يكن انتظم إلا في فترات متقطعة في حلقات التعليم المحظري، أي الدراسات التقليدية المحلية التي توفرها المؤسسات الأهلية المسماة المحاظر، كما عدد المحاضر بعضا من آثار الراحل.
وفي المحور الثالث، والمتعلق بأطروحة المرحوم جمال ونماذج من القضايا والإجراءات النقدية التي عالجها الأستاذ المرحوم جمال، وتطبيقاتها على النصوص التي اختارها في كتابه: "الشعر الشنقيطي في القرن الثالث عشر (مساهمة في وصف الأساليب)"، مع التركيز على تناوله لقضية المعجم متوقفا عند جانب التنظير والممارسة.
وأوضح الأستاذ أن الكتاب طبع طبعته الأولى في غلاف سميك سنة 1424هـ/ 1995م. ضمن منشورات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، ويقع في نحو 478 صفحة من الحجم المتوسط، وهو في الأصل أطروحة أعدها صاحبها ـ رحمه الله ـ لنيل شهادة دكتوراه الدولة من الجامعة التونسية، ونوقشت في 27 فبراير 1987م، أي منذ نحو 35 سنة من الآن.
وقدم المحاضر هذا الكتاب تقديما شكليا ومضمونيا تعرض فيه لمحتويات الكتاب، ومضامينه النقدية.
جدير بالذكر أن ولد أكاه حاصل على شهادة الدكتوراه في الآداب (تخصص: تراث الغرب الإسلامي) بدرجة مشرف جدا، ودبلوم كاتب صحفي من السلك العالي بالمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء بنواكشوط، وله عدد من الكتب المنشورة منها: "الروافد الأندلسية المغربية في التصوف الشنقيطي (الشاذلية نموذجا)"، ودراسات في الأدب الأندلسي والمغربي (من خلال إسهامات الشنتريني والكلاعي وابن زاكور)، والطريقة الشاذلية في بلاد شنقيط: أعلام ونصوص (خاتمة التصوف للشيخ محمد اليدالي نموذجا) (أطروحة دكتوراه في الأصل).
وله أيضا، عدد من المقالات العلمية، وديوان شعري فصيح وآخر بالحسانية.
ويعمل ولد أكاه حاليا رئيسا لتحرير جريدة "الشعب" (رسمية) وأستاذا جامعيا في عدة جامعات.