اختمت الليلة البارحة في نواكشوط، القمة الأدبية العربية الإفريقية واجتماع الاتحاد العام للأدباء والكتاب.
وقد تمخضت عن القمة توصيات تم إدراجها في البيان الختامي تضمنت التأكيد على تفعيل العمل الثقافي العربي المشترك كضرورة تحتمها الظروف الإقليمية والدولية الراهنة بوصف المثقفين طليعة الأمة وحاملي مشاعل تنويرها، وإنشاء جائزة أدب المقاومة في الأقطار العربية.
كما تضمنت التوصيات، ضرورة البحث عن صيغ فاعلة للتعاون العربي الافريقي، والاتفاق على مقترح اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين بإطلاق منتدى عربي افريقي للثقافة، وإنشاء المنتدى الإفريقي العربي للأدب والثقافة (معاد)، وفق آلية يتفاهم عليها بين الاتحاد العام والتجمعات الأدبية العربية المهتمة وجمعيات الأدب العربي في إفريقيا، وتفعيل مشروع بروتوكول التعاون المقترح مع اتحاد الكتاب الصينيين، وتفعيل مشروع النشر المقترح مع دار الهلال المصرية لنشر الإبداع والترجمة العكسية.
وفي كلمة له بالمناسبة، أوضح معالي وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان وكالة، السيد المختار داهي، أن هذا اللقاء يعتبر صفحة من التاريخ تكتب على يد القيادة الحكيمة للبلد، وبجهود فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي حرص بحس حضاري مرهف على أن تكون تنمية رأس المال الرمزي للبلد، في نفس المستوى من الأهمية مع تنمية رأس المال المادي.
وذكر أن المحظرة هي المدرسة التي حفظت تراث الضاد في هذه البقعة من العالم، ومن ظلال خيمتها الوارفة انسابت الكلمات عذبة من أقلام حبرت القريض وأسالت الحبر الذهبي، بعيون الشعر، ودرر الفقه وعيون التفسير، ودونت السيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي، وسير “علماء التكرور”.
وأشار إلى أن موريتانيا كانت الجسر الذي عبرت عليه الثقافة العربية الإسلامية إلى كثير من بقاع العالم.
وأضاف أن الماضي المشترك، والمصير الواحد، يجعل تعزيز تلك الروابط، وبناء روابط جديدة، ضرورة للعيش في حاضر لا يرحم الفردية، ولا يعترف بالأنانية.
وأضاف أن موريتانيا تفتح الباب على مصراعيه لأي تعاون يسعى لخدمة الثقافة والسلام والنماء، وأن الحدود والبيوت والقلوب مفتوحة للجميع في أي وقت وتحت أي ظرف.
ومن جانبه أكد رئيس اللجنة التحضيرية لاجتماع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب والقمة الأدبية العربية الإفريقية، السيد محمد سالم ولد الصوفي، أن الاتحاد جدد دعمه الكامل للأشقاء الفلسطينيين، وفي قطاع غزة بصفة خاصة، في مواجهة جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الإسرائيلي الغاصب، واستمرار الدعم العربي الكامل للحق الفلسطيني بوصف القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية .
وأكد ترحيب أعضاء الاتحاد بدعوة وزيرة الثقافة التونسية لاستضافة المؤتمر القادم في الثالث عشر إلى السادس عشر من يناير 2024.
وتميز الحفل بتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين رؤساء اتحاد العالم للأدباء والكتاب العرب ورئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، كما تم الاعلان عن نتائج مسابقة القلم والقيم وتسليم شهادات تقدير وتكريم للفائزين.
وشهدت القمة خلال أربعة أيام ندوات فكرية وأمسيات شعرية شارك فيها عدد من قادة جمعيات وأندية الأدب العربي في بعض الدول الإفريقية، كما تم تقديم عروض ومحاضرات حول “القلم وثوابت الهوية والقيم”، وحول الأدب العربي في افريقيا والصحراء.
وقد ناقش مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب سبل توظيف القلم في حراسة القيم وثوابت الهوية، كما ناقش واقع الأدب العربي في افريقيا وسبل مد جسور التواصل بين الأدباء في العالم العربي وأشقائهم في دول إفريقيا لاسيما في الدول الافريقية ذات العطاء الأدبي والثقافي باللغة العربية.