لا عودة لنتائج مؤتمر ألاكّ 1958!

خميس, 05/15/2025 - 22:59

محمد الكوري العربي

 

 

 

أفهم رفض النخبة لفرانكوفونية من مجتمع البولار بالشراكة مع قدماء الماركسيين الموريتانيين و دعم الإسلامويين الشعوبيين على أنه كراهية عنصرية للعرب و لما يتصل بهم... و لكن التحجج بأن هذا الرفض للغة العربية جاء نتيجة وردة فعل على جهود أطراف سياسية أخرى تسعى لفرض اللغة العربية على البولار ينطوي على مغالطات متعمدة و متصادمة مع وقائع التاريخ. فنخبة البولار لفرانكوفونية رفضت اللغة العربية في في مؤتمر ألاك 1958، قبل استقلال البلاد عن فرنسا، ثم في 1966 احتجاجا على أدخال ساعتين من اللغة العربية على البرنامج التهذيبي الوطني. و كان هذا الرفض قبل ظهور الحركات القومية العربية، التي تعلقها الجماعات الفرانكوفونية شماعة لتبرير رفضها للغة العربية... ثم كان رفضهم قبل دستور ال 20 يوليو 1991، الذي جعل اللغة العربية لغة وطنية رسمية في موريتانيا . فأين هذا الفرض الذي يتحدث عنه أنصار الترجمة ، من بيظان و بولار فرنسا، بين أبناء الشعب الواحد و يتخذونه ذريعة للاعتراض على اللغة العربية ؟ و بأي وسائل تم فرض اللغة العربية؟ و متى ؟ إن ظهور الحركات القومية العربية كان استجابة للتحدي الذي يتهدد هوية البلاد اللغوية و الثقافية و محاولات فرنستها... كما أن النص على دستورية لغة وطنية لم يكن يوما فرضا و إنما قرار سيادي قامت به جميع الدول في دساتيرها، و لم تقل جهة في العالم بخلاف موريتانيا، إن دسترة لغة الأكثرية الوطنية يعتبر فرضا على أقليات الدول! هذه السيبة اللغوية ماركة موريتانية خالصة.

كان حديثهم عن فرض اللغة العربية على البولار كذبة مستمرة و وقحة للتبرير و للتمويه على الرفض غير المبرر للغة العربية!

إنه يجب أن يستقر في أذهان تلك الجماعات أنه يستحيل على أقلية أن تفرض خيارها للغة أجنبية على خيار أكثرية للغتها الوطنية، و لغة التعليم الديني لجميع مكونات الشعب، مهما استهلكوا من الزمن في مشاغلة الأنظمة بقضية هوية الدولة...

لقد بلغ الوعي الشعبي مداه في أن أقلية فرانكوفونية تسعى لاستلاب بلد و شعب و تاريخ و دين... و هو ما لا يمكن القبول به و الإذعان لأجندته! فلا خير في وحدة بلغة أجنبية و استعمارية ، تاريخيا...

 

كل التفاعلات:

١٠أنت، وMuhammad Ibn Habib، وMohamed Zerrough و٧ أشخاص آخرين