فقرة من الكتاب: ما التدقيق اللغوي؟
النص اللغوي الإعلامي يسهم في إخراجه أكثر من جهد، وليس موكولاً فقط إلى المراسل أو المحرر؛ فبعد المحرر الذي يلتقط الخبر ويصوغه وفقاً للخط التحريري للمؤسسة الإعلامية، ينتقل النص إلى يد مسؤول "التدسيك" الذي يراجع النص، فيغير بعض التراكيب ويحذف بعض الجمل أو يختصرها أو يمططها – استناداً إلى معايير معينة،
منها: الالتزام بعدد كلمات محدد، ومنها مراعاة الدقة المهنية التي قد تفوت على المحرر – ثم ينتقل النص إلى الطباعة والتنضيد، وأخيرا يأتي دور "التدقيق اللغوي" أو "المراجعة اللغوية" أو "التصحيح اللغوي" – حسب التسميات المتعددة - الذي يعني "مراجعة النص مطبوعاً، للتأكد من مطابقة المطبوع مع الأصل أولاً، ولتصحيح الأخطاء اللغوية (إملائية أو تركيبية أو إعرابية) ثانياً، ولمراجعة الكاتب في ما كان غامضاً أو غير واضح بالأصل، أو كان فيه شيء من التناقض في فقرات النص".
هذا التعريف - وإن لم ننقله من مرجع، نظراً لانعدام المراجع في الموضوع – نرى أنه هو أقرب ما يمكن أن نعرف به "التدقيق اللغوي".
altوبهذا يتضح ما للتدقيق اللغوي من عظيم الخطر والأهمية؛ حيث إن كل العمليات التي قبله يرافقها شيء من التسرع والاستسهال، في الجانب اللغوي على الأقل، اتكالاً على عمل المدقق، كما أنه أيضا خطرٌ من ناحية ما يترتب عليه، لأن المدقق هو آخر من يمر عليه النص، وبموافقته عليه يعتبر مسؤولاً عنه قبل السابقين، فهو واقع بين فكي رحى. وعليه أن يتوقع كل أنواع الأخطاء، كما أن عليه أن يكون متأنياً غير مستعجل في التصحيح، حتى يتبين بجلاءٍ صحةَ ما بدر إلى ذهنه.