“ليلة شنقيطية” تضيء قناديل القصيدة في بيت الشعر بالشارقة

أربعاء, 07/04/2018 - 14:52

ضمن نشاط ملتقى الشارقة الشهري للشعر العربي استضاف بيت الشعر بدائرة الثقافة بالشارقة ” شعراء من موريتانيا ” وذلك مساء أول من أمس بمقره بيت الشعر في منطقة قلب الشارقة بحضور الشاعر محمد البريكي مدير البيت، وحشد كبير من متذوقي الشعر والإعلاميين وشارك فيها كل من الشعراء خالد عبدالودود والسالكة المختار والقاضي محمد عينينا والأمجد محمد ومحمد ولد أدومو وقدمتها الشاعرة آية وهبي.

 

افتتح القراءات الشعرية الشاعر خالد عبدالودود بقصائد لامست الهم الاجتماعي واستفزت العاطفة بلغة سال منها ماء الشعر فأيقظت الدهشة، ومن قصيدته ” لأنكِ أنثى ” قرأ:

 

لأنك أنثى/ مَنَحتِ الورودَ شذاهَا/ ومنكِ استمَدَ الحمَامُ هَـدِيلَهْ/ وأعلمُ أن القصيدة أنثى / لذلكَ ..ها هِيَ تُرثى

 

لأنك أنثى/ منحتِ الحياةَ/ لأنكِ أنتِ نواةُ الحياة وأنت الفسِـيلهْ

 

فكوني على قدر هذا التحدي/ وكوني لنا الوهمَ …كوني الأمانِي القتيلَه

 

فنحن ظَللـنا/ وسوف نَظلُ نَلوكُ الكلامَ/ ونركضُ خلفَ خيالاتنا المُستحلَيهْ

 

فمنذ مِئاتِ السِنينِ عَرفنَا المَرامّ/ ولكننا أعْجْزْتنَا الوَسيلهْ.

 

السالكة بنت المختار قرأت للوجد والورد، وتغنت بشعر داعبت فيه ريح القصيدة مزامير المشاعر لتخلق من هذا النفس الشعوري لحناً رقيقاً يجوب مدارات التلقي، ومن قصيدة ” مدار” قرأت:

 

الكَونُ قَدْ ماسَتْ بِهِ الأزْهَارُ

 

وَتَمَايَلَتْ يسمو بها المِزْمَارُ

 

أنَا وَرْدَةٌ مِنْ رُوحِهَاعَبَقُ الهَوَى

 

وَأَنَا الَّتِي فِيهَا القُلُوبُ تَحَارُ

 

فِي وَجْنَتِي سِحْرُ الوُجُودِ وَفِي فَمِي

 

تَتَنَاغَمُ النَّايَاتُ وَالأوْتَارُ

 

أنَا عُنْفُوَّانُ الفَجْرِ فِي نَسَمَاتِهِ

 

وَأنَا لِجُرْحِكَ بَلْسَمٌ جَبَّارُ

 

وَلَأنْتَ رُوحِي حِينَ تَعْرِفُ أنَّهُ

 

بِوُجُودِنَا تَتَكَامَلُ الأَسْرَارُ

 

 

 

 

الشاعر القاضي محمد عينينا قرأ مجموعة من النصوص المتجلية في الشعور الإنساني السامي المتهجد في محراب الروح بلغة صوفية رشيقة، واستهل قراءاته بأبيات أهداها للشارقة وحاكمها ولبيت الشعر فيها:

 

شكرا لبيت الشعر يرسم نبضَهُ

 

عبر الدروب إذ المعالمُ تختفي

 

لما دعا على الأثير لمن نما

 

زهر المقال إلى حنايا المعزفِ

 

يممتُ مهدَ الشمس تنتعل المدى

 

والحلم مدٌّ في المدارك يحتفي

 

في سابحات الجو تسبح شاهقا

 

سبحا طويلا في انتظار الموقفِ

 

ولقد رست بالقاسمي سلطانها

 

كل الحروف فكان حرفك يقتفي

 

الشاعر الأمجد محمد قطف من حديقة الوجد مجموعة من الأزهار ليعطر بها المكان، وليرسم على جدران الذات لوحة شعرية لجوهرة الكمال، ومما قرأ:

 

ومن أزل الشوقِ أهواكِ جوهرةً للكمال

 

عشقتُ ثراكِ وفي كلِّ شيءٍ أراكِ

 

كأنّكِ فيضة عينِ الجمالْ

 

بلادي سماكِ أريجٌ من الحسنِ يسكنُ في نفساتي عبيرا

 

اختتم القراءات الشعرية الشنقيطية محمد ولد أدومو بأسلوب مسرحي جاذب وإلقاء ماتع استطاع من خلاله أن يفتح بوابات المشاعر ويدخل غلى مدن الجمال بأريحية اللغة ودهشتها، ومن قصيدة ” على شفتي نفرتيتي ” قرأ:

 

وكانَ أنِ الْتقيْنا ذاتَ نُــورٍ

 

هَوَى نُورينِ في المسْرى تَجَلىّ

 

خـُطاكِ العارياتُ لها بَصيصٌ

 

يُضيءُ الأرضَ إذْ تمشينَ ظِلاّ

 

وخطْوي في المَفازةِ كمْ حُضوراً

 

أظلّ مَدَى الأسِرّة.. واسْتـظلاّ

 

وكمْ ولهاً أناخَ بلا سَريرٍ

 

وكمْ جابَ المجابةَ كمْ تسلىّ!

 

ولكنّ المسارَ إلى التّجَليِّ

 

يُؤثـثُهُ الخُلود إذا اضْمحلاّ

 

في ختام الأمسية كرم محمد البريكي مدير بيت الشعر الشعراء المشاركين في الأمسية.

 

المصدر: وكالة أنباء الشعر