"أنا" وطني المنشود

أربعاء, 11/28/2018 - 21:26

شعر : أدي آدب


إلى موريتانيا التي في خاطري، مورتانيا المتناغمة المكوناتـ، المتراحمة ، لا المتخاصمة..مورتانيا المتسقلِّة، لا المستغلَّة
احتفاء بالذكرى الثامنة والخمسين لاستقلالِنا، وبما أن الشاعرَ لا يملكُ قوات مسلحة يسْتعْرضُها، كما تفعلُ الدوْلة فإنَّنِي سأحْتفلُ بطريقتي الخاصة، وأنا خارجَ وطني، حيث سأسْتعْرضُ حُروفي.. كلماتي.. أبْياتي.. مشاعري.. أفكاري.. أخيلتي.... لأرْسمَ بهَا لوْحَةً لِأناي التي تختزن أنواتٍ كثيرة، لوطن كامل، بكل أطيافه، وألوانه، وجهاته، وأبعاده، وتجلياته....

أنا.. سَلِــــيلُ الرِّمــالِ.. الســــائــباتِ.. هُــنا
تــناغــمتْ.. فـــي دَمِــــي.. ذرَّاتُ آبــــــائي!
البرْبرِ.. العَرَبِ.. الزنْجِ.. الألى.. انْصـهروا
في الدينِ.. والضَّادِ.. "بيْن الحـاءِ.. والبــــاءِ"!
بيْنَ التــــــرائبِ.. والأصْـــلابِ.. مــا فَتِأَتْ
أنَـــايَ.. من ألِـــفٍ.. تمْـــتدُّ.. للـــــيْــــــــــاءِ!
المَجْدُ.. لِـــي.. لأبِـــي.. أمِّـــي.. معًا.. فأنَــا
أعْـــلِي "الذينَ".. كما أمْتَنُّ.. لــــ "اللاَّئــــــي!
أنـا مُفَـــــــاعِلُ ألْـــــــوَانٍ.. عُصَـــــــــارَةُ أزْ
مَـــــانٍ.. أهِـيمُ.. بِبَيْضــــــائي.. وسمْـــــرائي!
أنــــايَ.. فـرْدٌ.. بمَعْـــــــنَى الجَـمْعِ.. مُكْــتَـنِزٌ
اسْــــمــي.. يُوَحِّــــدُ.. أوْصــافي.. وأسْمــائي!

أنا التَّــجاذبُ.. بيْنَ الطِّــيــــــنِ.. يُخْلِدُ.. بِــــي
للأرْضِ.. والـــــرُّوح.. بِي.. تسْمُو.. لِعَلْـيَـائِي!
أنــــايَ.. راسِـــــــخةٌ.. كالنَّخْلِ.. شـــامِـــخــةٌ
وكُلُّ سِــــــــــيمَا بِلادِي.. طِبــــق سِـــيمَــــائي!
أنــايَ.. بــوصَلةٌ.. ليْستْ لــــــهَـــــــــــا جِـهَةٌ
لا شــرْقَ.. لا غــرْبَ.. إنِّــــي كُلُّ أنْــحـــــائي!
أنـايَ.. صَحْـرَايَ.. حَقْــلِي.. واحَتِي.. جَبَــلِـــي
بحْـــري.. ونهْــري.. سَمائي.. طقْسُ أجْــوائي!
أنايَ.. تَخْتَــزِنُ.. الرَّعْدَ.. العَــواصِفَ.. والــ
ــخِصْبَ.. الجَفَافَ.. عِنَاقَ الرَّمْلِ.. والمَــــــاءِ!

أنـــــايَ.. مِنْ جَدَلِ الأضْـــــــــدَادِ.. ملْـــــحَمَةٌ
خلْفَ التَّـــوَازُنِ.. تَسْعَـــــــــى.. مُنْذُ إنْــشَــائي!
لكِنْ.. لـسَيْــــــرُورَةِ الأحْقَــــــــابِ منْطــقُــــها
ما كُلُّ إرْثِ جُــــــــــــــدُودِي حَقُّ أبْــــنَــــــائِي!
أنــايَ.. مَـعْـــــــــزُوفَةُ التَّــــــــارِيخِ.. أيُّ يَـــدٍ
تُدَوْزِنُ اللَّحْن.. فِي إيـــــــــــقاعِ أجْــــــــــزَائي؟!
تَبَّتْ يَدٌ.. تَعْزفُ الأصــــواتَ.. نــــــــــــاشِـــزةً
ولا تُـنَــــاغِمُ.. أهْــــواءً.. بأهْـــــــــــــــــــــواءِ!
يا عَازِفِـــي.. غَيِّرِ الإيــــقـــــاعَ.. مِنْ نَغَمِ الْــــــ
ـــمَاضِي.. المُوَلِّي.. ولَحِّنْ نَغْمَةَ الجَــــــــــــائي!