خصصت الامم المتحدة يوم العشرين من دجنبرمن كل سنة كيوم اوعيد للبقر وقد سرنى ذالك واحتفلت بهذا اليوم لأنى من قوم يحبون البقر ويتنافسون فى اقتنائه ولا يساوون به الحيوانات الاخرى حتى ولو كانت إبلا ولهذا يلغز او " أويرغز " لهم فيه كما يرغز لآخرين فى الإبل والغنم والحمير والدجاج والغربان والعيش والنشا والزراعة الخ
وقد نشرت تدوينة وقتها اثارت ضجة على صفحات التواصل الاجتماعى حول ايهما افضل الابل اوالبقر وقد استمات كل فريق فى الدفاع عن ما يراه الافضل منهما
وكل يدعى وصلا بليلى
وليلى لا تقر لهم بذاكا
وهذا الجدل فى المجتمع الموريتانى قديم فقد وجد فى كهف فى جبل انواملين فى لعصابه ما يبدوا انه مشاعرة " اكطاع " بين اهل البقر واهل الابل يدافع فيه كل فريق عن مايراه افضل
وقد اختار ا شاعرا الفرقين مشهدا واحدا لحبيبة كل منهما فى يوم طل فى بيئة جميلة وهى تمتطى المطية التى يراها الافضل
يقول صاحب الابل
مزين ولفى تيد ادماع
إلى ركبت فوك ارباع
لصفر كيف اغزال اذراع
تتغزغز تيشميتو
كارد سهب اعليع انباع
بحماه اتلبوتو
ويقول صاحب البقر
مزين ولفى تيد ارماش
الى ركبت فوك آوداش
لحمر فى جنبوبراش
حافلت تيجفيت
كارد سهب اعليه ارشاش
تتكاطر تيكفيت
ولو كنت مكان صاحب البقر لما قبلت بان يكون هذا المشهد محل المشاعرة لأن الله تبارك وتعالى لم يذكر " ءاوداش فى ما يركب * والخيل والبغال والحمير لتركبوها * سورة النحل
واعتقد والله اعلم ان هذا الجدل عائد الى ان السكان الاصليين من صنهاجه لا يعرفون الابل كما ان الهجرات العربية لا يعرف اهلها البقر وهناك برهان على ذالك فمسميات الابل وما يتعلق بها فصيحة بينما نجد ان مسميات البقر ومايتعلق بها صنهاجية
خذ مثلا اشمال لبهال الراحله فى الا بل وخذ ءاوداش التاديت ءافوك التنجايت فى البقر
والمنصف يعرف أن لكل من الابل والبقر فضائله وميزاته ومن الواقعية والمنطق ان يتعصب كل فريق لما يعرف ويملك ولعل فريقا ثالثا لا يرى الفضل الا للغنم
ومن المفارقات ان لحم البقر خاصة العجول اصبح المفضل عند الكثيرين لخلوه من مادة " الكوسترول" حسب الدارسين والاطباء وانا اعلم اشخاصا كانوا يتاففون من اكل لحوم البقر ويعيرون الاخرين باكلها اصبحوا المستهلكين الاول له
يقول لمرابط محمد سالم ول عدود معددا فضائل البقر
يعيبك أقوام بأنك مورد
ذويك شتاء والنجوم رواكد
وتلك التي منها اصطفيتك مقتنى
مصائب قوم عند قوم فوائد
إذا ما أضلو منك صرما تيممو
موارد تهديهم إليها الموارد
وتوقظ أقواما إذا ما تنومو
برسلك أكرم بالذي أنت رافد
ينال نداك المحتبي وهو قاعد
ويجني جناك المجتني وهو وأحد
اشتهر الهنود بحب البقر حتى ان طوائف منهم يعبدونه ولطالما اقتتلوا مع مسلمى الهند بسبب ذبحهم لابقارهم
ولا انسى ذالك المشهد الغريب الذى تظهر فيه صورة رئيس وزرائهم اثناء اشتداد جائحة كرونا وامامه طبق من زبل البقراعتقادا منه انه يشفى من كل العلل والامراض
ولشتان مابين اليزيدين رئيس وزراء الهند وأحد سلاطين اولاد امبارك فقد ايقظته امه على سارق يبحث فى " تزياتنهم " حقائب كبيرة تصنع من الجلد للتخزين وقالت هناك سارق فقال لها لعله جائع فقالت انا اخشى ان ياخذ حلى البنات فقام اليه وبعد برهة عاد فقال لامه لقد انتهى امره فقالت له هل قتلته فقال لا ولكنه وطئ زبلة بقرة والعياذ بالله
وعلى ذكر عبادة الهند للبقر يقول الشاعر الكبير محمد ااحافظ ول احمدو بعد ان راى الممثلة الهندبة هيما مالين واعجب بجمالها
همامالين يا ادهاش عقلى
وإيمانى بمن خلق الجمالا
ايعبد اهلك الابقار جهلا
ولو عبدوك قد كان احتما لا
وحاشى الله لم اشرك بربى
وما قلبى عن التوحيد مالا
ولكن ان يكن صنم فاولى
بجمالك ان يكون لهم ضلالا
وقد ذكر الاستاذ محمد ول ابو مدين فى كتابه المنيحة انه وجد وثايق للمستعمر تقول بان جدى عمر ول ميح كان من اكبر مانحى البقر فى موريتانيا
وقد بالغ سكان منطقته فى إظهار كثرة بقره حتى زعموا ان احد أبنائه غرق فى " مروب " خيمتهم والمروب هو اللبن المخصص للضيوف وللشراب فى النهاروقد ادركت الناس يقولون انه فى منزل واحد فى الصيف
ولدت له مئة وعشرون جذعة من البقر كلها ولدت عجلةغير التى ولدت عجول وغير البقر الآ خر
وقد ارسل مرة اربعين بقرة حلوبا لمجموعة تعرضت للنهب فاصابها وباء أبادها فأرسل اليهم اربعين اخرى
ومنح مرة بقرة لشخص فأكلها " كابون " الضبع فمنحه اخرى دون ان يلومه ثم جاءه مرة اخرى وقال له ان كابون اكلها فمنحه اخرى دون ان يلومه او يطلب منه التيقظ وتكرر الامر الى الخامسة
وقد رثاه العالم الكبير وقاضى اترارزه المشهور محمد ول أمينو ول الفراء بقصيدة مطلعها
تصدق قربانا إلى ربه عمر ٠
بمال به ألفى المساكين فى الضرر
وفى القاضى محمد يقول امحمد ول احمد يوره فى حادثة مشهورة تعرض فيها القاضى لضغط قوى من جهة نافذة ولكن محمد حكم عليها
يقول ول احمد يوره
لقد حاولوا منه الخيانة جهدهم
ولكنما نجل الأمين أمين
ومن " اتراغيز" المشهور بين العلماء والادباء ما وقع بين محمد عالى ول عدود وابوه ول اسياد قفد طلب سيبويه زمانه يحظيه من تلامذته انشاء قصيدة ترحيبا بأحد العلماء لعله محمد سالم ول الما نزل حيه بقربهم فقال محمد عال " هذه دكه ف ابوه " فاجاب ابوه " ماريت اطير اعليه ماه كون ءان "
ورأى ابوه محمدن ول حمديت وكان من تلا مذة يحظيه يصب زرعا فى " ازكيبه " فى الذرذره فقال له
" حانين نحكم لك اكرونه " فاجابه " ءان كافين لا مهرزتهال " وسمعت احدهم طرح سؤالا مباشرا فى الاذاعة على العلامتين عدود وحمدن فقال عدود الامام تحت الشجرة سيجيبك حمدن فقال حمدن :
اعى زاد اعود فوكه " وسمعت الاديبين البشيرول الفتى واحمدو ول ابنويتحدثان فى الاذاعة عن القوافل فقال البشير ان البضائع كانت تحمل على الجمال والحمير فتدخل احمد ليضيف " واثيار " فضحكا ومضيا فى حديثهم.
أحمدو ولد ميح
2 / 7 / 2023