ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺮ : ( ﻭﺗﺴﻘﻂ ﺻﻼﺓ ﻭﻗﻀﺎﺅﻫﺎ ﻟﻌﺎﺩﻡ ﻣﺎﺀ ﻭﺻﻌﻴﺪ )
ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪﻭ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺬ ﻓﺎﻝ " ﻣﺪﻭ " ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﺭﺱ " ﺩﻭﻟﺔ " ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻗﻮﻝ ﺧﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺮ : ( ﻭﺗﺴﻘﻂ ﺻﻼﺓ ﻭﻗﻀﺎﺅﻫﺎ ﻟﻌﺎﺩﻡ ﻣﺎﺀ ﻭﺻﻌﻴﺪ ) ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻟﺤﻜﻢ ﻋﺎﺩﻡ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻴﻤﻢ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪﻭ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺩﻋﺎ ﺷﻴﺨﺎ ﻣﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﺳﻤﻪ : ﺇﻻ ﺑﻦ ﺣﻴﺒﻮ ﺍﻟﺤﺴﻨﻲ ﺛﻢ ﺃﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼ ﺍﺣﻚ ﻟﻬﻢ ﻗﺼﺔ ﻣﺤﻤﺪﻭ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪﻭ ﺍﻧﺄﻥ ﺍﻟﺤﺴﻨﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ( ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﻳﻀﺎﺡ ﺣﻴﺔ ﻟﻌﺎﺩﻡ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻴﻤﻢ )
ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺴﺮﺩ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺘﺪﻓﻖ ﻭﻋﻔﻮﻳﺔ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪﻭ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪﻭ ﺍﻧﺄﻥ ﺃﻧﻪ : ( ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺫﺍﺕ ﻣﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺣﻲ ﻗﺪ ﺧﻴﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ " ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﺒﺎﻝ " ( ﻭﻫﻲ ﺷﺠﺮﺓ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻗﻲ ﻣﻨﻬﻞ ﺑﻠﻐﺮﺑﺎﻥ ﺗﻐﻨﻰ ﺑﻬﺎ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ) ، ﻭﺍﺗﺠﻬﺖ ﺷﻤﺎﻻ ﻧﺤﻮ ﺣﻴﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﺯﻝ ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺑﻲ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺎ ﻗﺎﺩﻡ ﻣﻨﻪ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺎ ﻣﺘﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﺮ ﺍﻟﺮﺍﺋﺢ ﻭﺍﻟﻐﺎﺩﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻴﻦ ﺑﺮﺃﺱ ﻣﺜﺎﺑﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺿﻬﺎ، ﻭﺣﻴﻦ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻬﻞ ﺃﺣﺴﺴﺖ ﻋﻄﺸﺎ ﻓﻌﺮﺟﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺽ ﻓﻮﺟﺘﺪﻫﺎ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻋﻬﺪ ﺑﺎﻟﻤﺘﺢ ﻓﺎﻟﻔﻴﺖ ﺯﻻﻻ ﺭﻗﺮﺍﻗﺎ ﺷﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺷﺮﺑﺔ ﺑﻨﺖ ﺯﻳﺎﺩ ﻣﻦ ﻧﻤﻴﺮ ﻭﺍﺩﻱ ﺁﺵ :
ﻭﺍﺭﺷﻔﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻤﺄ ﺯﻻﻻ ** ﺃﺭﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﻣﺔ ﻟﻠﻨﺪﻳﻢ .
ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻭﻗﺖ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑﻌﺪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗَﻀَﻴَّﻒُ ﻟﻠﻐﺮﻭﺏ، ﺣﻤﺮﺍﺀ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺗﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺣﻤﺌﺔ؛ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮ ﻫﺎﺩﺋﺎ ﻣﻨﺼﺘﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻧﺴﻨﺎﺳﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺗﻬﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻓﺘﻨﻘﻞ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻓﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺑﻌﻴﺪﺓ ....
ﺷﺮﺑﺖ ﻭﺗﻮﺿﺄﺕ ﻭﻫﻤﻤﺖ ﺑﺎﻻﻧﺼﺮﺍﻑ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺒﺎﻥ ﺃﺑﺪﺍ ﻫﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻲ ﺟﻨﻮﺑﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻷﺳﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺟﺒﻬﺘﻪ ﺍﻟﻤﺪﻭﺭﺓ ﻭﻣﻔﺎﺻﻠﻪ ﺍﻟﻤﺘﺮﺻﺔ، ﻋﻴﺎﻧﺎ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ ﻳﺪﺍﻫﻤﻨﻲ ﻭﻳﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻲ ﺑﻤﺸﻴﺘﻪ ﺍﻟﻔﺪﻋﺎﺀ، ﻭﻟﺒﺪﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ، ﻓﺠﺌﺖ ﻟﻬﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻭﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻣﻨﻪ، ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﻴﻨﻨﺎ !!!
ﻳﺎﺇﻟﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺒﺲ، ﻭﺍﻟﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﺷﺎﺕ ﺷﺮﻧﺒﺜﺎﺗﻪ، ﺗﻤﺎﺳﻜﺖ ﻭﺍﺗﺠﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﺳﺎﻣﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺜﺎﺑﺔ ( ﺍﻟﻤَﺮْﺟَﻊْ ) ﻋﺎﻳﻨﺖ ﺟﺬﻋﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﻣﺘﻔﺮﻋﺎ ﻓﻲ ﻗﻤﺘﻬﺎ، ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻛﻴﻒ ﺷﺪﺩﺕ ﺍﻟﻬﻤﺔ ﻟﺒﻠﻮﻍ ﺍﻟﻘﻤﺔ، ﻭﻛﻴﻒ ﻫﻴﺄﺕ ﻟﻲ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﻣﻌﺮﺍﺟﺎ ﻟﻠﺼﻌﻮﺩ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻧﺒﻴﺎ ﻭﻻ ﻣﻠَﻜﺎ ﻭﻻ ﻃﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺨﺮﺍﺕ ﻟﺠﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻟﻜﻦ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻤﻌﻨﻲ ﻫﻨﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺒﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻴﻌﺎﺩ، ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻘﺎﺫﻱ ﻣﻨﻪ، ﻭﺃﻻ ﻳﺮﺯﻗﻪ ﺇﻳﺎﻱ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻮﻝ ﻣﻨﻲ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ !!
ﻣﺎ ﺇﻥ ﺗﺮﺑﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺑﻌﺖ ﺑﺮﺍﺛﻨﻪ ﺍﻟﺸﺜﻨﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻣﻮﺿﻊ ﻗﺪﻣﻲ ...
ﺣﻴﻦ ﺃﻓﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﻭﺃﻣﺴﻴﺖ ﺛﺎﻭﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺟﺬﻉ ﺍﻟﺴﺎﻣﻘﺔ، ﺍﺳﺘﺸﺎﻁ ﻏﻀﺒﺎ ﻭﻃﻔﻖ ﻳﺰﻣﺠﺮ ﺯﻣﺠﺮﺓ ﺗﺤﺪﺙ ﺭﺟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺯﺋﻴﺮﺍ ﻛﺪﻣﺪﻣﺔ ﺍﻟﺮﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺜﻘﻠﺔ .
ﻟﻢ ﺍﻋﺎﻳﻦ ﻗﻂ ﻏﻀﺒﺔ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﺳﻔﺎﻫﺔ ﺣﻠﻤﻪ !!
ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎ ﻣﺘﺠﻬﻤﺎ ﻣﺨﻴﻔﺎ، ﻭﺯﻟﺰﺍﻻ ﻣﺮﻋﺒﺎ ﻳﻤﻸ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﺻﺪﻕ ﻓﻴﻪ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﺯﻫﻴﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ :
ﻣﻨﻪ ﺗﻈﻞ ﺳﺒﺎﻉ ﺍﻟﺠﻮ ﺿﺎﻣﺰﺓ ** ﻭﻻ ﺗﻤﺸﻰ ﺑﻮﺍﺩﻳﻪ ﺍﻷﺭﺍﺟﻴﻞ .
ﺃﻭ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪﻭ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻛﺄﻥ ﻋﺒﺎﺀﺓ ﺧﻴﻄﺖ ﻭﺯُﺭَّﺕ ** ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻌﺠﺮ ﺍﻷﺛﺒﺎﺝ ﻋﺎﺕ
ﺧﺒﻌﺜﻨﺔ ﻫﺮﻳﺖ ﺍﻟﺸﺪﻕ ﺟﺄﺏ ** ﻳﻘﻠﺐ ﻟﻠﻤﺼﻴﺪ ﺷﺮﻧﺒﺜﺎﺕ
ﺿﺒﺎﺭﻣﺔ ﺣﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﺎﺏ ﻋﻀﺐ ** ﻳﻜﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺍﻋﺪ ﺃﻳﺪﺍﺕ .
ﺍﻧﺘﺼﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺣﺬﺭﺍ ﻗﻠﻘﺎ ﻛﺮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺎ - ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ - ، ﻭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺪ ﻳﺮﺯﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﻧﺎ ﺻَﻤِﺖٌ ﻣﻘﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺰﺋﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺢ ﺗﺤﺘﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻮﻗﻪ، ﻻ ﻳﺒﺮﺡ ﻣﻘﺒﻼ ﻣﺪﺑﺮﺍ ﻻ ﺗﻬﺪﺃ ﺃﺭﺟﻠﻪ ﻭﻻ ﻣِﺮْﺟﻠﻪ، ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻬﻴﻬﺎﺕ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻙ " ﻭﻻ ﻗﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺯﺃﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺪ ."
ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺣﻴﻠﺔ ﻭﻭﺳﻴﻠﺔ ﻋﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺗﺤﺴﺒﺎ ﻟﻠﺘﻌﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﺤﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﺠﺊ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﺍﻟﺨﻄﺮ .
ﺃﺧﺬﺕ ﻋﻤﺎﻣﺘﻲ ﻭﺭﺑﻄﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﺬﻉ - ﺣﺘﻰ ﺻﺮﺕ ﻣﻌﻪ ﻛﻨﺒﺘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻨﺪﻯ - ﺑﺜﻼﺙ ﻟﻔﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﺭﺑﻊ ﺛﻢ ﻋﻘﺪﺕ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﻋﻘﺪﺍ ﻣﺤﻜﻤﺎ ﻭﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .!!
ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺰﻟﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺬﻉ ﺑﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺴﻨﺔ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﺪﻭﻥ، ﺻﻠﻴﺖ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻭﺍﻟﻨﻔﻞ ﻣﻌﺎ، ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻼﺓ ﻋﺎﺩﻡ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻌﻴﺪ، ﻭﺧﺎﺋﻒ ﺍﻟﻠﺺ ﻭﺍﻟﺴﺒﻊ، ﻧﻮﺍﺯﻝ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ !! ، ﻻ ﻣﺎﺀ ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻢ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ، ﻻ ﺧﺸﻮﻉ ﺇﻻ ﻟﻬﻤﺲ ﻭﻧﻬﻴﺲ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﻋﺐ !! ، ﻻ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻻ ﺭﻛﻮﻉ ﻻ ﺳﺠﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻻ ﺍﺛﻨﻴﻦ، ﺃﺣﺮﻯ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻋﻈﻢ !!
ﺣﻴﻦ ﺍﻧﻔﺠﺮ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﺍﻟﻘﺴﻮﺭﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺭﻗﺒﻪ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ﺍﻧﺰﻝ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﻛﺮﺓ ﺍﻷﺳﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺼﺮﺍﻓﻪ ﻭﻗﺪﻳﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ : " ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻔﺮ ﺃﺳﺪ ﺍﻟﺸﺪ ."
ﻋﻨﺪ ﺑﺰﻭﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻮﺭﺍﺩ ﺗﻨﺤﺪﺭ ﻟﻠﻤﻨﻬﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻮﺏ، ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺛﺎﻭ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺠﺬﻉ ﻓﺴﺎﻋﺪﻭﻧﻲ ﻭﺃﻧﺰﻟﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﻞ . ﻟﻜﻦ ﻗﺪﻣﻲ ﻭﺳﺎﻋﺪﻱ ﺍﻧﺘﻔﺨﺖ ﻭﺗﻮﺭﻣﺖ ﺯﻣﺎﻧﺎ ﻭﻭﻋﻜﺖ ﻣﺪﺓ ﺃﺷﻬﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺎﺛﻠﺖ ﻟﻠﺸﻔﺎﺀ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺮﻳﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﺸﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺃﻟﻒ ﺷﻬﺮ ) .
ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺪﺭﺱ .