رجل من الزمن الجميل...

خميس, 04/22/2021 - 06:46

عبد الرحمن هاشم

 

 

بوكي ولد أعليات الشمعة المنسية في بلاد الذاكرة الشفهية ، رجل تنكر له كل شيء في وطنه فظل المنسي من أحاديث الإطراء و التقدير !!!

الرجل كرس نفسه لجمع تراث أمة ساردة في غيها نائمة على

أرائك الآخرين لأنه كان يعلم بان أجيالا ستأتي وتسأل عن تراثها ،خاف الرجل من أن يكون الجواب ضاع !!

كلما داعب النسيم جبل أشتف و قمة أكليب سيدي أحمد الشامخة تحرك ضمير المجرية الخفي و تأود في راحها غصن

زيتون و خامرها أحساس غامر و تذكرت نبضها و مدون قيم الوطن و سندباد التافلويت و ذاكرة التراث المنسية و المنفية

من حياض التبجيل في محافل النطيحة و المتردية و ما أكل السبع ...

كان زمانك جميل ببساطة الجلسة و طيب الحديث و نقاء الضمير ، كان كل شيء رغم الشقة عذب و رائع ، كان كل

شيء يسكنه الصدق و النبل ، كنت تجمع منظومة أخلاقية

في نكران تام لذاتك لأنك تعلم بأن الزبد يذهب ....

و الآن أراك مدرجا بالطيب و مكلل بالظفر تعب من جذوة

إيمانك و تقطف من سدرة المشتهى ما يحلو لك من يانعات

فلا شيء بعدك غير أننا عدنا لعبادة العجل فعلى كل عمود

كهرباء صورة و في كل مجزرة و مخفر صورة و هي الصورة

ذاتها جامدة لا تتحرك و نحن لها عاكفون نستجدي خبز اللحظة اليابس ....

لا عليك فالإتحاد بعدك أضحى مسخرة والجمال بعدك من الأشياء المهاجرة ، ديمي لم تعد تشدو من أجل الوطن مستنفرة و سيداتي غيروا وجهه و لم يصبر على أن تكون أبتسامته مزورة و الوطن أطلال مدمرة و أمواله (محرمة )

أرحل لأنك كما كنت عبر الوتر الصاخب عبر أنفاسي و مراكبي

فأحلامنا مرايا مشوهة و خريطة الوطن الكريم فراشة تدثرها الدجى ..

لكن تظل رغم المتاهة حاضرا كلما بحثنا في سفر القيم و المكارم ، ليست تكانت وحدها من تشتاق إليك بل كل موريتانيا رهن يديك .

رحم الله بوكي الخلق و القيم.