يقول الفيلسوف سقراط:
"المرأة مصدر كلِّ شر"
توسّع الفيلسوف القديم سقراط في ذِكره لخصائص المرأة و جمال المظهر و الطلاء و العَرَض بطريقة مألوفة في الكتابة و هي التمهيد للصدمة الكبرى أو الضربة القاضية عند جمهور المتأخِّرين.
و بعد ذلك يعتقد سقراط و يُقر بخلق الله للمرأة لكنه يجعل السرائر و الكوامن من خلق الشيطان و تأليفه.
قد يظن القارئ سطحية المقولة و أنها تدور في مسرح معروف و هو الصراع الدائم بين الجنسين المتمايزين داخل الجنس الواحد الأكبر المتصالح مع ذاته في جميع الأوقات، لكن هذا الفهم يرفضه تدوين هذه المقولة و توثيقها عبر العصور فذلك النوع من العبارات لا يدوم لأكثر من عَرْض واحد حيث يتآكل و يُصبح مملا.
فهل يقصد سقراط بالمرأة الغرائز و الأهداف قصيرة الأمد و المتعة ذات التوقيت المحدود؟
أم أنه يقصد بالمرأة العواطف السريعة و القادرة على تقييد النظر و الرؤية لتقفز إلى جحيم تعلم حقيقته في نهاية المطاف و ستعض أنامل الندم و أكفَّه بعد حين؟
أم يقصد بالمرأة جانب التَّقبُّل و الضّعف و امتصاص الصدمات ؟
ذلك الجانب المُحفِّز على استمرار الضغط و الصدام مما يشُل الحركة و البناء و يجعل التقدم أمرا صعبا بسبب القوة الضائعة في احتكاكات لا طائل من ورائها و لكنها تُحدِث خورا و ضعفا دائمين.
أم أن المرأة عنده و التي وصفها بالمصدر -و هو تكريم لفظي و معنوي - هي الحياة بكل ضوضائها و عنفوانها و ما يرافق ذلك كله؟
و ما هو الشر المقصود في مقولة الفيلسوف الكبير سقراط؟
أليس الشر هو الركن الثاني و الدعامة الركيزة الثانية للحياة و التي تمكنها من الوقوف على أقدام ثابتة؟
و هل في الشر المتنوع و المتعدد شرور إيجابية و ضرورية يُمكن تغيير نشاطها بزاوية النظر و طريقة الاستخدام؟
و بالعودة إلى الزاوية المظلمة و المسكوت عنها في مقولة سقراط هذه، و التي تَحْضر بذاتها و بشكل جدِّي و أساسي دون الحاجة إلى النطق أو الكتابة فهي الجانب المقابل و الحَكَم أو الناطق بالحُكْم المقولة الواردة، إنها النصف الآخر الرجل فهل هو مصدر كل خير؟
حسب نظرية التَّقابل اللفظي و الحقيقي و المُطلق.
أظن أن الفيلسوف اختار جانب المعادلة لتصل الفكرة دون صدام تَبَعا لانسيابية الزمن و الواقع و المجتمعات و أنه خاطب بجانبها الظاهر المجتمعَ العام و بجانبها المسكوت عنه مجتمع الفلاسفة و المفكرين في أبراجهم الفكرية و التي لا يمكن الصعود إليها لعدم وُجودُ سلالم.
و الحصيلة أن تلك الأسئلة و غيرها مطروحة و لا تحتاج أجوبة مُقننة حتى نمتلك تفسيرات لأسئلة أكبر و أهم،
و أننا بالحديث عن ركن من الأركان لا نُمجِّد الركن الآخر و لا نُعظِّمُه لكننا أخَّرناه حتى نفهم العنصر الحاضن و المُغري و عوامل الإثارة و الجَذب.
