يحتمل أن يكون الحجاج هم من جلبوا كتاب الشعراء الستة الجاهليين إلى هذه الربوع، والأكيد أنه لم يكن مبرمجا في مناهج الزوايا المغربية، وقد تلقت ساكنة الجنوب الموريتاني كتاب الأعلم الشنتمري بالقبول فدرسته المحاظر، وحفظه الطلاب، وشرحه شيوخ الثقافات العالمة.
تعتبر صلاة "تزكرار"، من النوافل المميزة لشهر رمضان، ويحرص الصائمون على أدائها لما وعد الله به الصائمين القائمين من الأجر والثواب، ولكل حي إمامهم الذي تعودوا الصلاة خلفه، ويتم اختياره على عدة معايير منها السن، والمهارة في كتاب الله والخبرة في التجويد، وحسن الصوت.
خلال عقدي السبعينات والثمانينات، كان الشيخ الحافظ *سيد محمد بن النجيب* -دداه علما- يؤم التراويح في بئر المساجد، وكان معروفاً ب اطيب السورات، وزين أغباد، ومع تقدمه في السن، بدأ جيل من الحفاظ الجدد يستعدون لخلافته في أداء التراويح.
كانت ثقافة المحاكاة، "لِحْمَارْ" - بترقيق الراء- حاضرة بقوة في الأحياء الإكيدية، في ظل غياب وسائل الترفيه كالتلفزيون والمسرح، وكان الأعصار يتنافسون في تنمية تلك الملكات، فمن الشباب من يكون قادرا على أداء عشرة أصوات، ومنهم من يتقن أداء الحركات، ومنهم من يجمع بين الصوت والحركة، فتحسب أنه الشخص المحاكي لشدة إتقانه، أما القلة النادرة فهم القادرون على تصور سيناريو حوار افتراضي يكون على نمط الشخصيات التي تتم محاكاتها.
وقد وهب الله السيد *التاه بن حلاب* رحمه الله ، ملكات متعددة، فكان أصدقاؤه من عصر لسياد يتحلقون حوله، فيزيل عنهم عناء صوم حمارة القيظ، بالنكت والطرائف التي يعمل فيها فكره، ويؤديها بإتقان دون أن يضحك أو يخرج عن "المنوال"
هل رمضان في اتيفرار، وبدأ عصر جديد خلافة الشيخ الإمام *سيد بن النجيب*، وبما أن المصلين قد تعودوا منذ سنين خلت على تزكرار دداه، فقد أبدوا بعض التحفظ على أداء أيمة عصر "لمغيسل"، فانتهز التاه فرصة صدور تلك الملاحظات، واقترح على أصدقائه ضرورة التفكير في توظيف الحدث، فتحمس الأستاذ بل بن ديد للموضوع وهداه فكره إلى فكرة طريفة لم يسبق لها الحامارون في انيفرار.
يتواصل إن شاء الله
*يعقوب بن اليدالي*