ما زالت آلة الحرب الصهيونية تفتك بالشعب الفلسطيني وتدمر غزة عن بكرة أبيها وتهجر أهلها من بقعة إلى أخرى، وتحاصرهم وتجوعهم، وتقوم بتهجير جماعي وبالجملة، وجرائم حرب تقتل الأطفال والنساء والشيوخ إلى أن وصل الأمر إلى قتل كل متحرك فيها.
إنها لمقتلة كبرى تجاوزت حدود المحرقة إلى حرب التطهير العرقي والإبادة الجماعية، على مدار ستين يوما، من عمر تلك الحرب الهمجية الوحشية على غزة طالت المؤسسات الإعلامية والثقافية ودور العبادة من مساجد وكنائس، والمؤسسات الصحية، (حرب المشافي) ناهيك عن قتل الصحفيين والكتاب والعلماء والأطباء والمرضى والمسعفين وفرق الدفاع المدني، مؤكدين أن ما حدث في السابع من أكتوبر جاء إرغاما، ونتيجة حتمية لممارسات الكيان الصهيوني ..
كل هذا جرى ويجري أمام صمت العالم المتفرج على الدم المسفوك والمراق ومشهد الجثث الملقاة تنهشها الكلاب في الطرقات الموحشة، ولم يوقظه صرخات الأطفال واستغاثات النساء، ودموع الرجال، فماذا ينتظر العالم ؟ ومتى يصحو الضمير الإنساني، ويقف المجتمع الدولي أمام مسؤولياته؟ وفي السياق ذاته، ما انفك الكيان الصهيوني عن اجتياح مدن الضفة الغربية في جنين ونابلس وطول كرم والمدن الفلسطينية الأخرى، وما فتئت تدنس المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتنتهك حرمات المسجد الأقصى المبارك من قبل عصابات المستوطنين .
فضلا عما يتعرض له أسرى الحرية في سجون الاحتلال من تنكيل واعتداءات وحشية غير مسبوقة، حيث ارتقى عشرات الشهداء منهم منذ بداية العدوان على غزة، ورفض علاجهم وحصولهم على أبسط الحقوق ، في الوقت الذي اعتقلت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي آلاف المواطنين في الضفة والقدس وغزة منذ بداية ذلك العدوان الغاشم البغيض.
كل هذا يأتي في إطار إرهاب الكيان المنظم وجرائمه الذي تمارسه دولة الفصل العنصري التي لا ترى العرب وتبغضهم وتناصبهم العداء، وتحاول ترويج الخرافة الصهيونية المدعاة بحسب الرواية التوراتية المحرفة الرافضة للغير - العرب الذين تعدهم(الأغيار)أو(الجوييم) أي الحيوانات العجماء .
ذلك ما عبر عنه مؤخرا خلال الحرب على غزة قادة الاحتلال بوصف العرب و الفلسطينيين بالحيوانات البشرية ، وبعضهم ذهب إلى المطالبة بإلقاء قنبلة نووية على غزة.
أمام هذه المقتلة الكبرى، فإننا نحن أعضاء مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب المجتمعين في نواكشوط في القمة الأدبية العربية الإفريقية، نؤكد ما يأتي:
- ضرورة وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وخاصة الحرب الشعواء على غزة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع المجازر التي شهدها التاريخ.
- استمرار الفعل الشعبي والثقافي وتحشيد الجماهير العربية لمواصلة الضغط على الحكومات لإجبار دولة الاحتلال على وقف تلك الحرب الهمجية.
- يطالب الاتحاد العام بوضع المنشآت النووية الإسرائيلية تحت المراقبة ، وإخضاعها للتفتيش الدولي بعد تهديد وزير ما يسمى التراث الإسرائيلي بضرب غزة بالقنبلة النووية .
- العمل على تعميم حملات المقاطعة الواسعة الشاملة للاحتلال والغرب والولايات المتحدة، مقاطعة سياسية واقتصادية وشعبية ويحيي الاتحاد العام أبناء الشعوب العربية وخاصة النساء والأطفال على وعيهم البالغ وممارستهم المؤثرة في مقاطعة سلع الدول التي توفر غطاء للعدوان الإسرائيلي، كما يحيي شعوب العالم التي وقفت إلى جانب فلسطين وقضيتها، ورفضت العدوان الصهيوني، وطالبت بوقفه.
- رفض التهجير للشعب الفلسطيني من غزة والضفة الغربية، والتأكيد على ثباته في أرضه ووطنه.
- العمل على تأمين الغذاء والدواء والوقود إلى غزة التي تنقطع عنها كل سبل الحياة.
- رفض كل أشكال التطبيع وخاصة التطبيع الثقافي باعتباره أشد أنواع التطبيع وأخطرها، حيث يستهدف الذات والهوية والوجود.
- مطالبة الرؤساء العرب بطرد سفراء الكيان الصهيوني ومنع الطائرات من المرور بالأجواء العربية.
ستبقى فلسطين عصية على الانكسار، ثابتة على حقها وحقيقتها، باعتبارها خيط الضوء في عباءة الأمة.
المجد للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى.
عاشت فلسطين حرة عربية
٦-١٢-٢٠٢٣
