شعر: الشّيخ باي دكور
في رثاء رفيق دربي الشاعر العبقري عبد الله درامي، الشّهير بالجنرال
أَلاَ يَكُونَانِ بَعْدَ الْيَوْمِ فِي سَفَرٍ ؟:: رِفْقًا عَلَى الْقَلْبِ يَا طَيْفِي مِنَ الضَّجَرِ
إِثْنَانِ نَحْنُ نُنَاجِي الدَّفْئَ فِي دِمِنَا :: وَنَلْثِمُ الْعَتْمَةَ الْبَلْهَاءَ فِي السَّمَرِ
كَمْ رَحْلَةٍ فِي سَفِينِ الشِّعْرِ كَانَ لَنَا :: بِهَا رُسُوًّا بِشَطِّ الْفَجْرِ وَالسَّحَرِ
عَنِّي رَحَلْتَ؟ وَكَيْفَ الْمَوْتُ فَرَّقَنَا :: كَأَنَّنِي لَمْ أَبِتْ لَيْلاً عَلَى الْوَبَرِ
مَزَقْتَ قَلْبِيَ فِي الدَّيْجُورِ مُرْتَبِكًا :: وَكَلَّ عَقْلِي كَأَنْ لَمْ يُسْقَ مِنْ عِبَرٍ
فَارَقْتُ مَنْ دَبَّجَ الْأَحْلاَمَ قَافِيَةً :: عَلَى الْفِرَاقِ وَقَلْبِي غَيْرُ مُقْتَدِرِ
وَمَا مَرَرْتُ بِبَيْتٍ مِنْ قَصَائِدِهِ :: فِي مَدْحِ مَنْ فَاقَ ضَوْءَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ
إِلاَّ ارْتَوَيْتُ وَبَرْقُ عَبْقَرِيَّتِهِ :: يُسْقِي الْعُقُولَ بِمَاءِ الرَّأْيِ وَالْفِكَرِ
لَكِنْ خَرِسْتُ فَقَدْتُ الْوَعْيَ أَزْمِنَةً :: كَأَنَّ مَوْتٌ نَعَاهُ الرَّعْدُ لِلْبَشَرِ
وَمَا لِقَلْبِكَ يَا الْبَكْرِيُّ مِنْ وَجَلٍ :: وَهَلْ لِصَمْتِكَ مَا يُقْضَى بِهِ وَطَرِي
قَالُوا انْتَظَرْنَاكَ لَمْ تَرْثِ حَبِيبَكَ .قُلْ :: بِأَنَّنِي الْمَيِّتُ الْمَنْقُولُ فِي الصُّوَرِ
أَمَامَ عَيْنَيْكَ يُسْلِي الْحَرْفُ فَاجِأَةً :: سَهْمًا مِنَ الْغَيْبِ أَوْ أَمْرًا مِنَ الْقَدَرِ
يَبُوحُ بِاللّغَةِ الْفُصْحَى بِرِقَّتِهَا :: رَسَّتْ بِقَلْبِ الْفَتَى كَالنَّقْشِ فِي الْحَجَرِ
فَلاَ تَلُمْ فِي انْبِهَارِيِ فِي مُبَالَغَتِي :: فِي الشِّعْرِ جَازَ لَهُ مَا كَانَ مِنْ حَظَرٍ
فَكَيْفَ أَصْحُو إِذَا زَادَ الْقَصِيدُ أَسًى :: هَلْ بَعْدَ مَوْتِكَ يُصْغَى الشِّعْرُ كَالدُّرَرٍ
لُغْزٌ أَنَا. قَدْ حَوَتْ فِي كُلِّ مَنْزِلَةٍ :: بِعِزَّةِ النَّفْسِ فِي بَدْوٍ وَفِي حَضَرٍ
وَثَالِثًا بَطَلٌ فَتَحْتَ مَمْلَكَةً :: سُمِيْتَ جَنْرَالَهَا مِنْ غَيْرِ مُفْتَخِرِ
لِكُلِّ جِيلٍ تَرَكْتَ بَصْمَةً فَنَمَتْ :: كَالرَّاكِبِينَ عَلَى الْأَلْوَاحِ وَالدُّسُرِ
إِنِّي رَضَيْتُ بِمَا يُرْضِي الْإِلَهَ هُنَا :: وَالْحَمْدُ للهِ هَذَا مُنْتَهَى الْخَبَرِ