د. الشيخ معاذ سيدي عبد الله
تربطني بالأخت مريم بنت أمود روابط عديدة، ولكن الذي يهمني ذكره هنا، وكشهادة شخصية مني هو رابطة العلم والعمل ..
1- العلم : وأقصد أنها كانت طالبة عندي في جامعة شنقيط، وقد كان تسجيلها في الماستر مغامرة و شكل تحديا لافتا، بحيث يصعب أن يمزج المرء بين واجبات الأسرة وفروض العمل ومتطلبات التحصيل العلمي، وقد كانت مريم بحجم التحدي.. واصلت الدراسة والمواظبة، وحين قررت اختيار موضوع لرسالة تخرجها اختارت موضوعا بكراً وصعبا، لكنه يحمل في طياته مزجا جميلا بين الاعلام والأدب، وكان بعنوان : المادة الأدبية في جريدة الشعب من 1975 الى 1985 ..
كان موضوعا صعبا لأنه يتطلب البحث في ارشيف الشعب وخارجه، ويتطلب لقاءات مع شخصيات كثيرة ساهمت في خلق تلك الجريدة..
كنت مشرفاً على رسالتها وقد استفدتُ كثيرا من العمل معها عليها، لأنها لم تمد القارئ ببليوغرافيا فحسب، وإنما كشفت للمرة الأولى عن أصحاب الاسماء المستعارة الذين كانوا يكتبون في الشعب والذين قضى بعضهم وبعضهم ما زال ينتظر.
ناقشت مريم رسالتها تلك وحصلت على أعلى رتبة تحصل عليها رسالة في الجامعة..
ونالت شهادتها باستحقاق..
وقبل فترة قليلة صدر عملها ذاك في كتاب مطبوع .
2 - العمل : وأقصد به أنني عملت مع مريم عن قرب، فقد كانت هي صاحبة فكرة ( مهرجان بوتلميت الثقافي) وقد راودتها الفكرة منذ سنوات عديدة وكانت في كل مرة تفشل في التجسيد، ومع ذلك لم تيأس، وكانت تتصل بي وبغيري ممن تتوسم فيهم المساعدة على تحقيق ذلك الحلم..
وسَّعَتْ مريم دعوتها تلك، وتم انشاء جمعية بوتلميت للثقافة التي كانت هي أحد نواب رئيسها، ومن خلال هذا الاطار بعث الروح في حلمها بتنظيم مهرجان ثقافي في بوتلميت، وكانت في مقدمتنا سهرا وسفرا وتعبا .. الى أن تحقق الحلم وتم تنظيم النسخة الأولى للمهرجان .
هذه هي مريم التي عرفتها وعايشتها..
أتمنى لك التوفيق ...
وننتظرك (.....) في النسخة الثانية من مهرجان بوتلميت للثقافة.